(بشّرتنا) موسوعة غينيس للأرقام القياسية 2018 بإدخال بيروت (في أحضانها) كأكبر «مرآب للسيارات في العالم»، أي بصفتها المدينة الأكثر ازدحاماً بالسيارات، حيث تدور حوالي مليون سيارة في مساحة صغيرة نسبياً هي بيروت.
ولكن ذلك قد يكون (ألطف) هموم لبنان قياساً إلى الكوارث المالية والسياسية التي تترصده في وطن يحتاج فيه تأليف وزارة إلى ستة أشهر حتى الآن، من «الغنج السياسي» على حصة هذا أو ذاك والشعب العظيم (عفواً.. الشعب اليتيم) يئن تحت أثقال من مخاوفه، حيث تنشط هجرة الشبان، ويذوي الوطن كما لو كان دراكولا أو فرنكشتان المسيطر الحقيقي على لبنان.. وفضائح الفساد تنفجر كالمجارير القذرة في «الرملة البيضاء»، ولكن يجري على نحو ما (لفلفتها) ربما انطلاقاً من مبدأ: إذا حاولت عقاب فسادي سأفضح فسادك! ولبنان الوطن يكاد يتحول إلى كابوس وانتهى زمن «سعيد من له مرقد عنزة في لبنان» كما قيل من زمان! والمواطن العادي الطيب صار يعرف كل شيء. بل ويكاد يألفه.. وكم سيدهشه مثلاً حل أزمة الكهرباء المروعة التي تمضي من انحدار إلى آخر. وصار يعرف جيداً أن الذئاب لا تحرس الخرفان والأغنام!
الصحافي والشاعر والكاتب وحملة الأقلام يدركون مدى وصول لبنان إلى حافة الانهيار على كل صعيد.. ولا يملون من ترداد تحذيرهم وتشخيصهم لمآسي (المواطن اليتيم) والعجز المالي وخطورته، والدَيْن العام إلى ارتفاع، والأوضاع الاقتصادية متردية على نحو بالغ الخطورة، أما أهل السياسة فمعظمهم مشغول (بحصته) من الوزارات (السيادية) ولا يبالون حقاً بوجود لبنان في غرفة العناية الفائقة على وشك الاحتضار، ولعل البعض يريد تدمير لبنان إذا لم يستطع أن يمتطيه أو يقتنيه! ثمة توحش، ولبنان بأكمله صار سجناً كبيراً مكرساً لتمارين على الخوف وانتظار ما هو أدهى. البراكين السياسية يتوالى انفجارها وتصيب شظاياها الناس الذين يفترض أن (المسؤول) جاء للاهتمام بالمواطن وليس لسلبه حلمه بمستقبل لوطن الحرية والكرامة والعيش غير البائس! ذلك كله نطالع ما هو أكثر منه كل يوم في الصحف اللبنانية (أو ما تبقى منها) حتى بدأت أشك في أن سياسياً لبنانياً يقرأ الصحف أو يلحظ أن الوطن بات ممدداً بالإرغام في تابوت. ومر عيد الاستقلال حزيناً والناس تحلم باستقلال القرار اللبناني وإطلاق سراح الوطن المخطوف.
على الرغم من كل ما تقدم، ما زال اللبناني مصراً على حب الحياة والإبداع والتعبير عن ذلك مشعاً بالعطاء، كما احتضان الآتي إليه.. كأن النشاط الفني والأدبي بأنواعه كلها إعلان عن إرادة الحياة في لبنان.. ويدهش المرء مثلاً لوجود (صالون الشوكولاته) في بيروت كما في باريس، ويتأمل جمال عارضة فستان الشوكولاته وسواها وقص قالب الحلوى الشهي بالمناسبة، ويسره حضور سفراء عدة دول (بلجيكا، فرنسا، وسواهما) وقد ارتدوا أجمل ابتساماتهم، وحضور العديد من الوزراء إلى جانب وزير السياحة.. عدة عارضات (شهيات) كالشوكولاته في ملابس مختزلة مضرجة بالشوكولاته.. هذا إلى جانب «مهرجان بيروت للطهي» الذي استضاف أيضاً العديد من مشاهير الطهاة في فرنسا وإيطاليا وسواهما..
نعم، ذلك يحدث في بيروت كصرخة احتجاج على إغراق الشعب في مرض الاكتئاب، وأبجدية (اللطم)، وشوقه إلى إعلان إرادة الحياة على الرغم من أنف كل شيء.
لا، بيروت ليست مريضة بازدواج الشخصية، بل بحب الحياة، وتعلن ذلك بكلمات من شوكولاته من جهة وبإبداع فني وشعري وأدبي من جهة أخرى. لبنان هو وطن اللامعقول، حيث يتجاور الموت مع إرادة الحياة، وفيها نشاطات أدبية وفنية راقية، وصحيح أن مديرة صندوق النقد الدولي تحذر لبنان «من عواقب اقتصادية خطيرة جراء التطورات السياسية»، والكل يعرف ذلك، لكنك أيضاً تذهب مثلاً إلى غاليري مارك هاشم لترى معرضاً استعادياً للمبدع ألفرد بصبوص (وسبق لي أن مضيت إلى بلدة راشانا للاطلاع على إبداع البصابصة الأخوة).. معرض بالغ الإبداع، وإقبال على مشاهدته كما الذهاب إلى «مسرح المدينة» للاستماع إلى جهاد وهبة عازفاً على غيتاره زارعاً بذور الجمال الموسيقي والضوء والأمل..
ويتجلى نبض بيروت الثقافية المبدعة في «بيت بيروت» وفي أعمال للفنانة الكاتبة زينة الخليل وأليس مغبغب مؤسِسة «غاليري» يحمل اسمها، ومهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية، وهانية مروة مؤسسة ومديرة سينما متروبوليس، ورانية معلم مديرة «دار الساقي»، وسواهن في حقول إبداعية عديدة..
الفنان التشكيلي الفراتي جمعة الناشف (من الرقة السورية) الذي يعرض إبداعه في «دار الندوة» في بيروت يدلي بشهادة جميلة قائلاً: «النهضة الشعرية في لبنان تفوق الخيال».
وإلى جانب الإبداع الأدبي تنشط بيروت في حقل التكنولوجيا في معرض «ايديكس 2018»، ويدور حول «التربية الرقمية»، فهي ضيف شرف في معرض التعليم والتوجيه المهني من تنظيم شركة «بروموفير» بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
ويدهش كثيرون من إصدار مجلة جديدة في الوقت الذي أُغلقت فيه عشرات الصحف والمجلات في لبنان وسواه، الواحدة تلو الأخرى، والمجلة فنية تشكيلية تدعى «غاليري» يصدرها رمزي الحافظ (ابن الأديبة ليلى عسيران ورئيس الوزراء السابق أمين الحافظ، رحمهما الله)، وهو صاحب شركة «انفوبرو» التي يصدر عنها مجلته: مجلة «غاليري» مشروع جميل شجاع يشهد على نبض قلب بيروت رغم (الأهوال) السياسية كلها التي يعاني منها لبنان «عاصمة اللامعقول والحرية العربية» بجدارة.. ولا أدري ما الذي كان سيكتبه «بيكيت» و«يونيسكو» وسواهما من مؤسسي «مسرح اللامعقول» لو عاشوا في بيروت!!
لبنان وطن حاولوا دفنه وظل قلبه ينبض بحب الحياة حتى داخل تابوت.
صباح الخير سيدتي الشامية
صباح الخير أصدقائي الاعزاء ..
مقال اليوم يحمل صورتين عن لبنان بواقعية ، ومن خلال عدسة السيدة (عرافة بيروت ) التي ابهرتنا بنبؤتها في بيروت 75 ، ومن جمالية ابداع سيدة الابجدية السير في اوردة و شرايين بيروت ، ومن ثم الى قلبها النابض بالفكر والادب والفنون .
من الصعب تقييم أو وصف مدينة ساحرة مثل بيروت الانثى من دون دون التسكع فوق جراحها ، و الابحار نحو مرافئها القديمة ، وزيارة ذكرياتها ، والسباحة عكس تيار بحرها .
مع كل رحلة تقوم بها السيدة النبيلة الى بيروت يتجدد حديث الانتماء الى مدينة تستعصي على النسيان .
تحياتي
نجم الدراجي . بغداد
قد يبدو لبنان أنه غير محتل من قبل الكيان الإسرائيلي ولكن الفساد المالي والسياسي لا يخدم لبنان بالطبع إنما يخدم إسرائيل لأن الفساد مُنهك للبنان وبالتالي تكون إسرائيل قد أمنت جانب لبنان الذي كان يجب أن يكون بوابة لتحرير نفسه من فرقائه ثم لتحرير فلسطين.
