طلبت مع أخ موظف في «دار الطليعة» في بيروت أن يرسل لي ـ إلى عنواني في باريس ـ بكتابين أدبيين بواسطة البريد، وهكذا كان، وحين وصلني الكتابان دهشت من ورقة ملصقة على المغلف وبحجمه فيها باللغة العربية والفرنسية اسم المرسل واسم والدته ووالده ومكان إقامته ورقم الهاتف، وهي تعهد منه بأن المغلف «لا يخالف محتواه الآداب العامة والقوانين المرعية الإجراء»، وتضيف الورقة على لسان المرسل «على كامل مسؤوليتي المدنية والجزائية تجاه القضاء اللبناني»، مع ملاحظة أن على موظف «ليبان بوست» التأكيد على صحة المعلومات الواردة أعلاه، وثمة شاهدان على ذلك الموظف (ح.م.ع.)، والثاني في «ليبان بوست» (هـ.ي) ولم أجد مبرراً لذكر اسميهما.
هذا مع طابع مالي والختم الرسمي للمركز البريدي!
الإساءة إلى سمعة لبنان؟
تصلني مغلفات تضم كتباً من أنحاء العالم كله، آخرها بالروسية من موسكو يضم كتاب الناقدة الكبيرة ناتاليا شويسكايا حول كتبي، ولكن لم يسبق لي أن شاهدت مغلفاً يحمل ورقة يعلن فيها المرسل من لبنان بأن المغلف لا يحمل «أية مواد مخدرة أو بضاعة ممنوعة أو أسلحة وذخائر أو متفجرات!!» هذه الورقة التصريح بدت لي آتية من «مسرح اللامعقول» إذ كيف يمكن إخفاء ذخائر ومتفجرات في مغلف يضم كتابين؟.. وبما أنها مكتوبة بالفرنسية والعربية فهي تسيء إلى سمعة لبنان كما لو أننا شعب يحترف إرسال المخدرات والمتفجرات حتى بالبريد. ولبنان هو البلد الوحيد الذي يحمل مغلفه البريدي تصريحاً كهذا ملصقاً عليه وبحجم المغلف نفسه!!
أتمنى على المسؤول الكبير في «الوزارة البريدية» الاطلاع على الأمر وإلغاء هذه الورقة المهينة للشعب اللبناني، التي تذهب إلى مختلف الأقطار الأخرى. وقد سألت الأخ في «دار الطليعة الذي بعث لي بالكتابين: لماذا لم تحمل الرسالة مفتوحة ليشاهد الموظف البريدي الكتابين حيث لا أسلحة ولا متفجرات (إلا إذا كانت الكتب تعتبر كذلك!) وقال إنه فعل، ولكن لا بد من (روتين) هذه الصيغة!
أتمنى إلغاء هذه (الورقة) المهينة للبنانيين كلهم!
تبويم فني حول «الأوسكار»
سرني كملايين العرب فوز الشاب «رامي مالك» المصري الأصل بجائزة «الأوسكار» لأفضل ممثل، وذكرني ذلك بالممثل عمر الشريف الذي لعله لم ينل تلك الجائزة لكنه نال جائزة الاعتراف به كممثل كبير قدير. ثم (قامت القيامة) على رأس الممثل رامي مالك لأنه قام بتمثيل دور شخصية «شاذة جنسياً» كما كتبت مثلاً على مواقع التواصل الاجتماعي الفنانة المصرية عبير الشرقاوي مضيفة: «رامي مالك عار عليك وعلى أهلك الصعايدة.. كسفتنا الله يكسفك».
ما الذي اقترفه رامي مالك الذي لقي في البداية مديحاً بالغاً لحصوله على الجائزة الفنية الرفيعة ثم لقي ذماً بالغاً؟
لقد قام بتمثيل دور شخصية المغني البريطاني الشهير فريدي ميركوري الذي كان مثلياً جنسياً!
الممثل لا يمثل حياته بل السيناريو الفني
دهشت حقاً من مطالبات بوضع رامي مالك على قائمة الاعتقال إذا جاء إلى مصر للتحقيق معه بتهمة ارتكاب الفاحشة، أي بأفعال (قوم لوط) التي هاجمها القرآن الكريم، كما ذكروا!!
رامي مالك ممثل سينمائي وليس داعية إلى الفحشاء، وقد يمثل غداً دور قسيس أو شيخ تقي، وذلك أيضاً لا يعني أنه كذلك.
وأعترف أنني أقوم بالتبويم على ذلك المنطق وأكاد لا أصدقه، لكني أطالعه في منابر صحافية محترمة ولو لم يشارك في الهجوم على مالك رامي الشيخ عبد الحكيم المنياوي (الأزهري) وسامح العطفي الذي وجد أن الممثل رامي مالك يروج للشذوذ الجنسي بتجسيد دور شخصية مثلية الجنس!
