لندن : يعتزم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مطالبة البرلمان اليوم الاثنين، بالتصويت على مقترح لإجراء انتخابات مبكرة في 12 كانون أول/ديسمبر القادم، وذلك في مقابل الموافقة على إتاحة المزيد من الوقت للتدقيق في اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وسبق أن تقدم جونسون بمقترحين لمجلس العموم لإجراء الانتخابات، إلا أنه فشل في الحصول على دعم الأغلبية المطلوبة لذلك وهي ثلثا أصوات الأعضاء.
وفي ظل عدم وجود أغلبية، فإن زعيم حزب المحافظين بحاجة إلى دعم من نواب حزب العمال، وهو حزب المعارضة الرئيسي.
وقبل فترة وجيرة من التصويت المتوقع على مقترح جونسون، ذكرت شبكة سكاي نيوز البريطانية أن أعضاء حزب العمال يتأهبون للامتناع عن التصويت -في خطوة من شأنها أن تعيق خطة جونسون.
وإذا تعرض جونسون للهزيمة في تصويت اليوم، فإنه من المتوقع أن يدفع رئيس الوزراء البريطاني باتجاه إجراء انتخابات في التاسع من كانون أول/ديسمبر المقبل من خلال تقديم مشروع قانون آخر، حسبما ذكرت مصادر في الحكومة البريطانية لوكالة أنباء برس أسوسيشن.
ومن شأن مشروع القانون أن يضيف تعديلا على القانون الذي يحدد الإطار الزمني للانتخابات، والذي سيحتاج فقط إلى أغلبية بسيطة من نواب البرلمان.
وفي وقت سابق من اليوم، وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على تأجيل خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي بمنحها مهلة لمدة ثلاثة أشهر تنتهي في 31 كانون ثان/يناير .2020
وكتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قائلا إن “ما يسمى بـ” التمديد المرن” “سيسمح لبريطانيا بالمغادرة مبكراً إذا تم التصديق على اتفاق الخروج من قبل الجانبين في الوقت المناسب.
وقد صرّح جونسون مرارًا وتكرارًا أن بريطانيا ستغادر الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين أول/أكتوبر سواء باتفاق أو بدون اتفاق، لكنه القانون ألزمه بطلب تمديد من البرلمان رغما عن إرادته.
ونقلت وكالة أنباء برس أسوسيشن عن متحدث باسم الحكومة البريطانية قوله: ” إنه ما كان يجب على البرلمان أن يضع المملكة المتحدة في هذا الموقف ويجب أن نغادر في 31 تشرين أول/أكتوبر”.
وكان زعيم حزب العمال جيريمي كوربين قال إن حزبه لن يدعم إجراء مثل هذه الانتخابات إلا بعد الحصول على تأكيد بأن الاتحاد الأوروبي وافق على تأجيل الخروج لما بعد الموعد المقرر لذلك الخميس القادم، إلى جانب ضمانة بأن جونسون لن يكون قادرا على إخراج بريطانيا من الاتحاد بدون اتفاق.
وشدد كوربين على أنه يريد التأكد من أن احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد بدون اتفاق “لم يعد مطروحا تماما” قبل إجراء انتخابات.
ولم تتخذ بروكسل بعد قرارا بشأن مقترح تأجيل الخروج لثلاثة أشهر تنتهي بنهاية كانون ثان/يناير
وقد ظهرت خلافات في صفوف المعارضة. فهناك حزبان أصغر حجما من المعارضة -” حزب الديمقراطيين الأحرار” الموال للاتحاد الأوروبي، و”الحزب القومي الاسكتلندي” – على استعداد للدفع من أجل إجراء الانتخابات في التاسع من كانون أول/ديسمبر، من خلال تقديم مشروع قانون منفصل.
وكانت جو سوينسون، زعيمة الديمقراطيين الاحرار، قالت في وقت سابق اليوم، في حديث لها على برنامج “توداي” المذاع على هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي)، إن مشروع القانون لن يمنح جونسون “مساحة للتملص”.
وأضافت: “أعتقد أن تحديد هذا التاريخ في القانون هو فكرة جيدة للغاية”.
وذكرت الحكومة البريطانية في “داوننغ ستريت” في وقت لاحق، أن الحكومة ستقدم مشروع قانون “متطابقا تقريبا”، في حال فشلت الانتخابات المقررة في 12 من كانون أول/ديسمبر.
(د ب أ)