بيروت.. هل تجرؤ الخارجية اللبنانية على اعتبار السفير الإيراني غير مرغوب به؟

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: اكتملت التحضيرات لانعقاد لجنة الحوار المشتركة بين بكركي و”حزب الله” بعد قطيعة طويلة وبعد تصعيد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مواقفه ضد السلاح غير الشرعي ودعوته للحياد وعقد مؤتمر دولي خاص من أجل حياد لبنان والتي أعقبها تهجّم كبير من جمهور حزب الله على بكركي بلغت حتى قناة “العالم” الإيرانية.

وفي معلومات “القدس العربي” أن بكركي وصلتها رسائل من البيئة المسيحية لإلغاء هذا الحوار أو على الأقل تأجيل انعقاد اللقاء، محذّرة من محاولات حزب الله تضييع الوقت وتمييع اندفاعة البطريرك.

وكادت بكركي تلغي اجتماع لجنة الحوار في الساعات القليلة الماضية لكنها عادت ووافقت على عقد الاجتماع ليس في الصرح البطريركي بل في مكتب أحد أعضاء لجنة الحوار الأمير حارس شهاب في الحازمية بمشاركة المطران سمير مظلوم وعضوي المجلس السياسي في حزب الله محمد الخنسا ومصطفى الحاج علي.

وقلّلت مصادر عليمة في حديث لـ”القدس العربي” من أهمية هذا الاجتماع، وذكرت أن “طبيعة هذه اللجنة هي تقنية ولا تحمل أي بعد سياسي أو حواري حول الملفات العالقة بين بكركي وحزب الله، وقد أنشئت هذه اللجنة لمتابعة الاتصالات حول بعض الملفات المحدّدة ومضى على تشكيلها ما بين 15 إلى 20 عاماً ولم يكن لديها تأثير في مسار العلاقات بين الطرفين وإلا لم تصل العلاقة بينهما إلى ما وصلت إليه، وبالتالي اجتماع هذه اللجنة غير ذي شأن ولا أحد يعلّق عليها أي أهمية، والدليل أنها لم تجتمع في بكركي ولا في أي مركز تابع للبطريركية بل في الحازمية”.

ورأت المصادر أنه “لو تمّ تأجيل اجتماع اللجنة لكان جرى تحميل الأمر أكثر مما يحتمل ولكان أظهر أن هذه اللجنة هامة لدرجة أنه ألغي اجتماعها، بينما بقاؤه في موعده وعدم استقبال البطريرك له يبقيه ضمن إطاره العادي”.

وترافقت عودة لجنة الحوار مع استياء لدى بكركي من عدم صدور أي موقف من قبل حزب الله شاجب لما ورد على مواقع التواصل الاجتماعي من تخوين وإساءات بحق البطريرك، ومع امتناع السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا من تلبية استدعاء وزير الخارجية شربل وهبة لاستيضاحه خلفيات المقال الذي نشرته قناة “العالم” الإيرانية خلافاً لما حدث مع دعوة السفيرة الأمريكية دوروثي شيا التي تعرّضت لحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله وحضرت إلى الخارجية.

ورأى الخبير الدستوري والقانوني سعيد مالك أن “امتناع السفير الإيراني عن تلبية دعوة وزارة الخارجية له للاستيضاح يشكّل انتهاكاً فاضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية بتاريخ 18 نيسان/إبريل 1961، ويطرح السؤال حول اعتراف إيران بسيادة لبنان واستقلاله”. وسأل “هل من يتجرأ على إعمال نص المادة التاسعة من اتفاقية فيينا التي تجيز اعتبار السفير الإيراني غير مرغوب به لتعامله المهين مع الخارجية اللبنانية؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية