لندن/بكين/موسكو – وكالات الأنباء: انخفضت أسعار النفط أمس الجمعة، لتتخلى عن مكاسب مبكرة إذ طغى أسوأ انكماش اقتصادي للصين على الإطلاق على أنباء بشأن خطط للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحريك الاقتصاد الأمريكي مجدداً. وانخفض خام برنت عشر سنتات أو ما يعادل 0.4 في المئة إلى 27.72 دولار للبرميل بحلول الساعة 0815 بتوقيت غرينتش، بينما هوى الخام الأمريكي 10% إلى أدنى مستوى في الجلسة عند 17.53 دولار للبرميل.
في غضون ذلك، تسلط الضوء على تراجع اقتصاد الصين بفعل بيانات أظهرت انكماش إجمالي الناتج المحلي 6.8 في المئة على أساس سنوي في الربع الأول من العام الجاري، وهو أول انخفاض فصلي منذ بدء تسجيل البيانات الفصلية في 1992.
ونُشرت البيانات بعد أن وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة من ثلاث مراحل لإنهاء إجراءات العزل العام في الولايات المتحدة وإعادة تشغيل الاقتصاد. وارتفع سع برميل برنت أكثر من دولار في وقت سابق من الجلسة، وتلقى الدعم أيضا من تقرير أورد بيانات جزئية مشجعة من تجارب لعقار ريمديسيفير التجريبي لشركة «غيلياد ساينسيز» الأمريكية على مرضي بحالات حادة من وباء كورونا.
روسيا: تأثيرات اتفاق «أوبك+» لم تظهر بعد لكنها قادمة
ويتجه الخامان القياسيان صوب تكبد خسائر للأسبوع الثاني على التوالي، مع استمرار أسعار الخام الأمريكي قرب أدنى مستوى في 18 عاما.
وهوى معدل الاستهلاك اليومي للمصافي من النفط الخام في الصين إلى أدنى مستوى في 15 شهرا، مع إبقاء المصافي الحكومية على تخفيضات كبيرة للإنتاج، لكن هناك بعض المؤشرات على التعافي مع بدء البلاد في تخفيف إجراءات احتواء فيروس كورونا.
واتفقت الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» ومنتجو نفط غير أعضا، من بينهم روسيا، فيما يعرف بمجموعة «أوبك+»، الأسبوع الماضي على خفض الإنتاج قرابة عشرة ملايين برميل يوميا بعد انهيار اتفاق سابق بشأن الإمدادات.
على صعيد آخر أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس أن الكرملين يعتبر انخفاض أسعار النفط بعد صفقة «أوبك+» مناسبة للمراقبة الدقيقة للوضع، معربا عن ثقته في أن تأثير صفقة الصفقة سيأتي.
وقال للصحافيين في هذا الخصوص «لم يتم تفعيل الصفقة بالكامل بعد، فقد دخلت حيز التنفيذ، وتم الانتهاء منها، ولكن يجب إطلاقها من الناحية التكنولوجية وسيستغرق الأمر المزيد من الأيام، لذلك سيأتي التأثير بالتأكيد»،حسبما ذكرت أمس وكالة سبوتنيك الروسية.
وأضاف «تعلمون أن الوضع تتم مراقبته بعناية، ويجري الاتصال، وقد اتصل وزيرنا مؤخراً بنظيره السعودي، لذلك نحن الآن نراقب الوضع». وتابع القول «يجب أن ننتظر التأثير المباشر لهذه الصفقة، التي تم إبرامها». وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك ونظيره السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان قد أكدا أمس الأول في مكالمة هاتفية التزام بلديهما بـ»الاتفاق التاريخي» حول خفض إنتاج النفط. وقالا في بيان مشترك أن روسيا والسعودية أنجزتا عملا حثيثا بهدف التوصل إلى الاتفاق التاريخي بين دول مجموعة «أوبك+» وعدد من المنتجين الآخرين من أجل استقرار سوق النفط.
وشدد الجانبان على «التزام كلا البلدين بشكل راسخ بتطبيق التخفيضات المستهدفة المتفق عليها، وسيستمران في مراقبة أوضاع السوق النفطية عن كثب». وأضافا أن بلديهما «على أتم الاستعداد لاتخاذ أي إجراءات أضافية بالمشاركة مع الدول الأعضاء في اتفاق أوبك+ والمنتجين الآخرين، إذا تطلبت الضرورة ذلك».
كما أعربا عن ثقة بلديهما بأن الشركاء في اتفاق مجموعة»أوبك+» والمنتجين الآخرين سينفذون التزاماتهم لتحقيق الأهداف المرجوة.