بوليتكو: بايدن تجاهل رغبة العسكريين وأمر بسحب القوات من أفغانستان

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن ـ “القدس العربي”:

بعد عقدي في أطول الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في تاريخها، تقترب من نهايتها بعد قرار الرئيس جوزيف بايدن سحب القوات قبل حلول الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول/سبتمبر، لكن القرار كان نتاجا لنقاش حاد مع أصحاب البزات والرتب العسكرية. وقالت لارا سيلغمان وأندرو ديزديرو ونتاشا بيرتراند وناحال توسي إن العسكريين الأمريكيين قضوا عقدا وهم يؤكدون لثلاثة رؤساء أمريكيين ضرورة البقاء في أفغانستان، ولكنهم خسروا المعركة مع الرئيس بايدن يوم الأربعاء “لا نستطيع مواصلة تمديد وتوسيع الوجود العسكري في أفغانستان على خلق ظروف مثالية للانسحاب وتوقع نتائج مختلفة”. وقال إنه لن يورث أفغانستان لرئيس أمريكي آخر.

ونقل الموقع عن تسعة مسؤولين سابقين وحاليين قولهم إن مجموعة صغيرة من العسكريين دعوا للحفاظ على قوة عسكرية صغيرة للقيام بعمليات والحد من قوة طالبان. وكان رئيس هيئة الأركان وأربعة جنرالات من أصحاب النجوم الأربع، مارك ميلي وقائد القوات الأمريكية في أفغانستان والقيادة المركزية وقيادة العمليات الخاصة من دعاة هذه الإستراتيجية، ولكن بايدن وكبار مساعديه في مجال الأمن القومي فعلوا ما لم يفعله أحد، تجاهلوا توصية أصحاب البزات العسكرية.  وقالت كوري شيك، مدير الشؤون الخارجية والدفاعية في معهد أمريكان انتربرايز “قام الرئيس بايدن بإصدار حكم مفاده أن هذه المخاوف يمكن التعامل معها وليست مهمة كأهمية سحب القوات الأمريكية ولهذا وافق الجميع وصمتوا”. وأكد لويد أوستن وزير الدفاع في زيارته للناتو يوم الأربعاء إن الجيش دعم قرار بايدن بشكل قاطع. مؤكدا أنه تم الاستماع لأصواتهم وأخذ بعين الاعتبار قلقهم في الوقت الذي اتخذ فيه الرئيس قراره.

ولكن خلف الأضواء كان وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومسؤول الأمن القومي جيك سوليفان من أدارا البنتاغون بشكل حقيقي حسب شخص مطلع. وقال شخص “لم يتخذ البنتاغون القرار”.

لكن إيملي هورن المتحدثة باسم مجلس الامن القومي اعترضت على هذا التوصيف ووصفته بأنه صحافة فقيرة ولم تقم المجلة بالتواصل مع البيت الأبيض أو مجلس الأمن القومي رغم وجود أربعة مراسلين لها هناك. ولو فعلت لحصلت على المعلومات الدقيقة وليس من مسؤول لم يطلع على طريقة إدارة بايدن لقرار الخروج من أفغانستان. وأكدت أن سوليفان أجرى مراجعة دقيقة اعتمد فيها على خبرات المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين من أجل اتخاذ القائد الأعلى قراره. لكن المشرعين والمساعدين في الكونغرس من حصلوا على إجازات قالوا إن الجيش دفع باتجاه الحفاظ على قوة صغيرة في أفغانستان. وقال مشرع “تجاوزت القيادة المدنية الجنرالات في هذا القرار”.

 وقال مسؤول إن سوليفان لعب دور محامي الشيطان لكنه لم يتصادم بشكل واضح مع بايدن أو بلينكين حول جوهر القرار. أما بالنسبة لأوستن فقد كان دوره هو تنفيذ أهداف الرئيس ومنع أي ردة فعل داخل قيادة الأركان. وقال آخر إن أوستن لا يزال غريبا مقارنة مع العلاقة الطويلة بين بايدن ووزير خارجيته ومستشاره للأمن القومي.

وفي بيان قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن الوزارة “لعبت دورا” في مراجعة الإدارة لسياسة أفغانستان. و “انتهز أوستن كل فرصة سنحت له لتقديم منظوره ونصيحته في عملية مدرسة وشاملة”. وعندما سئل عن دور بلينكين وسوليفان في دفع أوستن خارج العملية، أجاب إن “العملية كانت عميقة ومدروسة حول موضوع له تداعيات”. وأكد أوستن في مؤتمر صحافي بالناتو إن الجيش يدعم وبشكل كامل القرار. ويقول خبراء إن بادين اختار أوستن لوزير الدفاع لأنه ينفذ الأوامر. و”الجزء الأكبر” في اختياره أن أوستن أثناء قيادته في العراق رحب وأشرف على سحب القوات عام 2011. ويرى مسؤولون سابقون إن القرار لم يكن بالضرورة توبيخا للقيادات العسكرية بقدر ما هو انعكاس للطريقة التي يدير فيها الجانب المدني الأمور. وقالت شاكي من أمريكان انتربرايز “يعرف الجميع أن الرئيس لديه الحق في تجاهل توصيات القادة العسكريين التي تقدم إليه”، وربما لم يكن القرار الذي يريدونه حيث اتخذ الرئيس طريقا مختلفا، ولكن العسكريين مطالبون بتطبيق ما يريده الرئيس. وتوصل الرئيس لقراره بعد تفكير عميق ومشاورة مع أسلافه، باراك أوباما وجورج دبليو بوش، الذي أخبره مقدما قبل الإعلان.

 وبعد نشر القرار أصدر أوباما بيانا وصف فيه القرار بأنه يعبر عن “قيادة شجاعة”، إلا أن الخبراء عبروا عن قلقهم من القرار وأنه لم يأخذ بعين الاعتبار الوضع الأمني على الأرض. وقال الجنرال ديفيد بترايوس، الذي قاد القوات الأمريكية في أفغانستتان إن حركة طالبان لم تظهر اهتماما بالمشاركة في عملية السلام وهناك خشية من سيطرتها على البلاد وتحويلها مرة أخرى لقاعدة للجماعات الإرهابية “أنا في الحقيقة خائف وأننا سننظر بعد عامين للوراء ونشعر بالندم من هذا القرار”. وقال الجنرال المتقاعد جاك كين، والداعي لبقاء القوات إن الجنرال ميلي والجنرال فرانك ماكينزي قائد القيادة المركزية والجنرال أوستن ميلر يعتقدون أن هناك حاجة إلى ما بين 3.000 إلى 5.000 جندي للقيام بعمليات خاصة ولإجبار طالبان على التفاوض. وقال “اعترفت طالبان في السنوات الأخيرة أن الولايات المتحدة تبحث عن مخرج ولهذا لا توجد محفزات لها كي تتنازل”. وقال السناتور جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة إنه واثق من عملية تنفيذ القرار حسب رغبة الرئيس رغم الخلافات الداخلية حول قراره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية