«إن حماقة الولايات المتحدة المتهورة والاستفزازية في الاستعانة بصانعي افلام مجرمين لتحدي القيادة الكورية أدى الى حالة من السخط والكره في قلوب الشعب الكوري والجنود».
هذا جزء من بيان التهديد بإعلان الحرب والصادرعن القيادة الكورية الشمالية بعد أن شاهد زعيمها المهيب الفريق الركن – الله يسلمه لأمه – كيم جونغ اون ترويجا لفيلم هوليودي يتخيل عملية أمريكية لإغتياله.
ما لفت انتباهي في صيغة البيان الرسمي والجدي جدا، ان القيادة الكورية «الحكيمة جدا» أسقطت إنزعاج الزعيم الأوحد على مشاعر الشعب الكوري بأكمله، وأكدت أن السخط والكره تمكنا من قلوب الشعب الكوري وجنوده، بدون أي إشارة إلى الزعيم «المنزعج» نفسه.
اللافت أكثر، أن الخبر المنشور على مواقع إخبارية عربية عديدة، لقي من التعليقات الساخرة ما يجعل قائد كوريا الشمالية الأوحد يعلن الحرب بلا تردد وفورا على الأمة العربية من محيطها إلى خليجها! لكن المفارقة التي استوقفتني كثيرا بعد جولة سريعة على التعليقات (وهي عادة إدمانية عندي).. أن السخرية العربية أغفلت واقعها المشابه لواقع كوريا الشمالية، وهو ما يجعلني أهمهم بيني وبين نفسي «.. من كان منكم بلا زعيم صنم، فليرجمه بتعليق».
البلجيك المهمومون بالبسكليت
ثقافة الستلايت ليست شائعة في الحي الذي أقطنه لغايات معمارية، وعليه أتمنى أن أحصل على الموافقة قريبا على تركيب «الدش» قبل نهاية رمضان فأتابع غيضا من فيض الإنتاج العربي الرمضاني على القنوات الفضائية، والتي أرى عروضها على دعايات وأخبار المواقع الإلكترونية. شركة الكيبل البلجيكي التي تزودني بالقنوات المعروضة فيها حزمة محدودة جدا من بعض الفضائيات العربية «الإخبارية» الجادة لا أكثر.
لكن، أقر واعترف أن غياب القنوات العربية حتى اليوم عن شاشتنا المنزلية، أثر في رؤيتي الشخصية للعالم من حولي، خصوصا أن البديل كان القنوات البلجيكية وكثيرا ما أتابع الأخبار المحلية عليها وهي نشرات معنية بالأخبار المحلية بالتفصيل ثم موجز مكثف عن العالم في آخر النشرة.
بين قنوات عربية مجبولة في نشراتها على الدم والعنف في عالمنا المعجون بلقمة الخبز وشكل القمر، وقنوات بلجيكية وهولندية محلية تبدأ نشرة أخبارها بالتحقيق في ضياع «بسكليت» شاب، وتقرير مفصل عن انتشار الظاهرة في المدينة الوادعة.
طبعا، محررو النشرة ليسوا أغبياء ولا ساذجين، فتقرير الضياع الغامض للبسكليت، وبكائية الشاب المراهق صاحب البسكليت، تبعه تقرير مختلف «نوعيا» عن ازدياد نسبة المهاجرين في بلجيكا، خصوصا العرب منهم والتداعيات الإجتماعية لهذا الازدياد و”الظواهر المرافقة لها”!.
الصورة الانطباعية اكتملت في ذهن المتلقي البلجيكي بدون كلمات.. بينما نحن في الجانب الآخر من عالمنا المخدر ببرامج ترفيه «مسروقة بأغلبها من محطات غربية» لا زلنا مشغولين بانطباعات هيفاء في «الأشكال المو غريبة» وما غريب فعلا إلا الشيطان..المغرم بالسكن في التفاصيل!
مصادر لم تكشف عن اسمها!
وعودة للقنوات العربية (والتي أتلقى بث عدد محدود جدا منها)، فما زال بعضها «التابع للدولة» يصر على تقديم نشرات أخبار باللغة الانكليزية أو الفرنسية رغم انتشار قنوات إخبارية إنكليزية من أوطانها الأصلية ولغة بلد المنشأ، مما يجعلني أتساءل عن القيمة المضافة لهدر ساعات بث كتلك في عادة قديمة كان لها مبررها قبل ظهور الفضائيات والستلايت!!
لكن، وبما أن تلك القنوات الرسمية مصرة على تقديم هذه الخدمة النوعية، فلنسايرها ونقدم لها مقترحات «أيضا نوعية» تناسب واقع الحال الراهن في الشرق العربي.
إنه من الضروري مثلا، ومع تنامي ظاهرة الإسلام السلفي القادم من أفغانستان وباكستان، وانتشار الأخبار حول تمدد داعش فوق الجغرافيا العربية أن تعمل تلك القنوات على تقديم نشرات «شرعية» باللغات الأوردية والبشتونية، خدمة لجماهير تلك التيارات والمتنامية باطراد متسارع في بعض البلدان.
النشرة الشرعية ديباجتها مختلفة بالتأكيد، ويجب أن تكون متخمة بعد بسم الله بالحوقلات اللازمة ومختومة بالحمد والثناء ضمن أدعية محكومة سلفا بأسانيد الرواة، اما التقارير الإخبارية فمن المهم لاعتمادها أن تكون مسنودة بتواتر رواة ثقاة وليس “مصادر لم تكشف عن اسمها”.
ومع غياب المنطق في هذا الجزء من العالم، لن أستغرب ظهور نشرات إخبارية من هذا النوع، وقد يكون الجانب المضيء منها أن ديباجة خبرية تقليدية مثل «قام وزار وافتتح ورعى..» ستتلاشى من قاموس النشرات!!
«العاهرة لن تعتذر»
وعن ظاهرة الإسلام السياسي وقطع الرؤوس وداعش، تظهر الفاتنة الأمريكية نجمة البوب مادونا من جديد في تقليعة من تقليعاتها الغريبة والمتنوعة، فبعد سنوات من إستثارتها للعالم المسيحي بكليب مثير جنسيا وظفت فيه رموزا مسيحية مقدسة، ها هي اليوم، وعبر الانستغرام تنشر صورة لنفسها مرتدية النقاب ولا تبرز منه إلى زرقة عيونها الساحرة.. وقد كتبت تعليقا على الصورة مفاده أن «العاهرة لن تعتذر».
رسالة موجزة ومكثفة في الدعاية والعلاقات العامة تزجيها الفاضلة «مادونا» بهذه الصورة وهذا التعليق..
طبعا، هي أيام، وستبدأ الاحتجاجات في العالم الإسلامي على «مادونا» وقد يخرج شيخ ما من تحت عباءة مذهبية ما ليعلن هدر دمها ويفتي بكفرها «على أساس أنها حاجة السبع حجات ومعتمرة»!!
شخصيا، لا أرى في تصرف مادونا إلا توظيفا خبيثا وذكيا لواقع إخباري راهن، قد يلفت الأنظار إليها وهي المعتادة على الأضواء ويقتلها التجاهل، ويكفي ضجة عالمية من بلهاء في عالمنا لتنوير عالم مادونا الآيل للأفول.
لحى طويلة وسراويل فضفاضة
صورة مادونا المسيئة للمسلمين والإسلام، تقابلها صورة لرجال بلحى طويلة وسراويل فضفاضة يحملون رؤوسا مقطوعة بيد وبنادق او سيوفا تقطر دما بيد أخرى.. ومن خلفهم بكل افتخار عبارات الشهادتين بالعربية..
صورة مادونا مسيئة؟ طيب.. لن أختلف معك..
صورة هؤلاء بالرؤوس المقطوعة وهي تقطر دما، هي المشرفة؟ طول بالك!!
شخصيا أرى مادونا بزرقة عينيها وبقية من جمال منقرض أكثر حلاوة. ويصح عليها ولها الغناء ببيت الشعر: (قل لمادونا بالخمار الأسود، ماذا فعلت بناسك متعبد).
* اعلامي من الاردن
مالك العثامنة
اعجبني كثيرا مقالك الرائع والهادف….؟
ولكن عندي ملاخظة صغيرة…
الا ترى بام عينيك ما يفعله الكثير من المهاجرون العرب على الاخص من جرائم وعنف وعدم التزام بقوانين الدول التي يعيشون فيها….
هؤلاء ليسوا عربا، بل ازدادوا في هذه البلدان و درسوا بها و لا يتكلموا إلا لغتها، فلا تحمل العرب أكثر مما هم فيه.