ربما تهيأ للرئيس التونسي قيس سعيّد أن سلسلة الإجراءات الجديدة التي أعلن عنها إنما تستجيب لنداءات محلية شعبية ونقابية وأخرى دولية طالبته بوضع جدول زمني واضح وتحديد آجال تنهي حال الاستثناء التي تعيشها البلاد منذ 25 تموز/ يوليو الماضي، حين لجأ سعيّد إلى تفعيل الفصل 80 من الدستور الراهن واعتبر أن بنوده تخوله افتراض وجود «خطر داهم» يتيح له اتخاذ مجموعة «تدابير استثنائية» بدأت من تجميد أعمال البرلمان وإقالة رئيس الحكومة، وانتهت إلى جمع السلطات الثلاث في يد الرئاسة وحدها عبر تشريعات بمراسيم وتعيين ولاة وتسمية حكومة لم تخضع لأي رقابة برلمانية أو قضائية.
الإجراءات الأخيرة التي أشار إليها الرئيس التونسي في خطابه قبل يومين تضمنت إبقاء المجلس النيابي مجمداً في انتظار انتخابات جديدة أواخر العام المقبل، وتنظيم ما أسماه سعيّد «استشارة شعبية» عبر المنصات الإلكترونية، واستشارات أخرى عبر المعتمديات في كل ولاية، الأمر الذي سيمثل في النهاية ما يشبه الاستفتاء على مشاريع إصلاحات دستورية، أواخر تموز/ يوليو 2022. لكن الأغراض الحقيقية لهذه القرارات لن تخفى على غالبية أبناء تونس من حيث أنها خطوات مكمّلة للانقلاب الأمّ، خاصة وأن الغائب الأكبر عن هذه الوعود هو إجراء انتخابات رئاسية كفيلة بوضع شخصية الرئيس الانفرادية على محك التحكيم.
والذكاء الشعبي البسيط والتلقائي يدرك أن ما نهض في الأصل على مخالفات قانونية ودستورية في شهر تموز/ يوليو المنصرم، لن تكون له صلاحية إسباغ مشروعيات قانونية أو دستورية بصدد الفروع في تموز/ يوليو المقبل، وبالتالي فإن سقوف سعيّد الزمنية ليست إلا مناورات واهنة ومستهلكة تمدّ في عمر انقلابه سنة إضافية، لكنها لا تعيد أو تستعيد الحدود الدنيا من الشرعية.
وصحيح بالطبع أن الدساتير توضع لكي تتجاوب مع حاجات المجتمع والحياة والزمن ويتوجب استطراداً أن تخضع للتطوير والتغيير والتلاؤم مع المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للشعوب، لكن مراجعة الدساتير لها أصولها وقواعدها التي لن يكون انتهاكها سوى مدخل إلى الاختلال والفوضى والفراغ. والدستور الذي جاء بالرئيس الحالي إلى قصر قرطاج وعليه أقسم يمين الولاء، لا يجوز أن يتبدل بجرّة قلم من الرئيس أو باجتماعات شبه مسرحية مع عدد من «الخبراء» القانونيين الموالين للرئاسة، أو بموجب تبريرات خطابية محشوة بالبلاغة واللغة الخشبية على غرار الحديث عن «الوحوش والكواسر» و«الفرز التاريخي في محكمة التاريخ».
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل في طليعة أبرز منظمات المجتمع المدني التي ساندت انقلاب سعيّد، لكن الاتحاد اليوم يحذر من «انفجارات شعبية» قد يتسبب في اندلاعها رئيس «يسير في الظلام». المجلس الأعلى للقضاء رفض المساس بالبنية الدستورية للسلطة القضائية اعتماداً على المراسيم الرئاسية، ونقابة الصحافيين رصدت العديد من الانتهاكات بحق الصحافة وحرية التعبير والرأي العام، والمظاهرات الشعبية المتوقعة يوم الجمعة اعتراضاً على إجراءات سعيّد الأخيرة تستكمل مشهد الرفض وتضعه في إطار جماهيري أوسع.
الشعب التونسي هو الضحية الأولى وراء تخبط الرئيس بالطبع، والخشية أن يكون القادم أعظم.
يوم الجمعة 17-12 سيظهر رد الشعب على الرئيس!
وسوف يكون الشعار : الشعب يريد !!
ولا حول ولا قوة الا بالله
*للأسف (تونس) دخلت نفق مظلم وكان الله في عون الشعب التونسي المنكوب.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد مستبد.
