بولا يعقوبيان لـ”القدس العربي”: إذا أخذ حزب الله الأكثرية أو لا فالنتيجة واحدة عندما تتنازل الأقلية

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”:

مع إقفال باب الترشيحات للانتخابات النيابية في 15 أيار/مايو المقبل، بدأت التحضيرات الجدية لنسج التحالفات وتركيب اللوائح، وتتجه الأنظار إلى عدد من الدوائر التي ستشهد معارك ضارية ومن بينها دائرة بيروت الأولى ذات الأغلبية المسيحية التي تضم 8 مقاعد مسيحية موزعة على الشكل الآتي: أورثوذكسي وماروني وكاثوليكي وأرمن كاثوليك وأقليات و3 أرمن أورثوذكس.

ولوحظ كثرة المرشحين للمقاعد الأرمنية ولمقعد الأقليات بعدما أظهرت النتائج في عام 2018 أنه يمكن الفوز بمثل هذه المقاعد بأصوات تفضيلية قليلة. وتعتبر النائبة بولا يعقوبيان التي فازت في ذلك الاستحقاق واستقالت بعد تفجير مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020 من أبرز المرشحات في هذه الدائرة وهي بصدد تأليف لائحة ومنفتحة للتعاون مع كل الحالات التي تسمي نفسها تغييرية.

ولا تخفي يعقوبيان التي عملت لفترة طويلة كإعلامية في قناة “المستقبل” خشيتها من تطيير الانتخابات “إذا رأت المافيا أن المعارضة قوية وأنها ستكون متضررة من النتائج”. وبعدما حذرت من “ألاعيب السلطة لتشتيت اللوائح”، لفتت إلى أن “حزب الله إذا أخذ الأكثرية أم لا ستكون النتيجة واحدة عندما تكون الأقلية تساوم وتتنازل سريعا”.

وفي ما يلي وقائع الحوار الذي أجرته “القدس العربي” مع النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان المرشحة عن مقعد الأرمن الأورثوذكس في دائرة بيروت الأولى:

*مع إقفال باب الترشيحات هل نعتبر أن الانتخابات حاصلة في موعدها أم أن المفاجآت يمكن أن تحصل في آخر لحظة لتطيير الاستحقاق؟

– لا يعني إقفال باب الترشيحات شيئا في بلد مثل لبنان، يمكن أن نصل إلى أيام قبل الانتخابات ونرى أن المافيا قد تستطيع عبر أي عمل تخريبي تقوم به أن تطير هذه الانتخابات خصوصا إذا شعرت أنها ستكون متضررة من النتائج. في رأيي إنهم يقيسون حاليا مستوى ترشيحاتنا وحركتنا ومدى الوحدة بين مجموعات المعارضة، طبعا يسعون إلى “فركشة” من خلال مندسين كل الوقت ويحاولون وضع الأفخاخ الممكنة، وهناك مرتزقة أينما كان إنما نحن نعمل بكل انتباه كي تكون لوائحنا واحدة. إنما أؤكد لك منذ الآن أنه ستكون هناك أكثر من لائحة لأن هناك من هو “مدفوش” من قبل أحزاب السلطة لتدمير هذه الحالة وللقول إنهم لم يتوحدوا، وسينتظرون حتى آخر لحظة، فإذا رأوا أن هذه المعارضة قوية وأن الناس ليست مصدقة أحزاب المافيا، فهم سيلجأون إلى تطيير الانتخابات ولن تقبل المافيا بالخسارة. هذه قراءتي وأتمنى أن أكون على خطأ.

*هل تتوقعين نسبة مشاركة مرتفعة ولا سيما بعد عزوف الرئيس الحريري والرئيس ميقاتي وكل من السنيورة وسلام وهل يمكن أن يستغل حزب الله هذا العزوف لاختراق الساحة السنية؟

-أتوقع نسبة مشاركة مرتفعة اذا كانت هناك لوائح واضحة للمعارضة التي مضى على وجودها سنوات في الشارع والتي خاضت انتخابات 2018 والمعروفة هويتها. واذا استطاعت السلطة من خلال ألاعيبها أن تجعل هذه المعارضة غير موحدة وغير قادرة على المواجهة عندها فإن تشتت اللوائح سيؤثر على نسبة المشاركة وعلى تصويت الناس.

أما حول حصول اختراق للساحة السنية فأنا لا أعترف بموضوع اختراق الساحات سواء كانت سنية أو شيعية، هناك ساحة واحدة في لبنان هي ساحة ذل وتعتير ومهانة وهي تجمع كل اللبنانيين، والسلطة اليوم تستغل الانتماء الديني والمذهبي للناس حتى تبقيهم خرافا مطواعة بيدها. كل الساحات هي ساحات واحدة وتتشارك المصيبة ذاتها، ولذلك ترى نفس الحملات ونفس الكلام موجودا عند كل الأحزاب. غير اللون وغير المذهب ترى المضمون نفسه، لذلك الناس هي أكثر وعيا وإذا أرادت التغيير في البلد وفي الأداء عليها أن تنتخب لوائح مدنية تخاطب العقل وليس الغرائز وتبني وطنا وليس مزرعة.

*هل تراهنين على توحيد القوى التغييرية من الآن وحتى الانتخابات أم سنشهد تشتتا يضيع في اللوائح فرصة التغيير؟

-أكرر القول إن كل العمل اليوم ينصب اليوم على تأليف لوائح واحدة، ستكون هناك لوائح “مدفوشة” من الأجهزة ومن بعض الأحزاب وسيسمونها ثورة ومدنية لكي تسحب بعض الأصوات وبعض التأييد من لوائح المعارضة الحقيقية. الاندساس موجود في لوائحنا بشكل كبير، فهذا الأمر موجود في كل العالم فكيف به عندنا حيث هناك 100 مجموعة وآراء كثيرة. لذلك الاندساس في صفوفنا سهل جدا وللأسف كثير من الناس يستسهلون ذلك. وحتى بالتحالف نكتشف أن هناك أناسا لديها أجندات مريبة، وعندما نتابع ونتابع نرى أنهم مرتبطون بأطراف يفعلون المستحيل لكي يفرقوا ولا يجمعوا وأبدأ من عندنا وقِس على ذلك.

*ما هي تحالفاتك في دائرة بيروت الأولى وأين انت من النائب نديم الجميل أو الوزير السابق شربل نحاس، هل من إمكانية بعد للتعاون أم هناك تباعد؟

-نحن في دائرة بيروت الأولى على انفتاح كامل على كل الحالات التي تسمي نفسها حالات تغييرية. لا يوجد معنا حزب تقليدي ولا أي شخص مما يُعرَف بالبيوتات السياسية، نعمل مع الجميع في سبيل وحدة اللوائح ووحدة المعارضة، نتعاون مع الجميع ولكن من يريد الذهاب في لوائح مشتتة نحن نعرف أجنداته مسبقا ونعرف أنه يعمل لخدمة السلطة ولا نخفي سرا.

*من سيكون معك على اللائحة وهل تضمنين أكثر من حاصل؟

-هذا ما زال في طور المحادثات والكل بات يعلم أننا كنا في مفاوضات متقدمة مع “بيروت مدينتي”، قاموا بزيارة التحالف وقالوا إن لديهم 3 مرشحين وما زالت المفاوضات مستمرة، ولا شك أنهم يحاولون رفع السقف وأن يكونوا موجودين على مقاعد مضمونة بالنجاح وهذا حقهم ونحن أيضا نبحث في كيفية الحفاظ على المعايير وعلى الأخلاقيات بالتعاطي بين بعضنا البعض ونصل إلى لائحة تخدم الوطن وتقدم بديلا جيدا.

*هل هناك حماسة في الدائرة الأولى للتصويت أم استنكاف بعد تفجير مرفأ بيروت الذي دمر جزءا كبيرا من هذه الدائرة وماذا تقولين للأهالي؟

– بعد تفجير مرفأ بيروت وأشكرك لأنك سميته تفجيرا وليس انفجارا، أعتقد أكثر وأكثر أن الناس التي بقيت وصمدت ستذهب لتصوت لأنهم يعرفون جيدا مَن هي منظومة النيترات ويعرفون جيدا أن ما قلناه في عام 2018 تم حرفيا وصار أسوأ، ونحن لم نتوقع دركا وسوءا لهذه الدرجة، فما حدث هو أكثر مما توقعنا ومما قلنا. من لديه ذرة ذاكرة يتذكر ما قلناه ويستطيع العودة إلى الأرشيف، وأعتقد أننا لم نقم بعد بحملتنا وهي ستغير الكثير من الوقائع. أرقامنا جيدة جدا وعندما تنزل حملتنا يفترض أن تتحسن أرقامنا أكثر وأكثر.

*هل تعتقدين أن حزب الله سينتزع الأكثرية مرة جديدة وماذا عن التيار الوطني الحر الذي عاد للتحالف معه ومع حركة أمل؟

-حزب الله إذا أخذ الأكثرية أم لا ستكون النتيجة واحدة عندما تكون الأقلية تساوم وتتنازل سريعا، وعندما تريد هذه الأقلية حصصا وتريد أن تكون مشروع سلطة وليس مشروع دولة ووطن. حزب الله يجب أن تكون أمامه في البرلمان كتلة مدمرة Disruptive للخطاب المذهبي والطائفي، هذه الكتلة اللبنانية غير الطائفية وغير الفئوية التي ستشتغل لكل لبنان ولديها مشروع وخطاب واحد لكل اللبنانيين ستعمل فارقا كبيرا جدا بما سيحدث في السنوات الأربع المقبلة في بلدنا والتي ستكون سنوات صعبة جدا.

ما بعد 16 أيار إذا عادت الناس وصوتت للمافيا ستستيقظ على صرير الأسنان والندم لأن المافيا ستكمل بنفس الطريقة والأسلوب، فمن هو راض على أوضاعنا أقول له اذهب وعبر عن رضاك وصوت لهم، ومن يعتقد أن هناك مشكلة حقيقية تكون المشكلة بصوته لأنه هو الذي أوصلهم وصوته هو الذي يغير، وإذا قلت لي أين ذهب التيار وأين ذهبت القوات، كلهم منظومة واحدة تظهر أكثر في الانتخابات لأنهم يصبحون محشورين مع بعض في نفس اللوائح ويكشفون حقيقة أنهم مع بعض و”متل بعض وكلن يعني كلن” بحاجة إلى تغيير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية