القاهرة- (يو بي اي): اندلعت اشتباكات عنيفة، قبيل فجر الإثنين، بمحيط الكاتدرائية المرقسية في حي العباسية بوسط القاهرة بين مئات من الشباب المسيحيين وبين متشددين إسلاميين، أسفرت حتى الآن عن قتيل و84 مصاباً.
وقام بضع مئات من الشباب المسيحيين المتواجدين داخل الكاتدرائية بالخروج دفاعاً عنها ضد متشدِّدين إسلاميين هاجموها على مدى ساعات بالحجارة وبزجاجات المولوتوف، حيث تبادل الجانبان التراشق بالحجارة والاشتباك بالهراوات بالشوارع المحيطة بمبنى الكاتدرائية من ميدان العباسية امتداداً إلى منطقة غمرة بشارع رمسيس الرئيسي.
وقامت عناصر من الأمن المركزي بملاحقة الطرفين وأطلقت الغاز المسيل للدموع لوقف الاشتباكات، وأغلقت الطريق أمام الكاتدرائية، فيما ردَّد العشرات هتافات “الشعب يريد إسقاط النظام”، و”بالروح بالدم نفديك يا صليب”.
إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة المصرية، في بيان أصدرته فجر الاثنين، أن حصيلة الاشتباكات بمحيط الكاتدرائية وبمدينة “الخصوص” بلغت قتيلاً واحداً و84 مصاباً.
وكان الرئيس المصري محمد مرسي أكد، في اتصال هاتفي أجراه الليلة الماضية مع البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، “أن أي اعتداء على الكاتدرائية اعتداء شخصي عليه، وأن الحفاظ على المصريين مسيحيين ومسلمين مسؤولية الدولة”.
وإلى ذلك طالبت كاثرين آشتون، المفوضة العليا لشؤون السياسة والأمن بالاتحاد الأوروبي، في تصريح صحافي الليلة الماضية، بضبط النفس وبضرورة سيطرة قوات الأمن على الموقف، معربة عن بالغ قلقها إزاء أحداث العنف بجوار مبنى كاتدرائية الأقباط.
وأشارت أشتون، الموجودة بالقاهرة حالياً، إلى أنها أجرت، فور سماعها الأخبار عن هذه الحوادث، اتصالاً مع الرئيس محمد مرسي، لافتة إلى “أنها فهمت أن الرئيس تحدث مع رأس الكنيسة القبطية، وأنه أدان العنف”.
وكانت الاشتباكات اندلعت عصر الأحد، خلال تشييع جثامين 4 من الشباب المسيحيين قضوا في حوادث عنف طائفي نشبت بمدينة “الخصوص” التابعة لمحافظة القليوبية شمال القاهرة، ودامت حتى منتصف الليل قبل أن تتجدَّد قبيل الفجر، فيما تتواصل تداعياتها، حيث أجبر المتواجدون أمام الكاتدرائية وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم على مغادرة الموقع لدى وصوله محاولاً دخول مبنى الكاتدرائية مردِّدين هتافات ضد الشرطة.