تبون يعود للجزائر بعد زيارة قطر والصين وتركيا.. وأردوغان “يعترف بدوره في الحفاظ على العلاقات العربية مع أنقرة”

حجم الخط
0

 الجزائر- “القدس العربي”:

اختتم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون جولته الخارجية التي قادته لدول قطر والصين وتركيا، في زيارات طغى عليها الطابع الاقتصادي، بالنظر لحاجة الجزائر لتطوير اقتصادها وتنويع شراكاتها مع الدول القادرة على الاستثمار وتنفيذ المشاريع وسعيها لدخول منظمات دولية على رأسها “بريكس”.

آخر محطة في جولة الرئيس تبون كانت تركيا التي التقى بها نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وفيها أعرب الطرفان عن ارتياحهما لمستوى العلاقات بين البلدين، لاسيما على الصعيد الاقتصادي حيث بلغت المبادلات التجارية بين البلدين 5 مليار دولار فيما بلغ حجم الاستثمارات التركية بالجزائر 6 مليار دولار، ويسعى الطرفان لرفعها إلى 10 مليار دولار على المدى المتوسط.

ووفق ما أوردته الوكالة الرسمية الجزائرية، فقد اتفق الرئيسان على تقوية الشراكة بين البلدين، وعلى فتح مجال الاستثمار في ميادين جديدة وهو ما من شأنه أن يؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات خاصة مع إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان رئيسا لجمهورية تركيا لعهدة رئاسية جديدة.

وخلال المحادثات، وجّه الرئيسان وزيري خارجية البلدين بعقد اجتماع في أقرب الآجال لتحديد الأولويات التي تم الاتفاق عليها وتحضير قمة تجمع بين الرئيسين قريبا من أجل تحديد البرنامج الجديد للتعاون بين البلدين.

وفي الشأن الدولي، تطرق الرئيسان باهتمام الى القضية الفلسطينية، واتفقا على تسريع مسار حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، كما تطرقا أيضا الى الوضع في السودان وليبيا ومنطقة الساحل.

واللافت أن الرئيس التركي شكر الرئيس الجزائري نظير الدور الذي اضطلع به للحفاظ على نوعية العلاقات العربية التركية. والمعروف أنه في القمة العربية التي احتضنتها الجزائر في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، حالت الدبلوماسية الجزائرية دون إدراج بند في البيان الختامي يدين التدخل التركي في القضايا العربية.

وتلت زيارة تركيا تلك التي قام بها الرئيس الجزائري للصين والتي كانت الأطول من بين زياراته. وخلالها تم الاتفاق على خطة صينية لاستثمار 36 مليار دولار في عدة قطاعات تشمل الصناعة والتكنولوجيا الحديثة، واقتصاد المعرفة، والنقل، والزراعة. كما تم التوقيع على 19 اتفاقية في مختلف مجالات التعاون الاقتصادية والعلمية والدبلوماسية.

وكشف الرئيس الجزائري عن عرض للمساهمة في بنك بريكس بقيمة 1.5 مليار دولار، مع التأكيد على تلقي الجزائر دعم الصين للانضمام لهذه المنظمة ومنظمة شنغهاي للتعاون أيضا. وبذلك تكون الجزائر قد افتكت موافقة من رأس السلطة في الصين لانضمامها إلى منظمة بريكس، وهو ثاني تأييد يأتي من قائد دولة بعد ذلك الذي صدر عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

شكر أردوغان تبون على دور الجزائر في الحفاظ على نوعية العلاقات العربية التركية. والمعروف أنه في القمة العربية التي احتضنتها في نوفمبر 2022، حالت الجزائر دون إدراج بند في البيان الختامي يدين التدخل التركي في القضايا العربية.

واتفق البلدان في بيانهما الختامي في إطار “رؤية الجزائر الجديدة” ومبادرة “الحزام والطريق” على “تعميق التعاون في العديد من المجالات بما في ذلك صناعة السيارات وعلوم الفضاء والزراعة والثقافة والسياحة وبناء الموانئ والخدمات اللوجستية وتحلية المياه والبنى التحتية والصناعات التحويلية والتعدين والقطاع المالي والاقتصاد الرقمي والطاقة والمناجم والتعليم والبحث العلمي وتدريس اللغة الصينية والإعلام والإدارة الضريبية والجمارك ومكافحة الفساد”.

أما الدولة الأولى التي زارها تبون فكانت قطر، وخلالها التقى أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأجرى معه محادثات ثنائية بالديوان الأميري في الدوحة تناولت العمل العربي المشترك وتعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية خاصة التجارة، والصناعة والطاقة والتكنولوجيا.

وتعد هذه الزيارة الثالثة لتبون إلى قطر وهي تدخل من خلال التوصيف الرئاسي لها “زيارة عمل” في إطار متابعة تطور العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل المشاريع الضخمة التي تم إطلاقها سابقا.

ولدى البلدين حاليا مشاريع مشتركة لمد السكة الحديدية إلى أقصى الجنوب الجزائري وتجديد واجهات المدن البحرية وتطوير ميناء جن جن بجيجل شرقي البلاد لجعله أحد أكبر موانئ إفريقيا بالإضافة لبناء مستشفى عصري بشراكة قطرية وألمانية ناهيك عن مشاريع أخرى في مجال الزراعة وتربية الحيوانات.

وتعتبر قطر أكبر مستثمر عربي في الجزائر بنحو 115 شركة مختلطة وتستحوذ على 74 بالمائة من مجموع الاستثمارات العربية في البلاد. ومن أبرز المشاريع القطرية الموجودة على أرض الواقع مصنع بلارة للحديد والصلب بولاية جيجل شرقي البلاد الذي ينتج حاليا مليوني طن ويستهدف الوصول إلى 4 طن من الصلب سنويا، وهو بقيمة استثمارية تناهز ملياري دولار بالإضافة إلى شركة أوريدو للاتصالات التي تعد ثالث متعامل للهاتف النقال وتضم 13 مليون مشترك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية