بينيت يشبه أردوغان

حجم الخط
0

تلوح احيانا خطوط تشابه بين الساسة من مختلف الاماكن. ما التشابه مثلا بين نفتالي بينيت وزير الاقتصاد عندنا وبين طيب اردوغان، رئيس وزراء تركيا؟.
يوجد تشابه، فحينما يستشيط اردوغان غضبا يأمر باغلاق وسيلة اتصال مثل تويتر ويو تيوب، وحينما يغضب بينيت يحاول أن يجيز قانونا يرمي الى اغلاق ‘اسرائيل اليوم’.
ويوجد تشابه آخر فبينيت قد استعمل مثل اردوغان متجسسين على خصومه الساسة. وأنكر اردوغان ايضا مثل بينيت في البداية أنه استعملهم (أي أنه لم يقل الحقيقة)، وبعد ذلك أنكر أن يكون المحققون استعملوا على خصم ما وتبين آخر الامر ايضا أن هذه كانت حقيقة من النوع الذي يحبه اردوغان. قبل معركتين انتخابيتين عقد اردوغان حلفا مع حزب علماني صغير وبين أنه مضطر الى السير معه لأن الحركات الاخرى لم تشأ ذلك. وتبين بعد ذلك أن هذا الحلف قد اتفق عليه قبل الانتخابات. وبين بينيت أنه سار مع لبيد لان نتنياهو لم يرده وتبين بعد بضعة اشهر في صحيفة ‘معاريف’ أن ‘حلف الاخوة’ اتفق عليه قبل الانتخابات.
في ضوء حب بينيت لاغلاق فم من لا يلقى الرضا منه، هل يمكن أن يوجد تشابه ايضا بينه وبين زعيم كوريا الشمالية الطاغية الذي لا يحل عنده ايضا اصدار صحيفة لا تلائم نفسها مع النهج ‘الصحيح’؟.يبدو أن الشخص الذي باع نوني نفسه في ظاهر الامر وحظي بعناوين صحفية عن كل سخافة خرجت من فمه قد قدم عوض ذلك أمس، فقد قال إن ‘اسرائيل اليوم هي برافدا’. ويؤيد بينيت بوساطة مبعوثته رئيسة كتلته الحزبية أييلت شكيد قانون كم الافواه الذي هو ثمرة مبادرة المثقف عضو الكنيست ايتان كابل.
اذا كنا نتحدث عن كم أفواه، فانه لا توجد في العالم الغربي حتى دولة واحدة سُن فيها قانون كهذا أو قانون يشبهه. ونقول كي يكون الامر واضحا إنه لا توجد دولة غربية واحدة اليوم لا توجد فيها صحيفتان بالمجان على الاقل. وفي عدد من الدول الاوروبية تكون الصحيفة التي لا تقتطع من جيوبكم هي الاكثر انتشارا لا في اسرائيل فقط. لكن لا توجد أية دولة تتم فيها منافسة صحف مباعة وصحف بالمجان بطريقة كم الأفواه بتفضل المُشرع، فالحديث اذا عن اختراع اسرائيلي. اجل لقد تبين لايتان كابر ونفتالي بينيت أن الديمقراطية تكون اكثر ودا اذا أغلق فم المنافس.
ولا يمكن من جهة ثانية أن ينفق نوني على بينيت بلا مقابل. فصحيفة ‘يديعوت’ هي التي أعطت بينيت عناوين صحفية يوما بعد يوم مع تصريحاته بأنه يجب صنع نظام في ميناء أسدود. لا يوجد نظام الى الآن لكن ماذا يريدون منه من جهة ثانية؟ إن ميناء أسدود على العموم ليس في مجال مسؤوليته. وقد رتب له نوني صورة في كل فرصة في صفحات ‘يديعوت’، من افتتاح السنة الدراسية الى نزهة عائلية ثم زيارة تأييد بعد سقوط صواريخ القسام على الجنوب. إن كل حركة للزعيم بينيت تُخلد في صفحات ‘يديعوت’، أي ‘برافدا’ بينيت مع ختم انتهاء المدة الى أن يقدم المذكور ورفاقه الى نوني السلعة وحينها سيُستغنى عنهم.
اجل، اجل، ربما كانت أمس لحظة الذروة في حياة بينيت المهنية. ومن المؤسف جدا أنه لا تظهر في الأفق الى الآن انجازات في المجال الذي هو مسؤول عنه، هذا اذا تلطفنا في القول. فقد اطلق الى الهواء بالونات هواء ساخن كثيرة؛ واختفت الى المجهول مثل كل بالون ايضا. ويبدو الى الآن أن انجازه الأبرز بصفته وزيرا للاقتصاد (عدا حضوره الذي لا ينقطع في صفحات ‘يديعوت’) والغاء الاسعار التي تنتهي بالرقمين 99، وواجب تدوير الاسعار لتصبح ارقاما مدورة. وهذا الانجاز ناجح جدا بحيث دورت الاسعار كلها لكن الى أعلى. وهكذا نجح بينيت الذي كان يفترض أن يخفض الاسعار باجراء لامع في أن يرفعها قليلا على الأقل.
لم تعد الحقائق مهمة منذ زمن في الجدل المتعلق بـ ‘اسرائيل اليوم’. فالذين يؤيدون حرية التعبير لأنفسهم يؤيدون كم أفواه الآخرين، والذين يتحدثون عن الحاجة الى تعزيز صحف الفرنت يدفعون قدما باقتراح اغلاق صحيفة.
هآرتس 31/3/2014

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية