البرادعي والسيسي على رأس القائمة التي أطاحت بحكم رئيس شرعي منتخب. البرادعي المدعوم من جهات خارجية همها الأول تفقير الشعب المصري والسيسي الذي يدافع عن تغلغل المؤسسة العسكرية في الاقتصاد المصري أو بعبارة أدق زعيم رجال الأعمال من الفلول.
غيب الإعلام المصري وبعض من الإعلام العربي مصطلح حزب العدالة والحرية بمصطلح الإخوان من أجل إلصاق تهم الإرهاب بحزب العدالة والحرية المصري، ذلك الحزب المرخص له قانونا والفائز بالانتخابات شرعيا. يبدو أن حزب السيد مرسي خالف توجهات لوبيات الفساد فقرروا تصفيته بمباركة من جهات خارجية حشرت أنفاسها في شأن مصري الداخلي بشكل سلبي، أو قد يكون حزب مرسي فشل في تسيير شؤون المصريين وهنا تكون الانتخابات هي الحل. وليس العسكر؟ وهذا ما سيخلط الأوراق في المستقبل القريب. سواء لمن دعموا الانقلاب العسكري حيث أبانوا عن نواياهم تجاه الديموقراطية وحرية اختيار الشعب لمن يحكمه.
عندما زار السيد مرسي خادم الحرمين الشريفين قام السيد مرسي بتقبيل رأس ملك السعودية وتقبيل الرأس في الثقافة العربية قمة الاحترام والتقدير والوقار. وبدل أن تصلح السعودية بين طرفين غير متكافئين: حزب مرسي حزب فائز بالانتخابات شرعيا. والسيسي قائد الانقلاب العسكري. و السيد البرادعي راسم خريطة الانقلاب العسكري. الإعلام السعودي الرسمي انحاز بشكل واضح لسياسة السيسي وهذا خطأ كبير لا بد من تداركه قبل فوات الأوان من أجل الحفاظ على الاحترام الذي يحظى به خادم الحرمين الشريفين. السيد البرادعي الذي كان على رأس الوكالة الطاقة الذرية أو بعبارة أدق صاحب كذبة القرن عندما قال ان العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل. وفي الأخير ظهر أن العراق لا يملك إلا حزازات طائفية انفجرت بعد إعدام صدام يوم عيد الأضحى. وهنا نتذكر بداية حكم صدام وإعدامه لمعارضيه والمجتمع الدولي آنذاك صامت كما هو الحال اليوم لمجزرة السيسي التي يصاحبها صمت غربي وتأييد بعض الدول العربية في وقت أحسست بخجل كبير لكوني عربيا؟ قتل الإنسان حتى وإن كان ظالما هو أخر الحلول الموجودة على الكرة الأرضية. أما قتل المتظاهرون السلميين بالرصاص الحي فتلك جريمة لا مثيل لها. السيد البرادعي كذلك بكذبته دمر العراق وها هو الأن يدمر مصر فبعد أن صب الزيت على النار استقال وسافر إلى النمسا. هل يوجد مواطن يحمل ذرة مواطنة يفعل بوطنه ما فعله البرادعي؟ أما ما يسمونه بوزير الدفاع المصري الديكتاتور السيسي الذي يفترض فيه أن يكون بعيدا كل البعد أخلاقيا وسياسيا عن مشكل الرئاسة، يبدو أن رغبات الفلول والجهات الخارجية بسطت له الورود في طريق إلى الهاوية. ولن أقول إلا حذاري من الديكتاتور السيسي فالديكتاتور سرعان ما يتعدى الحدود جغرافيا وأخلاقيا وسياسيا؟
الأن ما يقع في مصر يجب ان يحتاط منه كل من يملك شرعية في حكمه او يدعي أن لديه شرعية، فالشباب العربي واع جدا ليس كشباب الخمسينيات من القرن الماضي، الذي كان التلفاز والراديو ينقلون له ما يريد الحاكم. الأن في خمس دقائق يعرف الحقائق بالصوت والصورة وبالتالي زمن التزييف قد انتهى. الدول الغربية والولايات المتحدة التي ترعى وتحمي حقوق الإنسان اليوم ملزمة باتخاذ موقف حازم وسريع من السيسي والمؤسسة العسكرية المصرية. حتى لا تفقد مصداقيتها لدى الشباب المصري بوجه خاص والشباب العربي بوجه عام. الشباب المصري المعتصم سلميا بميدان رابعة العدوية قتل أمـــــام الملأ بالرصاص الحي في أبشع صور الانتهاكات حقوق الإنسان يعرفها التاريخ. الكل اليوم أصبح متعاطفا مع حزب العدالة والحرية في الوقت الذي كنا ننتقد أخطاء السيد مرسي سابقا وكنا نظن أن حظوظ الإخوان في الانتخابات المقبلة ستكون ضئيلة.
اليوم ديكتاتورية السيسي أهدت تعاطفا عربيا ودوليا للإخوان لم يكونوا ليحظوا به لولا الظلم الذي تعرضوا له. السيد مرسي في فترة رئاسته لم يقمع ولم يقتل بل دعا الشعب المصري في خطابه الأخير إلى احترام الجيش وعدم الاصطدام معه. رغم محاولة البرادعي جر مرسي إلى استعمال العنف ضد بلطجية البرادعي التي عتت في مصر فسادا إبان حكم مرسي.
الولايات المتحدة الأمريكية التي ظلت وزارة خارجيتها في اتصال متواصل مع السيسي والبرادعي إبان أزمة الرئاسة حتى قتل المتظاهرين ملزمة باتخاذ قرار صارم وحازم من لتحافظ على ماء وجه أمريكا ومصداقيتها.
وبريطانيا التي تدافع عن حقوق الإنسان وعن شرعية الحكم اليوم أصبحت أمام خيارين لا ثالث لهما إما دعم الشرعية وإطلاق سراح مرسي وتقديم السيسي والبرادعي للعدالة وإما الانضمام لسياسة السيسي وبالتالي عليها تحمل تبعات الصورة القاتمة التي ستتولد لدى المصريين في المستقبل!
لا يمكن دعم ظالم تحت أي مسمى او هدف كان. نحن لا نقول ان الإخوان صائبون او مخطئون لكننا على يقين تام أنهم مظلومون ويتعرضون لمجازر بشعة. وصناديق الاقتراع هي الوحيدة التي لها الحق بسحب أو تعزيز ثقة الحاكم.
محمد الفنيش- بريطانيا
[email protected]
احسنت
با رك الله فيك يا استا ذ تلك هي الحقيقة اللتي لا يراهبا الا بصير متبصر
شكرا أستاذ محمد على هذا التحليل الصادق….وقد تابعت من قبل تحليلك عن الحالة الإقتصادية فى مصر على قناة الجزيرة……وأزيدك…على أن الشباب فى مصر فى منتهى الوعى ومصممون على التخلص من هذا الإنقلاب مهما طال الوقت ومهما كلفهم من تضحيات…..وأما عن البرادعى..فهذه بداية النهاية…فقد إنقلب السحر على الساحر..فقد توارى ورائه ما يسمى ب (جبهة الإنقاذ )…ومن البداية أطلق عليها جبهة خراب مصر…وهى مكونة من خليط من أحزاب ذات أيدلوجيات مختلفة عن بعض…ومنهم من خسر الإنتخابات الرئاسية والتشريعية
وليس لهم أى وزن فى الشارع المصرى ولا أى برنامج يعرف عنهم…ومع ذلك
أرادو إنتزاع السلطة من الرئيس المنتخب..وبوضع شتى العراقيل أمامه …ويحاولو إيهام الشعب والعالم بأن الصراع بين سلطة الإنقلابيين والإخوان المسلمين ! وإلصاق تهمة الإرهاب لهم كذبا….لا والله إن أغلب طوائف الشعب من خارج الإخوان المسلمين ….وأنا منهم….مصممون على عودة الشرعية والسير إلى الأمام..لنهج الحرية والديموقراطية التى حلمنا بها منذ عقود.
الرؤية قد تبدو جيدة للوهلة الأولى .. ذلك لمن لايعى التاريخ فالرئيس النازى هتلر جاء بانتخابات شرعية من الصندوق ثم أحرق برلمانه وأتى بأهله ومؤيديه وقاد ألمانيا إلى حروب أبادت مايقرب من 40 مليون .. الرئيس المعزول محمد مرسى فشل أن يكون رئيسا لكل المصريين وأختار أن يكون مندوب الجماعة فى مكتب الرئاسة ولم يكن يملك مشروعا نهضويا وأساء إلى جميع الموسسات التابعة للدولة بعزله أهل الخبرة والكوادر واتيانه بأهل الثقة فقط .. نعم قد يكون لاقى حربا وعنتا مما يسمونه بالدولة العميقة ولكنه ألزم نفسه بما لايقدر عليه وأختار أن تكون حربا” بلا نهاية من أجل الكرسى ورفض كل الفرص المتاحة وقتها للمصالحة أوالنزول على رغبة الملايين فى 30 يونيو.