لندن- “القدس العربي”:
قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، مايك ماكول، إن الإطاحة بالسناتور الديمقراطي من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ بوب ميننديز، يحسن من فرصة تمرير صفقة طائرات “أف-16” لتركيا، مع وجود لها من الحزبين.
وفي تقرير أعده جو غولد، وكونور أوبراين، نشره موقع “بوليتكو” قالا فيه إن ميننديز، هُمّش بعد توجيه تهم بالفساد إليه، وعارض تمرير الصفقة لتركيا بسبب اتهامه إياها بالعدوانية ضد جيرانها والقمع.
ولكن ميننديز هو جزء من اللغز، فلا يمكن لإدارة بايدن الحصول على موافقة بدون شراء الدعم من الجمهوريين والديمقراطيين في لجان الشؤون الخارجية بالمجلسين. وهناك معارضة قائمة من الطرفين في الكابيتال هيل للصفقة.
وقال النائب الجمهوري عن تكساس، مايك ماكول: “أقرأ أوراق الشاي، فهو واحد من الأربعة الذي يرفض الصفقة. وأعتقد أن هناك احتمالا لتمريرها، ولكن يجب تسوية ملف السويد وعضويتها في الناتو”.
وترغب تركيا بشراء 40 مقاتلة أف-16 من شركة لوكهيد مارتن، وقال البيت الأبيض إن خطط نقلها لعضو الناتو ستمضي، بعد تعهد أنقرة بأنها ستصادق على عضوية السويد في حلف الناتو، مع أن الإدارة أكدت أن الموضوعين ليسا مرتبطين.
لكن حراس الكونغرس يشترطون أيضا إصلاح تركيا علاقاتها مع اليونان بعد سلسلة من التوترات. وبعد لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتستوتاكيس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي، قال ماكول إن الموافقة على المقاتلات ستسير و”لا أرى أي عرقلة للعملية”.
ويواجه ميننديز اتهامات فدرالية بتلقي الأموال والذهب في تبادل غير قانوني لمساعدة الحكومة المصرية، ورجل أعمال من نيوجيرسي على علاقة معه، وأُجبر على تعليق رئاسته للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ طالما ظل متهما.
وقال أردوغان يوم الثلاثاء، إن خروج ميننديز يعني أن “هناك فرصة لتسريع العملية المتعلقة بأف-16” عبر مزيد من المحادثات بين وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين، ونظيره التركي هاكان فيدان.
وقال أردوغان للصحافيين في طريق عودته من أذربيجان: “واحدة من أهم مشاكلنا المتعلقة بأف-16 هي نشاطات السناتور الأمريكي بوب ميننديز ضد بلدنا”، ولكنه أضاف: “خروج ميننديز يعطينا ميزة، لكن موضوع أف-16 لا يعتمد فقط على ميننديز”.
وعارض ماكول وميننديز وعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية إيداهو جيم ريستش، وعضو لجنة الشؤون الخارجية بالنواب، الديمقراطي عن نيوجيرسي، غريغوري ميك، الصفقة لتركيا ولكن لأسباب متداخلة.
وكان ميننديز الأعلى صوتا في مطالبه، بتخفيف تركيا حدة التوتر مع جيرانها. ولم يكن حتى هذا الأسبوع مستعدا للتنازل. فهو يتوقع أولا تصويت البرلمان التركي على عضوية السويد في الناتو، وتخفيف أنقرة التوتر مع جيرانها، والعمل على مكافحة النشاطات الروسية غير المشروعة.
وقال غريغوري ميك: “لدي نفس القضايا التي لدى ميننديز، وكلها مهمة لي”. مضيفا: “أريد التأكد من وجود حليف حقيقي في الناتو، بحيث نعمل معا ونتحاور، ولهذا قمت بالتحاور والتحدث، هي لعبة انتظر وشاهد الآن”.
وقال ريستش يوم الأربعاء إن شيئا لم يتغير بشأن معارضته لصفقة أف-16، ورفض التعليق على وضع ميننديز أو تعليقات محددة لأردوغان، ولكنه قال إنه محبط للغاية من الزعيم التركي. وأضاف: “كان يمكن لأردوغان حل الموضوع منذ وقت طويل، وأخبرتهم مباشرة بأنه حتى دخول فنلندا والسويد بالناتو، لن يحرك موضوع أف-16 نقطة. هو يعرف هذا”.
لكنه عبّر عن راحته من التقارب التركي- اليوناني وقال إنه “راض عن تعاون الطرفين بحسن نية من أجل تخفيف درجة الحرارة” وأثنى على “التقدم الملموس”.
ورفض السناتور الديمقراطي عن ميريلاند الذي تولى لجنة الشؤون الخارجية بدلا عن ميننديز الحديث عن كيفية تعامله مع الموضوع. وحاول المشرعون خارج القيادة في اللجنتين اتخاذ مواقف متشددة للضغط على الإدارة. وهم ليسوا مؤثرين كقادة اللجان، ولكنهم دفعوا باتجاه تشريعات تقيّد يد الإدارة.
وقال كريس فان هولين، النائب الديمقراطي عن ميريلاند: “عندما يتعلق الأمر بحصول تركيا على مقاتلات أف-16، فلم يتغير أي شيء.. لن يوافق الكونغرس على أي صفقة بدون تنفيذ شروط محددة، والتأكد من عدم حصول تركيا على أف-16 حتى تدخل السويد في الناتو، وتحترم الأجواء اليونانية وتوقف عدوانها ضد حلفائنا الأكراد في سوريا”.
وهناك معارضة قوية للصفقة في مجلس النواب الأمريكي الذي رمى نوابه تشريعا لعرقلة إدارة بايدن وقاده الديمقراطيون. وتعهد النائب الديمقراطي عن نيوهامبشاير كريس باباس، بمواصلة الجهود لمنع الصفقة. وقال: “بعيدا عمّن سيترأس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، فالحقيقة هي أن النواب ومجلس الشيوخ عبّرا عن معارضتهما بوضوح” للصفقة.
وقال إنه سيواصل العمل مع زملائه لمنع هذه المبيعات طالما ظلت تركيا تنتهك المجال الجوي اليوناني، وتقوض الناتو، وتؤخر دخول السويد فيه.