الغادة السمان عطر°
ورؤفناالبدران بدر°
والكاتب السوري فخر°
وتدفق الكروي نهر°
وقويدر النوارسحر°
وغديرماهرضوء فجر°
والعادل الصاري حبر°
وأسامة كالماء زهر°
وبقدسناالعربي بحر°
والشيخلي جميل سطر°
والورد شربيني مصر°
وبحكمة في التاج شعر°
???
إني هدية ربكم
والله دام جليل قدر°
لم تفاجئني بشرى موسوعة غينيس عن الكم الهائل من السيارات المتزاحمة ببيروت
–
فقد سبق لي ان توصلت بالمعلومة ذاتها من صديق لي كان يعمل بأحد فنادق بيروت
–
و كان حينها عائدا لتوه من هناك حدثني عن انطباعاته حول تجربته بلبنان و عن اغرب
–
شيء لا حظه في الانسان اللبناني حيث اكد ان السيارة هي اولى اولوياته و لربما لهذه الظاهرة اسباب
–
على كل حال فبيروت لا تختلف عن اي عاصمة عربية من حيث تعايش الاضداد و تساكن
–
الموت بالحياة الامل باليأس و الافراح بالمآتم سلامي لبيروت و لأخواتها من الماء الى الماء
–
تحياتي
شكرا لإحسانكم ولمحبتكم وأسعد الله اوقاتكم
اسعدني نشركم لأبياتي وآمل استدراك نشر البقية احترامالبقية القراء
ليلة سعيدة جدا
الملخص الوافي لمقالة اليوم
وطني العظيم علوت عن جهض
فصدى فؤادك: دائم النبض !
جمال مدينة بيروت هو جمال اصيل ، والفوضى الموجودة فيه الآن هي دخيلة عليها ، ولا بد من أن تزول يوما ما بجهود مواطنيها المخلصين لترابها . وكما وصفها الراحل نزار قباني في قصيدة “ياست الدنيا يابيروت ” انها ( يا أحلى لؤلؤة أهداها البحر ) . و هذه اللؤلؤة الآن كما يقال في المثل انها (جوهرة بيد فحام ) .
أما عن بلدة ( رشتانا ) القرية الأسطورية ، فقد كتبت عنها الأيقونة غادة السمان في كتابها الموسوم “ع غ تتفرس” وكيف انها التقت بالأخوة الثلاثة النحاتين الذين رفعوا اسم لبنان عاليا ، وتطلعت الى معاناتهم لعدم وجود أية دعم مادي لهم من قبل الحكومة .
تحياتي الى جميع الأخوات والأخوة في هذا المنبر الراقي ، وتحية خاصة الى الأخ الكبير القلب الاستاذ رؤوف بدران .
أفانين كبة- كندا
سأقسم لهم لست مجنونا ولكنهم هم المجانين ولن يصدقني أحد.
سأقسم لهم بأن كوابيسي حقيقية وتحدث فعلا…
لقد انحسرت عني بيروت ولفظتني إلى الشاطئ صدفة فارغة ووحيدة.. اسمع باستمرار صوتا ينتحب في داخلي كصوت الصدفة… آه بيروت كيف كيف ؟١
حين هربت من مستشفى كان أول مافعلته هو انني سرقت عن المدخل لافتتها ” مستشفى المجانين “…
حملت اللافتة إلى مدخل بيروت ، واقتلعت اللافتة التي تحمل اسم ” بيروت ” وغرست مكانها اللافتة الأخرى!…
وانفجرت اضحك وأنا أقرأ ” مستشفى المجانين ” ، وخلف اللافتة أطلت بيروت في الفجر مثل احشاء وحش جهنمي يتأهب للانقضاض…
( بيروت ٧٥ )
غادة السمان
على الرغم من الفساد السياسي الخانق الذي يعصر لبنان ، إلا أننا نتفاءل بأن المبدعون والمخلصون من أبنائه قادرين على رفع شأنه وإعلاء كلمته ، ذلك الصراع بين الحق والباطل لابد أن ينتهي بانتصار الأول ولو بعد حين ، في كل هزة سياسية او اقتصادية تضرب لبنان تجد بروز مخلصين جدد ومبدعين لوطنهم يرفعون من قدره ويؤكدون أن وطنهم منبت الثقافة والأدب وأنه أعلى من جميع الاقزام التي تريد النيْل منه و إغراقه في مستنقع الحروب والدماء .