حسناً، لو افترضنا أن رامي مالك قام بتأدية دور ملك فاضل، هل سيركعون له احتراماً في مطار القاهرة إذا هبط من الطائرة؟
الخلط بين الأداء الفني والحقيقة
الممثل الناجح فنياً يتلبس شخصية الدور الذي يمثله دور أن (يكونه) أو (يصيره)، وهذه بدهياتٌ ما كنت سأكتبها لو لم أدهش حتى «التبويم» من الهجوم على رامي مالك كما لو كانت الشخصية التي يمثلها هي حقيقته، وبغض النظر عن موقفنا الشخصي من «المثليين» فالنظرة إلى رامي مالك يجب أن تتفرس في أدائه الفني قبل أي شيء آخر، وإذا افترضنا أن دور الشخص الذي يمثله كفنان هو دور مجرم فذلك لا يعني محاكمة رامي مالك بتهمة القتل!!.. وثمة مسافة بين شخصية الفنان الحقيقية والدور الذي يؤديه.
أدافع عن نفسي لا عن رامي وحده
«تبويمي» الذي تقدم هو أيضاً لسبب شخصي.. هو التأكيد على المسافة بين الحقيقة الفنية والذاتية. من طرفي (ارتكبت) الكثير من الجرائم حين قتلت العديد من أبطال قصصي، ودوري في قتلهم يشبه دور رامي في تمثيل «المثلي جنسياً».. أي أنني أقتل بعض أبطال قصصي، ولكن ذلك لا يعني محاكمتي بتهمة القتل أو القول إن سفاحة تختبئ داخلي!… وفي إحدى رواياتي نجد شخصية تدمن المخدرات، ولكن ذلك لا يعني أنني أروج للإدمان كما لا يعني أنني مدمنة. وفي إحدى رواياتي شخصية خائنة للوطن، وذلك أيضاً لا يعني الترويج للخيانة. ومن الضروري حقاً (والبدهي) الفصل بين الحقيقة الفنية والحقيقة اليومية الذاتية. وأكرر أن كل ما كتبته حتى هنا كنت أظنه من البدهيات حتى فوجئت حقاً بالهجوم على رامي مالك.
وتحية إلى الممثل القدير الذي فاز بأوسكار أفضل ممثل، رامي مالك، لا بجائزة أفضل «مثلي جنسياً»!
تتمة رجاءاً
.
لا أعلم إن كان رامي مالك في هذا الفيلم قد انحدر إلى تجسيد الدور بشكل مكشوف و يبدو أن هناك من خلال صفحة مراجعة عن الفيلم وجود قبلات ” جنسية” بين رجلين علماً أن تقييم درجة الفيلم هي PG13 اي لا يجوز لمن هم دون عمر ال 13 حضوره بدون احد والديه،ومع ذلك يسمحون بهكذا مشاهد مقرفة لهذه الأعمار و الانكى ان تكون بإشراف الاهل وامامهم.
.
في فيلم بئر الحرمان على ما اتذكر عبّر المخرج عن فقدان بطلة الفيلم لعذريتها من خلال انكسار كعب حذاءها أثناء توجهها إلى غرفة النوم، الجميع فهم المقصود برمزية ذكية.
.
حتى في فيلم عمارة يعقوبيان و كانت هناك علاقة شاذة بين رجلين في الفيلم، كان التعبير عنها رمزياً و الجميع فهم المقصود و مرت الأمور بسلام، و اوصل الفيلم رسالة إيجابية إلى المجتمع من خلال النهاية الوبيلة لمثل هذه العلاقات المقرفة.
.
مؤخراً شاهدت مسلسل يشد الأعصاب و يبين ذكاء المحامية بطلة المسلسل في كيفية حل القضايا الجنائية
و لكنه من أقذر ما شاهدت في التعبير عن العلاقات الحيوانية بين جميع الممثلين سواء الشاذة او غير الشاذة و بطريقة شديدة القرف
فكرة المسلسل يمكن أن تصل بكل نظافة و بلا اي لقطة من اللقطات اياها،ولكنها تجارة القذارة و السقوط في وهدة الفاحشة والتشجيع عليها.
هناك نقطتان في موضوع البريد . أولاهما أن البريد العربي وخاصة في مصر لم يعد يهتم بتوصيل الرسائل، وحتى لو كانت بالبريد السريع ذي التعريفة المرتفعة جدا، وأذكر أني كتبت تقريرا علميا حول أحد الطلاب العرب ليحصل على منحة علمية في بلد غربي، فإذا بالبريد يضيعها عليه، ويعيد التقرير بعد خمسة شهور وعلى الغلاف ” لم يستدل عليه” مع أن العنوان كان إلى جانبه ثلاثة أرقام للهواتف ، فضلا عن رقم هاتفي. أخراهما أن البريد القادم ويحمل كتبا يفرضون عليها رسوما تبلغ أضعاف ثمنها، مما يعني أن تدفع بالتي هي أحسن أو يعيدوها إلى البريد المركزي الذي يقوم بإعدامها.منتهى الذكاء! ناهيك عما يسمى الرقابة التي تفجر الغلاف، وتعيد لصقه مرة أخرى وكأن الأسرار في عهد الفضاء والنت مازالت محجوبة. هل تنتظرون تقدما في أمة حنا للسيف .. حنا للضيف؟
إسمحي لي سيدتي الكريمة أن أخالفك الرأي بخصوص فوز مالك بجائزة الأوسكار.أنا لم أشاهد الفيلم ولا أريد مشاهدته .ولم أفرح لهذا الفوز بقدر ما اشمئزني لأن ذلك شذوذ خارج عن الفطرة السليمة مع تقديري واحترامي لجميع الآراء.
إن كان للأوسكار فهو للفنان القدير الراحل مصطفى العقاد في فيلمي الرسالة وعمر المختار اللذان نالا شهرة عالمية.
أقبل لأدوار الجريمة أو الخيانة كدور لورنس العرب الذي تقمصه المرحوم عمر الشريف في فيلم الدكتور جيفاكو.إلا دور رامي مالك.
ذكرتني بعض التعليقات هنا بفيلم رسوم متحركة مضحك على شكل نكتة
حيث تداهم الشرطة غرفة نوم في شقة و يمسكوا بالجرم المشهود رجل يدفع لأمرأة مبلغاً من المال في لحظة دخولهم عليهما
و يعلنوا انهم يقبضون عليهما بتهمة ممارسة الدعارة
فيقول لهم الرجل لماذا تقبضون علينا، فيقولون له، لأنك تقوم بدفع مبلغ مقابل ممارسة الرذيلة معها
فيريهم الرجل كاميرا منصوبة و يقول لهم، لا هذا المبلغ ليس لممارسة الدعارة معها و إنما لأنها تقوم بتصوير فيلم اباحي فهي ممثلة و ليست عاهرة،
هذه إباحية و ليست دعارة
فيقوم رجال الشرطة بالاعتذار منهما و يقولون لهما بطريقة ساخرة، نحن آسفون، كنا نتصور انها دعارة ضد القانون و لكن تبين أن السيدة ممثلة و بالتالي هي تقوم بعملها الذي يحميه القانون!
الفن بكل أشكاله هو رسالة.والرسالة المجسدة لواقعنا المعاش يجب إيصالها عبر طرق لا تخدش الحياء.أما أن نجسد ذلك عبر إبراز مفاتن الجسد وبكلام هابط وبذيء فأعتقد أن ذلك يساهم في انتشار ما نود أن نحاربه باسم الفن.أنا لا أنكر أني كنت في مراهقتي أشاهد مثل هذه الأفلام.وأشد ما أستغرب له عندما أرى فنانة متزوجة من فنان آخر أو خارج الفن نائمة شبه عارية في سرير واحد مع شخص آخر وقد يكون مخرج سينمائي يصور لقطة حميمية لزوجته وهو راضي منتهى الرضى لأن ذلك ليس سوى فن وهذا ما يسمى بالدياثة للأسف الكبير واعذروني على هذه الصراحة.
السيدة غادة المحترمة.
مع الأسف كما تعلمين يقوم بحملة ترويج كبيرة وممولة جيداللمثلية الجنسية وهنالك الان برنامج مدرسي لادخال الموضوع كجزء أساسي بالمدارس الابتدائية وهم أطفال لايعون مايشاهدون اويقراون. وعم بتمثيل رامي مالك للشخصية المذكورة فيه ترويج للمثلية
الحمد لله على سلامتك وعودتك إلينا سالما أخي الغالي والعزيز رؤوف بدران.
الممثل المحترم يختار دورا محترما أو نظيفا على أقل تقدير .. وهناك ممثلون لا يمكن أن يقوموا بأدوار ساقطة درجة ” المثلية ”
واعتقد بان كثير من الممثلين الأمريكيين الكبار رفضوا القيام بهذا الدور .. لأنهم مدركون بأنه دور ساقط … وستسقط سمعتهم ومكانتهم بسببه ..الدور الفاحش يلصق الفاحشة بصاحبه
سيدتي الجميلة صباح الخير لك وللحميع. من ناحية الممثل رامي مالك، من جهة اتفق معك تماما. من جهة اخرى يبدو لي وكأن الأمر بمجمله خو فيلم تم انتاجة بمعيار وضع شروطة اولاً واخيرا المنتج ونفذه المخرج وقام باداءه الممثل كما هو مطلوب، وهذا معروف من قصص Me too. اي ليس وفقا لمعايير والقيمة الفنية بالمعنى الواسع للفن السابع. في النهاية مبروك لرامي مالك لكن قلبي يدمي على حالنا الذي يخضع لمبضع الجراح دون حراك. مع خالص محبتي وتحياتي للجميع.