بوتين يشعل معركة بين “سكاي” و”العربية”… وفي لبنان تيار سياسي “من الزنار ونازل”

تحولت قنوات لبنان الفضائية، مساء أمس الأول، الى ساحة حرب بين ممثلي الإعلام والحكومة على خلفية الحرائق، التي التهمت خضار لبنان، ووقفت الحكومة والدولة عاجزتين عن احتوائها وإطفائها.
الإعلام اللبناني أثبت بفضائياته المختلفة أنه متقدم على الدولة كثيرا في معالجة هذه المحنة الخطيرة.
وقد شهدت شاشة “الجديد” سجالا عنيفا بين وزير المهجرين غسان عطاالله والنائبة بولا يعقوبيان، حيث اتهم الوزير النائبة، الغاضبة على شلل الدولة، بأنها “وصلت الى النيابة بطريقة غير أخلاقية”.
‏ فعاجلته قائلة: إنت واحد منحط وبلا شرف إنت وتيارك.
وردت أنه “من غير المعقول أنه كلما فاتحنا أحدا من التيار الوطني الحر بموضوع الآداء السياسي يرد علينا بمواضيع الشرف، الشرف ليس بين الرجلين، إنما بالرأس وهذا ما لا تملكه”.
وأضافت “أنتم تيار الزنار والنازل”.
من جهتها اشتكت الإعلامية سنتيا سليمان من أن مرافقي الوزير ضربوا إعلاميا وأشهروا مسدساتهم، في وجوههم، لأنهم رفضوا تواجد الوزير بين الإعلاميين، الذين كانوا يوزعون الطعام على الهاربين من النيران. وقالت يريدون إرهابنا، عن طريق تلقيها اتصالات من أمن الدولة لملاحقتها. لكن عطاالله طلب من كل الأجهزة عدم ملاحقة أحد على خلفية ما حصل.
وغصت وسائل التواصل الاجتماعي بهجمات على أداء الدولة، فيما قالوا إنه تأخر قوات الدفاع المدني في التعامل مع الحرائق.
وبعضهم سخر من عدم استغلال ثلاث طائرات إطفاء بحجة أنها “لم تخضع للصيانة”.
لبنان كشف أمس أنه ليس قادراً على مواجهة أي شيء، لا الوضع الاقتصادي الكارثي ولا السياسي المفكك ولا الاجتماعي، ولا حتى المشاكل التي تعتبر يومية وعادية في بلدان أخرى.
فهل يُعقل أن الحكومة ظلت تنتظر حتى الخامسة صباحاً تبحث في ما يجب أن تفعله، والنيران تلتهم الجبال وتهجر المواطنين، مع غياب تام للإغاثة!
المجتمع المدني والفنانون أثبتوا أنهم القوة الناعمة المؤثرة في تحريك الأمور أكثر من كل الوزارات.
فقد فتحت الفضائيات الهواء طوال النهار واستنفرت المراسلين، الذين اختبروا التواجد في مناطق صعبة، تشتعل من حولهم الحرائق، وتحملوا تداعياتها حتى على حساب مظهرهم.
تكافل الشعب اللبناني وتكاتفه بكل أطيافه في وجه هذه المحنة، يثبت أيضا أنه شعب حي وجدير بالحياة.
ولعل العناية الإلهية ساهمت في تساقط الأمطار الغزيرة بشكل مفاجئ فوق الجبال ما خفف حدة انتشار الحرائق الهائلة التي التهمت مساحات حراجية تاريخية وهددت منازل المواطنين وغطت سماء البلاد بسحابات سوداء، محملة بروائح الحرائق والموت، التي ستبقى روائحها تزكم أنوف اللبنانيين جميعا لوقت طويل مقبل، وعلها تسقط الكثير من أدوات خمول الدولة المترهلة.

صراع المهنية بين
“سكاي و”العربية”

تحول ما يجب أن يكون سبقا إعلاميا الى ساحة لشخصنة البطولة الإعلامية بين قناتي “سكاي نيوز” الإماراتية، و”العربية” السعودية، على خلفية الحوار الثلاثي، الذي جمعهما مع قناة “روسيا اليوم” في محاورة فلاديمير بوتين.
وأجريت المقابلة مع الرئيس الروسي عشية زيارته إلى السعودية والإمارات، واستمرت نحو ساعة تحدث فيها عن آخر التطورات والتوترات في الشرق الأوسط.
الحوار تحول الى فضيحة بعد اتهام مذيع “سكاي” لزميله في “العربية”، باجتزاء تصريحات وأجوبة بوتين.
الزميل مهند الخطيب، قال في تغريدة له على “تويتر”، إن مذيع قناة “العربية” محمد الطميحي، قام بـ”شطب مذيعي القناتين الأخريين واستخدم أجوبة بوتين على أسئلتهم، وكأنها إجابات على أسئلته”.
وأضاف “أمر غير مهني وغير أخلاقي ومعيب. أنت حرّ بحذف أسئلة المحاورين الآخرين بالمونتاج، لكن أن تستخدم إجابات بوتين عن أسئلة زملائك وكأنها إجابات عن أسئلتك، فهذا أمر غير مهني وغير أخلاقي ومعيب”.
ولم يصدر رد من مذيع “العربية”، على هذه الاتهامات المهنية، ما يعد اقرارا بالذنب.
ورغم وحدة التعاطي بين المحطتين في معظم القضايا العربية، باعتبارهما تصدران من المكان نفسه وتمثلان تحالفا سعوديا إماراتيا، إلا أنهما تفترقان بل تتصادمان في قضايا داخلية وقضية الصراع في اليمن، والشواهد كثيرة.
لكن يبقى في الاختلاف أحيانا رحمة بالمشاهدين والحقيقة أيضا.

بروفة عنصرية لمستقبل أوروبا

من شاهد المحطات البريطانية مساء الثلاثاء، وهي تنقل مشاهد عنصرية بغيضة وقعت في العاصمة صوفيا خلال مباراة بين بلغاريا وانكلترا، ضمن تصفيات بطولة أوروبا 2020، يدرك أنها بروفة مصغرة عن مستقبل العلاقات بين دول أوروبا المتناحرة، والتي وحدها الاتحاد الأوروبي قبل 44 عاما، بعد حربين عالميتين، وستمزقها عودة الصراع القومي.
إساءات وقحة وجهتها جماهير بلغارية للاعبي منتخب إنكلترا، شملت القيام بالتحية النازية وترديد أصوات القردة، خلال مواجهة الفريقين، ما دفع طاقم التحكيم لإيقاف المباراة مرتين، وإقالة مسؤولين كبار.
وهذا ما دعا غريغ كلارك، رئيس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم لوصف المباراة بأنها “ربما تكون أكثر الليالي المروعة، التي رأيتها”.
وأثارت هذه التداعيات رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، الذي وصفها بـ”الخسيسة”، وطالب باتخاذ إجراءات أوروبية عقابية عاجلة.
الحادثة أثارت البريطانيين بشدة كذلك، فيما ينظر كثيرون إليها باعتبارها ترسم صورة لعلاقات بعض الأوروبيين مع البريطانيين بعد إتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نهاية هذا الشهر.

محمد رمضان ممنوع
من التعري في السعودية

قبل أيام على حفله المنتظر أن يحييه في السعودية وجهت هيئة الترفيه تحذيرا للفنان المصري محمد رمضان من الظهور عاريا على المسرح، كما اعتاد في حفلاته التي يقيمها في بلاده.
كما تم تحذيره من الظهور برفقة الراقصات على المسرح.
الغريب في التحذير أن هذه المطالب لم تتضمن التعاقدات مع الفنانات العربيات، ولا الأجنبيات، وكلنا نذكر دعوة هيئة الترفيه لـ”نيكي ميناج”، التي تعرف بأغانيها وملابسها الفاضحة للغناء في المكان نفسه، لكنها آثرت هي نفسها الانسحاب من الحفل، دعمًا لحقوق المرأة وحرية التعبير، رافضةً بذلك دعوة رسمية من هيئة الترفيه المثيرة للجدل.
فهل هذه التحذيرات تنطبق على الفنانين الرجال فقط ولا تنطبق على النساء، خاصة أننا شاهدنا حفلات كثيرة هناك لم تحفل بأي إرشادات. وهلموا بنا لنشاهد حفل النجمة ماريا كاري وغيرها من فنانات لبنان في المكان نفسه على الـ”يو تيوب”؟!

