إسطنبول: في ظل صمت يخيّم على أغلب الدول العربية، تنوعت مواقف دولتين وكيانات عربية تجاه سيطرة حركة “طالبان” على كل أفغانستان تقريبا بما فيها العاصمة كابول، بين التهنئة والدعوة للحفاظ على الاستقرار والأمن في البلاد.
وقال وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحافي مشترك عقده الاثنين، مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، بالعاصمة عمان، إن بلاده تسعى لحدوث انتقال سلمي للسلطة في أفغانستان والتمهيد لحل سياسي شامل.
وأضاف آل ثاني أن هناك “عملا مع الشركاء الدوليين والأمم المتحدة للمساعدة في إعادة بسط الاستقرار بأفغانستان”، مشددا على “أهمية المحافظة على المكتسبات وعدم المساس بأمن الشعب الأفغاني وبسط الاستقرار في البلاد بأسرع وقت ممكن”.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، الاثنين، إنها “تقف مع الشعب الأفغاني وخياراته التي يقررها بنفسه دون تدخل من أحد”.
وأعربت عن أملها “أن تعمل حركة طالبان وكافة الأطراف الأفغانية على حفظ الأمن والاستقرار والأرواح والممتلكات”.
وفي سلطنة عمان، هنأ المفتي الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، الشعب الأفغاني بما اعتبره “فتحا مبينا ونصرا على الغزاة المعتدين”.
وقال في تغريدة عبر حسابه الموثّق على تويتر: “نهنئ الشعب الأفغاني المسلم الشقيق بالفتح المبين والنصر العزيز على الغزاة المعتدين”، داعيا إياه إلى أن يكون “يدا واحدة في مواجهة جميع التحديات، وألا تتفرق بهم السبل وأن يسودهم التسامح والوئام”.
كما هاتف رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية إسماعيل هنية، الملا عبد الغني برادر، رئيس المكتب السياسي لـ”طالبان”، مهنئا “بزوال الاحتلال الأمريكي عن أفغانستان”.
وقال هنية، بحسب ما نقل عنه موقع “حماس” الإلكتروني، إن “زوال الاحتلال (الأمريكي) عن التراب الأفغاني هو مقدمة لزوال كل قوى الظلم، وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي عن أرض فلسطين”.
وفي بيان منفصل قالت الحركة، إنها “تؤكد على أن زوال الاحتلال الأمريكي وحلفائه، يثبت بأن مقاومة الشعوب وفي مقدمتها شعبنا الفلسطيني المجاهد موعدها النصر وتحقيق أهدافها في الحرية والعودة بإذن الله”.
كما هنّأت حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية، “الشعب الأفغاني العزيز بتحرير أراضيه من الاحتلال الأمريكي والغربي”.
وقالت في بيان إن “الشعب الأفغاني المسلم سطّر أعظم البطولات الجهادية ضد كل الغزاة على مر تاريخه المشرّف”.
والأحد، أتمت حركة طالبان السيطرة على كل أفغانستان تقريبا بما فيها كابول، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “ناتو” على مدى قرابة 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية، تزامنا مع انسحاب عسكري لواشنطن.
ومنذ مايو/ أيار الماضي، بدأت “طالبان” بتوسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية، المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/ آب الجاري.
وفي 2001، أسقط تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، حكم “طالبان”، لارتباطها آنذاك بتنظيم “القاعدة”، الذي تبنى هجمات في الولايات المتحدة، في سبتمبر/ أيلول من ذلك العام.
(الأناضول)