إلى روح رشيدة.. امرأة وزوجة
ماذا سأكتبُ عنكِ؟ أو لكِ؟ ما الذي سأقولهُ؟
ما زالَ ظل منكِ يحلمُ فيّ إذ آوي إلى نفسِ السرير سريرِنا
ـ هل نمتَ؟
ـ لا
ـ لِمَ؟
ـ أنتِ.. لو تدرينَ؟
ـ قلْ.. هل كان موتي بغتةً؟
ـ هذا المباغتُ ليس موتكِ.. إنما موتي أنا..
ـ هذا النشيجُ إذن؟
ـ دمي.. مدا وجزراً..
ــ كنتَ تحلمُ بالرحيل معي؟
ــ لعلي..
ـ والحياةُ الآنَ.. بعدي؟ كنتَ تنتظرُ الربيعَ معي هنا.. في شهر مارسَ؟
ــ حيةٌ هذي الحياةُ.. لنفسها أبدا تغني.. لا لنا.. هذي الحياة مديحُها أبدا.. ومتعتُها لها..
ولذا أنا سميتُ هذا الشهرَ شهرَ الحزنِ..
ـ لا تحزن عليّ.. أنا أحبكَ دائما.. فَرِحاً بما أوتِيتَ من نور الصباحِ.. تُطل من قرنيْه.. هذا الثورِ.. حيث لكمْ هوائي في الحديقة مُزْهرا.. بِيَ.. منكَ.. حيث لكمْ سوانُحها.. بَوارحُها تدومُ في سمائي.. أو تحط على غصونِ اللوزِ والزيتونِ..
ـ هل هذي طيورٌ أم جرارٌ؟ والجناح؟ يدٌ لها أم عروةٌ؟
ــ هل أنتَ تسألني؟ أتنسى الفجرَ؟
كنتُ أراكَ.. في عيني مسبلتينِ.. إذْ تخطو على السجادِ.. مقتربا.. فمنحنياً.. كأنك سوف تهمسُ لي.. تقبلني.. فمبتعدا.. تطل من الستائر.. كنتُ أهذي في سريري «أمطرتْ ليلا.. وكنا في اللحاف معا.. ثقابَ الشمع مشتعلاً.. فمحترقاً..
يغيمُ بياضُ عيني.. ذاك صامتُ بهجةٍ.. أخفي.. وبي والحب يطوينا وينشرُنا.. أنا البدوية «الْـ»مازلتُ.. ما بيَ.. منك.. إذْ أصغي إلى أمْواهِنَا..
٭ ٭ ٭
والآنَ.. حيث الحب مثلُ الموتِ.. إيقاعُ الزمانِ.. لنَا.. بِنَا.. لغةٌ تحدثُ نفسها:
إرْثِي القصيدةُ.. منكِ..
حيث أطل من بيتٍ عليكِ.. على جناحكِ أخضرِ الأعشابِ.. ظل منكِ يحلم في.. إذْ آوي إلى نفس السريرِ.. سريرِنا.. فأمد في نومي يدي..
لعل غصنًا منك.. يورقُ فيهمَا.. ولعل..
شاعر وكاتب تونسي
الشاعر المبدع منصف الوهايبي تحية الشعر.
هذه واحدة من عيون قصائد رثاء الزوجات؛بما تحمله من صدق التجربة وحرارتها إذ أكسبتها هذه اللغة الوهّاجة إهابا خاصا امتازت به مما بوّأها مكانة لافتة في مسار التجربة الشعرية العربية.محبتي واعتزازي سيدي الكريم.
قصيدة رثائية مفتوحة على المزيد من القول والرؤية…الاستاذ توقف عند هذا رغم النهم الى المزيد من التفريع و التفريغ و الغطس في تلابيب الذكرى…..
رثاء وبعض الرثاء رجاء ودعاء وأمنيات
الشاعر منصف الوهايبي تحية واحترام ورزق الله الفقيدة حياة الجنان