“بيغاسوس”: برنامج إسرائيلي يستخدمه مشغل سعودي للتجسس على الناشطين والحقوقيين

حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”: نشر موقع “سيتيزين لاب”، مركز أبحاث تابع لجامعة تورونتو، في كندا، تحقيقاً يكشف فيه عن تعرض هاتف رئيس مكتب صحيفة “نيويورك تايمز” في بيروت، بن هابارد، لهجوم سيبراني عبر برنامج تجسس يدعى “بيغاسوس” تنتجه مجموعة “إن إس أو” الإسرائيلية، وهي شركة متخصصة بتكنولوجيا المراقبة.

ويشير التحقيق إلى أن الرابط الذي أرسل إلى هاتف هابارد، مصدره موقع يستخدمه أحد مشغلي “بيغاسوس” يدعوه فريق التحقيق في “سيتيزين لاب” بـ”مملكة” (KINGDOM)، والذي يعتقد الفريق أنه مرتبط بالسعودية.

ويشير التحقيق إلى أنه تم، منذ عام 2016، توثيق استخدام “بيغاسوس” للتجسس على عدد من الصحافيين والمدافعين في مجال حقوق الإنسان، والناشطين في المجتمع المدني. وقد أكدت تقارير سابقة صادرة عن “سيتيزان لاب” ومنظمة العفو الدولية، في عام 2018 أن المشغل “مملكة” كان يستهدف معارضين وناقدين للمملكة.

وأكد تقرير نشرته منظمة العفو الدولية في 31 تموز/ يوليو عام 2018، أن أحد موظفي المنظمة قد تعرض لهجوم من قبل بيغاسوس، إلى جانب ناشط سعودي يعيش خارج المملكة، اتضح لاحقاً أنه يحيى العسيري المقيم في بريطانيا.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر من العام ذاته، نشر “سيتيزين لاب” تقريراً يكشف تعرض المعارض السعودي المقيم في كندا، عمر عبد العزيز إلى هجوم عبر “بيغاسوس”. وكان عبدالعزيز، خلال هذه الفترة، على تواصل وثيق مع الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي قتل في عام 2018 داخل سفارة بلاده في تركيا.

وبعد ذلك بأيام، نشر موقع “فوربز” تقريراً يكشف تعرض المعارض السعودي غانم الدوسري، بدوره، لاستهداف عبر “بيغاسوس”. وفي حال قام هؤلاء بالضغط على الرابط الذين تلقوه، كان مشغل “مملكة” ليتمكن من مراقبة جميع اتصالاتهم ونشاطاتهم الهاتفية. وقام عبدالعزيز برفع دعوة ضد شركة “إن إس أو” في إسرائيل، فيما اختار الدوسري السعودية هدفاً لدعوته التي رفعها من المملكة المتحدة.

أما بن هابارد، فكان، قبل أن يتم تعيينه رئيساً لمكتب “نيويورك تايمز” في بيروت، يركز في تغطياته على السعودية، لا سيما نشاطات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وفي حزيران/يونيو عام 2018، تلقى هابارد رسالة إس إم إس على هاتفه من مرسل يدعى “أراب نيوز”، مضمونها رابط مرفق بعنوان: “بن هابارد وقصة الأسرة المالكة السعودية”. ويأخذ الرابط إلى موقع عنوانه “arabnews365.com”. ويقول هابارد إنه لم يضغط على الرابط، ولم يتمكن “سيتيزن لاب” من معرفة ما إن كان قد تم اختراق هاتفه أم لا.

سيتيزين لاب: المثير للقلق تزامن الهجمات السيبرانية عبر بيغاسوس بعمليات اغتيال

وتمكنت تحقيقات قام بها باحثون من “سيتيزين لاب” وغيرهم من تحديد 13 صحافيا وناشطا قد تم استهدافهم جميعاً عبر بيغاسوس. ففي المكسيك وحدها، وثق المركز 9 صحافيين على الأقل. وأشار المركز إلى أن ما يثير القلق، هو ارتباط هذه الهجمات السيبرانية بعمليات اغتيال. ويأخذ “سيتيزين لاب” من قضية خاشقجي مثالاً على ذلك، إذ يشير المركز إلى أنه تم قتل الصحافي السعودي، في اليوم الذي تلا نشرالمركز للتقرير حول قضية التجسس على عمر عبد العزيز. كما أنه قتل الصحافي المكسيكي، خافيير فالديز كاردينيز، بعد يومين من تلقي زوجته وزملائه رابطاً فيه برنامج “بيغاسوس”.

ويضيف تحقيق “سيتيزين لاب” أنهم تمكنوا من كشف أدلة على أن في الأسابيع التي سبقت اغتيال خاشقجي، كان أحد مشغلي “بيغاسوس” يرسل روابط باسم “واشنطن بوست”. ويشير التحقيق إلى أنه أن تزامن الحدثين لا يعني ارتباطهما.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية