تونس – “القدس العربي”: “تحدثنا أنا والرئيس عبد المجيد تبّون عن السيناريوهات المتوقعة في تونس”.. عبارة وردت في حديث رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، وأثارت جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، فيما دعا سياسيون الخارجية التونسية للتنديد بتدخل الجزائر وإيطاليا في الشأن الداخلي للبلاد.
وقالت ميلوني، خلال مؤتمر صحفي مع تبون في الجزائر التي زارتها أخيرا “حوارنا الطويل كان مناسبة للحديث عن السيناريوهات الدولية في افريقيا، بدءا باستقرار ليبيا والوضع الحساس في مالي ومنطقة الساحل بأسرها، كما تحدثنا عن تونس والسيناريوهات المختلفة فيها”.
(التصريح الأصلي لمليوني)
(تصريح ميلوني مترجما للعربية)
https://www.facebook.com/slim.trabelsi.1232/videos/6078143855570518
وكتب المحلل السياسي إبراهيم الوسلاتي “أجرت رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني زيارة مهمة الى الجزائر، تضمّنت توقيع البلدين على إعلان مشترك وأربع مذكّرات تفاهم وتعاون تشمل عدة قطاعات. كما تحدثت مع الرئيس الجزائري عن السيناريوهات المنتظرة في تونس، اثر ذلك أدت زيارة مماثلة الى ليبيا اين أبرمت مع رئيس الحكومة صفقة غاز “تاريخية” بقيمة 8 مليارات دولار. أما تونس بلد “الصعود الشاهق” فقد اكتفت ميلوني بإيفاد مساعدها وزير الخارجية برفقة وزير الداخلية لمزيد من الضغط عليها من أجل إيقاف “جحافل” الهجرة السرية”.
https://www.facebook.com/brahim.oueslati.55/posts/10230366653338716
ودوّن الدبلوماسي السابق أحمد القديدي “مؤتمر صحفي لرئيسة حكومة إيطاليا جورجيا ميلوني ورئيس الجزائر تبون. قالت الطليانة حرفيا: تحدثنا ايضا عن تونس والسيناريوهات المتوقعة في هذه البلاد! أرجو أن يخبرونا ما يتوقعون لنا من سيناريوهات لأن قيس سعيد يبدو أن السيناريوهات خرجت من يديه ويدي رئيسة الحكومة”، مطالبا وزير الخارجية عثمان الجرندي بالاحتجاج واتهام الجزائر وإيطاليا بالتدخل في الشؤون الداخلية لتونس.
https://www.facebook.com/DrAhmedKedidi/posts/881217663228127
ولجأ عدد من النشطاء إلى السخرية مما قالته ميلوني، مذكرين بتصريح سابق لخبير جزائري اعتبر فيه أن تونس “ولاية جزائرية”، فيما استنكر آخرون تصريحات رئيسة الوزراء الإيطالية، وطالبوا الخارجية التونسية بإصدار تنديد.
https://www.facebook.com/100006238938536/posts/3317109298507002/?mibextid=wenV25liDOUfAy2f
واستحضر البعض تصريحا مشابها للرئيس تبون خلال زيارته العام الماضي إلى إيطاليا، حيث أكد حينها أن بلاده اتفقت مع إيطاليا على مساعدة تونس في العودة إلى الطريق الديمقراطي، وهو ما أثار موجة استنكار في تونس.
لماذا هذا التهويل وردود الفعل المتشنجة من البعض، طبيعي الدول تهتم بما يجري في دول الجوار، خاصة في وقت الأزمات، إنها الجزائر و تونس، علاقات قل نظيرها في العالم، علاقات أخوية متعددة و متجذرة ، نحلم بوحدة إقتصادية و سياسية إنذماجية على غرار الدول الأوروبية زيادة على وشائج الدين واللغة والعادات و التقاليد و المصاهرة والدم، تكون نواة لوحدة المغرب العربي برمته.
عندما تتعرّض دولة لخطر الإفلاس وهي تنحدر في تصنيفها المالي إلى ثلاث خطوات من القاع (بحسب المؤشرات الأخيرة)، يصبير من حقّ جيرانها استعراض مختلف السيناريوهات المحتملة، إما بنيّة المساعدة، أو تحسّباً من أخطار محتملة، قدّ تهدّد مصالحهم. إيطاليا مثلاً تخشى من تدفق اللاجئين غير الشرعيين انطلاقاً من الشواطئ التونسية بسبب الأزمة الاقتصاديّة، وقد تكون أيضاً قلقة على استثمارات مواطنيها وشركاتهم في تونس. إنها السياسة العمليّة التي تحاول استشعار الأحداث وقراءة الواقع. العالم اليوم صار قريةً، فما يحصل في بلد في أقاصي الأرض، تنعكس آثاره على الجميع.