كاتب من أسرة “القدس العربي”

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    محمد رمضان، عاري بدون ياء، على الفن و أهل الفن.

  2. يقول S.S.Abdullah:

    عبقرية عنوان أنور القاسم (بوتين يشعل معركة بين “سكاي” و”العربية”… وفي لبنان تيار سياسي “من الزنار ونازل”) في أنّه من وجهة نظري لخّص إشكالية ثقافة الأنا أولاً بلا حياء ولا خجل من الفضيحة الإعلامية، عند أهل ما بين دجلة والنيل لا فرق بين أهل البداوة أو أهل المدنية،

    بحجة هي أفضل وسيلة شهرة من التغيير/التمييز عن طريقة العرض التقليدية،

    ومن هنا سر الهدر الإقتصادي في الجهد، وبالتالي تؤدي إلى إفلاس النظام البيروقراطي في أجواء العولمة والإقتصاد الرقمي/الإليكتروني.

    ففي جانب على أرض الواقع ثبت أن أسلوب إدارة وحوكمة لاس فيغاس (القمار والربا والدعارة) تصلح لإقامة معارض فقط،

    بينما هانوفر الألمانية أو اسطنبول التركية أو تايبيه التايوانية، تصلح بشكل أفضل، كمنطقة لإنتاج المنتجات من كل المهن، بالإضافة إلى كونها سوق كذلك،

    ومن جهة أخرى في العراق الذي يجتهد فيه، يخرج بسواد الوجه في الأخير، قبل 2003 كما حصل مع العائلة الملكية الهاشمية أو صدام حسين، أو بعد 2003،

    لا موقف الشيخ حارث الضاري من طلب عمل التعداد قبل تنفيذ العملية السياسية،

    ولا الشيخ ياور العجيل الذي قبل أن يكون أول رئيس للعملية السياسية،

    ولا حنان الفتلاوي أو فائق الشيخ علي،

    ولا حتى المرجعية، كلها تم تشويه سمعتها،

  3. يقول S.S.Abdullah:

    وأقل شيء كان ارهابي، غير أن الزواج الرسمي من وزيرة أو من الحماية، تصبح في صياغة عناوين الإعلام وكأنها جريمة أخلاقية،

    في حين زواج المتعة أو المسيار أو المساكنة، تصبح حرية شخصية، ولا يحق تداولها في الإعلام؟!??

    لأن بدون مصداقية، أو لغة تدوين صحيحة بلا أخطاء، أو مجاملة أو نفاق، ويحترم معنى المعاني وأسلوب الصياغة والتعبير بها من الجميع،

    لا يمكن أن يعود أي إنسان إلى أي سوق، من أجل التجارة،

    وبدون أن تكون البضاعة غير مغشوشة، لن يمكن أن يُكرّر أي تاجر شراء أي بضاعة من أي مكان،

    حتى لو كانت البائعة إيرانية أو لبنانية أو روسية أو يابانية،

    وليس هندية أو فلبينية أو برازيلية.

    وهذا ما ينقص من وجهة نظري عقلية أهل الحوكمة والإدارة في دولنا، بداية من الإمارات العربية المتحدة، بعد زيارتها في عام 2019 لمناقشة مشاكل التجارة في أجواء العولمة والإقتصاد الرقمي/الإليكتروني مع أكثر من مسؤول في وزارة اللا مستحيل.

إشترك في قائمتنا البريدية