يجب اعطاء فرصه للرئيس سعيد.
وبعد ذلك الحكم عليه وليس السير وراء جماعات الشد العكسي.
سعيد رجل نظيف ووطني ويحب وطنه تونس ويحب وطنه العربي.
….أما آن للظالم أن يجثو على ركبتيه طالبا الصفح والغفران من الشعب التونسي
الشعب التونسي كان ينتظر تغييرا جدريا وعميقا في البنية التونسية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها ولدلك صوت لصالح قيس سعيد الدي ربما بفعل عدم خبرته اوصل الامور الى حافة الانفجار بسبب اجراءاته التي لن تخدم اطلاقا مستقبله السياسي بل حسب اعتقادي المتواضع ستعجل بخسارته في الانتخابات الرئاسية المقبلة ادا صمد في منصبه حتى تلك اللحظة.
سعيد الأستاذ الجامعي يدخل تونس النفق المظلم. يدوس على الدستور الذي اوصله إلى القصر. أساتذة آخر زمان.
المفروض بالرئيس قيس سعيد ان يتراجع عن اجراءاته الاستثنائية باقالة الحكومة وايقاف عمل البرلمان وتجميده خصوصا بعد ان اخذت مساحة التاييد الشعبي وكذلك الرسمي المؤيد له ولاجراءاته بالانحسار ومساحة رفضها بالاتساع المتسارع حتى ان بعض الذين آزروه بحماس في بداية الاعلان عن تغييراته وتنفيذها اداروا ظهورهم له لان هذه الاجراءات ولدت ميتة لجهة مقتضيات الصالح العام للشعب التونسي لانها لم تكن ذات فاعلية في وضع حلول منطقية مقبولة من قبل الشعب لاهم المشاكل التي يعاني منها وفي مقدمة المهم منها مشكلة ارتفاع تكاليف المعيشة ومشكلة توفير فرص عمل للشباب التونسي العاطل وبدات الامور تجري بالاتجاه المعاكس لاجراءات الرئيس وموقفه السياسي والاداري ومنها ما اكده مساعد رئيس البرلمان التونسي ماهر المذيوب ان البرلمان سيستأنف عمله خلال ايام كذلك دعت المعارضة الى القيام بمظاهرات وتنظيم احتجاجات للدفاع عن الدستور والثورة
عندما نجد اغلب الطبقة السياسية فاسدة همها الرئيسي خدمة مصالحها وسن قوانين لخدمة مصالح اللوبيات الفاسدة او مصالح دول اجنبية ونجد دستورا وضع على مقاس مصالح حزبية ضيقة ولا تمت لمصالح الشعب والمواطن العادي كان لا بد من اصلاح جذري ينهي منظومة حكم عشرية لم تحقق للشعب اي هدف من الثورة وكان لا بد من االقطع معها نهائيا . اما من يدعو من السياسيين اليوم الى اعتماد الطرق التقليدية والتراتيب المعمول بها للاصلاح فهو لا يهدف الى الاصلاح بل الى عودته الى السلطة . لماذا نرفض العودة الى الشعب وتمكينه من تقديم مقترحات في نظام الحكم وقانون الا نتخاب فهل هو قاصر عن ذلك . ولا ننسى ان دستور 2014 وضعته احزاب بتوافقات مغشوشة ليخدم مصالحها واستمرارهافي الحكم . ان ماقدمه السيد الرئيس يعبر عن تطلعات الشعب الى ديموقراطية حقيقية . ثم لماذا ترفض النخب الساسية الحالية مشاركة غيرها في الحياة السياسية رغم ان اغلبها من منظومة حكم بن علي وقد تجاوزتها التغيرات السياسية والاجتماعية في العالم ؟؟؟
الرئيس قيس يعرف جيدا أن مع أول جلسة للبرلمان سيتم خلعه لذلك فهو لن يسمح للمجلس بالانعقاد مطلقا ،الذي استغرب منه من أين يستمد قوته و كيف للجيش و الشرطة أن تسمح لنفسها لصناعة دكتاتور تحت أي بند ،الغالبية من الأحزاب و النقابات و المجتمع المدني و المؤسسات تجد نفسها عاجزة و ترتجف أمام مستبد من ورق .السقوط سيكون كبيرا إن لم يستجمع التونسيون شتاتهم و يوقفوا هذا الرجل قبل فوات الاوان .
ضباط مصر لهم بالمرصاد.. رابعة تونسية قادمة