غزة: أكد تحقيق لهيئة الإذاعة الأسترالية “إيه بي سي” (ABC) أن الجيش الإسرائيلي استخدام “بروتوكول هانييال” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ ما أدى إلى مقتل إسرائيليين، وهو ما اعتبرته حركة حماس، الأحد “دليل جديد على كذب رواية الاحتلال”.
وبروتوكول أو إجراء أو آلية “هانيبال” توجيه عسكري يتيح للجيش الإسرائيلي تنفيذ هجمات يمكن أن تهدد حياة جنود إسرائيليين لمنع احتجازهم أسرى، وتدعي تل أبيب أنها لم تستخدمه في 7 أكتوبر الماضي.
وفي ذلك اليوم، هاجمت حماس قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.
وخلص تحقيق نشره موقع هيئة الإذاعة الأسترالية (إيه بي سي) نتائجه الجمعة، إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم “بروتوكول “هانيبال” في 7 أكتوبر؛ لمنع حماس من أسر جنود إسرائيليين؛ ما أدى إلى مقتل “مستوطنين إسرائيليين”.
وقال الفيلسوف الإسرائيلي آسا كاشير، الذي كتب ما تُسمى “مدونة أخلاقيات” الجيش الإسرائيلي، لـ”إيه بي سي”: “لقد فسروا إجراء هانيبال على أنه يُقصد به قتل الجندي عمدا لإحباط محاولة اختطافه، وهذا خطأ قانوني وأخلاقي”.
فيما قال عمري شفروني، أحد الناجين من قصف دبابة إسرائيلية أحد المنازل في مستوطنة بئيري في 7 أكتوبر: “نعلم أن رهينة واحدا على الأقل قُتل بقذيفة”.
وحسب “إيه بي سي”، قُتل 3 من أقارب شفروني في المنزل، بينما كان يختبئ على الجانب الآخر من المستوطنة مع زوجته وأطفاله.
وأضاف شفروني: “هناك آخرين (إسرائيليين) لا نعرف حتى الآن، وقد لا نعرف أبدا، مَن الذي قتلهم تحديدا”.
وأعرب عن انزعاجه من قرار الجيش الإسرائيلي السماح باستخدام الذخائر الثقيلة في قصف منازل في بئيري.
وتعليقا على نتائج التحقيق، قالت حماس، عبر بيان الأحد، إنه “تأكيد جديد يُضاف للتقارير الكثيرة التي صدرت وأكدت قيام جيش الاحتلال بقتل عشرات المستوطنين في إطار نهجه الإجرامي”.
وفي يوليو/ تموز الماضي، أفادت صحيفة “هآرتس” العبرية (خاصة) بأن الجيش الإسرائيلي أمر بتفعيل “بروتوكول هانيبال”؛ ما أدى إلى تعريض العديد من المختطفين لإطلاق نار إسرائيلي، حتى لو لم يكونوا الهدف.
حماس، أضافت أن تحقيق “إيه بي سي”، “دليلٌ آخر على كذب رواية الاحتلال والتضليل والخداع الذي يمارسه للتغطية على فشله وإخفاقه وتخبطه في ذلك اليوم، والذي تسبب بقتل العشرات من مواطنيه تحت ذريعة وخوف أن يتعرضوا للأسر على أيدي المقاومة”.
وتابعت: “أمام هذا التحقيق، نؤكد من جديد بأن الرواية الصهيونية الكاذبة حول أحداث السابع من أكتوبر، هدفت لشيطنة المقاومة وشعبنا الفلسطيني لتبرير حرب الإبادة ضد قطاع غزة”.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
واستطردت حماس: هذا “تأكيد على أن مجرم الحرب (بنيامين) نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) وجيشه النازي لم يكترثوا لمواطنيهم الذين طالهم رصاص جيشهم، وهو ما يستمر تطبيقه لإفشال فرص إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى”.
ودعت المجتمع الدولي إلى “وقف الإبادة الجماعية التي تُرتكب في قطاع غزة، ومحاسبة المجرم نتنياهو وقادة الاحتلال على جرائمهم المتواصلة بحق الأطفال والمدنيين العزّل”.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وحولت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حربها نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.
(الأناضول)