عمان- “القدس العربي”:
تبدلت لهجة وزير الصحة الأردني الهادئ الدكتور نذير عبيدات فجأة، حيث قال بوضوح شديد: “وبائيا نتجه نحو المجهول في المملكة”.
قبل نحو أسبوع فقط، كان الوزير عبيدات يحمل جرعة أكثر تفاؤلا، فقد تحدث عن إشغال نحو 50 % فقط من غرف العناية المركزية طبياً، وأجهزة التنفس الاصطناعي، وعن إشغال 30 % فقط من الأسرّة المخصصة لمرضى كورونا .
قبل أيام أيضا، كان الوزير عبيدات يطلق عبارة مليئة بالثقة: “لم نقترب حتى من احتمالات انهيار النظام الصحي”.
الإفادة الجديدة فاجأت جميع الأوساط مع صباح الأحد في الحالة الفيروسية الأردنية. فوزير الصحة يقر علنا: “نتجه نحو المجهول والمنحنى الوبائي يتصاعد بسرعة”.
تبدلت خطة الحكومة الأردنية هنا من السيطرة على الفيروس، إلى تقليل عدد الإصابات والوفيات قدر الإمكان.
وزارة الصحة وإزاء التسارع الكبير في التفشي الوبائي، بدأت تتعذر، حيث لا يوجد قرار مثالي والمسؤولية مشتركة.
ولا بد من اتباع سبل الوقاية والوصول صعب وغير ممكن للمخالطين في الظرف الحالي.
بالنسبة للحكومة التي وعدت بالصراحة والشفافية، هذه تصريحات “واقعية”.
بالنسبة للرأي العام الأردني، لا يعرف ما الذي حصل، والسؤال الذي أصبح مطروحا وبقوة فجأة: “أين الخطط وخلايا الأزمة وغرف العمليات في عهد الحكومة السابقة؟ ما الذي كان يفعله المسؤولون من شهر آذار الماضي حتى يكتشف الأردني اليوم بأن ظهره مكشوف للوباء؟”.
طبعا مثل هذه الأسئلة قد لا تكون في وقتها، فالموجة الثانية من الفيروس تضرب في كل الدول، وخطّ الحفاظ على سياسة عدم الإغلاق وتجنب الحظر الشامل يترنح في عمّان.
لكن تلك الأسئلة لا تتعلق بانتشار الوباء نفسه، بل بالاكتشاف على نحو مباغت أن النظام الصحي مرهَق والمستشفيات تشهد ازدحاما شديدا، ولم تنفذ أي خطة طارئة على الأرض وفي الواقع من تلك التي أبلغت في عهد الحكومة السابقة، ومنذ شهر آذار الماضي، الأمر الذي يجعل الاستفسار عما كان يفعله رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عمر الرزاز ووزيره للصحة سعد جابر شرعيا.
تدحرج كل ذلك مباشرة بعدما تم الإعلان عن أعلى حصيلة من الوفيات مساء السبت، بـ57 وفاة، واقتراب متسارع من تسجيل مئة ألف حالة مصابة بالفيروس، وخبراء يتحدثون عن الأردن باعتباره واحدا من عشر دول هي الأعلى فيروسيا في العالم.
الحديث الحكومي الآن عن المسؤولية المشتركة، وعن عدم وجود قرار مثالي مؤشر ببساطة على عدم وجود استراتيجية أو حتى خطة أو قرار.
ذلك بحد ذاته مثير سياسيا وإعلاميا، وما كان يسمعه الأردنيون طوال سبعة أشهر عكسه تماما.
*للأسف في لخبطة بالتصريحات الرسمية..
حمى الله الجميع من شر الامراض كلها.
حمى الله الأردن من الأشرار والفاسدين.