”لا داعي الى مجادلة مسؤولين كبار في اليسار البعيد، يبحثون ليجدوا كل سبب في العالم لمعارضة كل مطلب اسرائيلي في التفاوض. هل غور الاردن؟’ – لا؛ هل حفاظ على ميزانية الامن؟ – لا؛ هل قبة حديدية؟ – لا (في الماضي)؛ هل اسرائيل دولة يهودية؟ – لا، لا. وهم يركزون الجهد على مواقف اسرائيل الابتدائية في مفاوضة الفلسطينيين. وغايتهم الحالية هي جهد لاضعاف طلب رئيس الوزراء نتنياهو الاعتراف بأن اسرائيل دولة يهودية. لا يعجب أحد حينما تأتي المعارضة من قبل ابراهام بورغ الذي أصبح معترضا على كل شيء. لكن حينما يهمس رئيس الدولة شمعون بيرس مخفيا وجهه الى كل ضيف عارض قائلا ان الحديث عن طلب هاذ كما كشف اليوم شلومو تسيزنا في هذه الصحيفة يصبح لذلك حجم فضيحة. فهل يشخص مع شحنة كهذه الى دافوس بصفته شخصية اسرائيل الأرفع قدرا؟’ إن مواقف بيرس هذه ستجعل الحكومات المختلفة تهتم أن ينتخب في المستقبل في الكنيست رؤساء دولة يقولون نعم فقط ولا ينتخب اصحاب شخصيات مستقلة، لكن هذا امر ثانوي. إن تحليل طلب الاعتراف الفلسطيني بأن اسرائيل دولة يهودية يقتضي حل لغز برنامج. إن عبارة ‘دولة يهودية’ (التي ذكرت في قرار الامم المتحدة في تشرين الثاني 1947) تعبر في واقع الامر عن الاعتراف العربي بأنه ليس للفلسطينيين مع احراز الاتفاق مطالب اخرى من اسرائيل. وتكون هذه نهاية طلب ادخال نسل اللاجئين في 1948 الى داخل الخط الاخضر. فما هو الشيء غير المقبول في ذلك؟ وما هو الشيء الهاذي؟. أغضب ياسر عرفات بيل كلينتون حينما كفر بالحقيقة التاريخية وهي أن هيكلا يهوديا مجيدا كان موجودا على جبل الهيكل قبل ألفي سنة. ويكرر أبو مازن ذلك الآن وأنه لن يعترف باسرائيل كدولة يهودية لأن العرب سبقوهم في البلاد. فالكذب قائم موجود. ولما كان التفاوض كله يتم بصورة متوازية، نشأت معضلة هل تستطيع اسرائيل في التمهيد لانشاء الدولة الفلسطينية أن تزعم أنها منطقة مستقلة لعرب ارض اسرائيل غربي نهر الاردن. واليكم صيغة للموازنة: إن اسرائيل غير اليهودية، فلسطين منطقة تتحدث العربية في ارض اسرائيل، فماذا سيقول في ذلك بيرس وبورغ؟. إن الاستنتاج متشابه حتى لو فحصنا عنه بتوجه أكثر هوادة. إن استاذ القانون امنون روبنشتاين بين منذ زمن غير بعيد أنه لم يوجد من البدء مكان لأن يُطلب من الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية. لكن منذ أثير الطلب أصبح لرفض العرب الاستجابة له معنى شديدا لأنه يكاد يكون مفهوما من تلقاء ذاته. واذا كان أبو مازن وأتباعه يعارضون فان ذلك يحتاج الى توضيح. لماذا؟ إن أبو مازن يصر لأن فلسطين عربية فقط، فاذا كان الامر كذلك فلماذا لا تستطيع اسرائيل أن تتميز بأنها دولة يهودية في اكثرها؟ إن رفض الفلسطينيين مريب جدا. إن موقف بيرس وبورغ ونظرائهما قد يضر باسرائيل. وإن جون كيري على الخصوص يفهم منطق الطلب، ويتحدث الامريكيون بوضوح عن أن اسرائيل دولة يهودية، فاذا تراجعوا عن ذلك في التفاوض بعد ذلك فلن يستطيع اشخاص مثل الرئيس بيرس أن يُبرئوا انفسهم من المسؤولية.