تداول “وثيقة مسرّبة” من المخابرات المصرية حول خطة لإسقاط التجربة الديمقراطية في تونس

حجم الخط
17

تونس- “القدس العربي”: تداولت صفحات اجتماعية “وثيقة” قالت إنها مسربة من أرشيف المخابرات المصرية، وتتحدث عن “مؤامرة بتخطيط مصري وتمويل إماراتي وتنفيذ تونسي لإسقاط التجربة الديمقراطية في تونس”.

وتشير الوثيقة، وهي عبارة عن رسالة موجهة من مدير المخابرات المصرية عباس كامل إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتاريخ 11 نيسان/أبريل 2021، إلى اجتماع في القاهرة ضم كلا من عباس كامل ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، ومديرة الديوان الرئاسي التونسي نادية عكاشة، ومستشار الرئيس التونسي وليد الحجام، والنائب عن الحزب الدستوري الحر مجدي بوذينة، إضافة إلى عبد الخالق عبد الله مستشار ولي عهد أبوظبي.

وتناول الاجتماع الوضع في تونس، حيث تم الاتفاق على خطة تتعلق بإزاحة الإسلاميين ممثلين أساسا بحركة النهضة من المشهد السياسي، على أن يقوم الرئيس قيس سعيد بإعلان تدابير تتعلق بحل البرلمان و”استرجاع الدولة من العابثين”. وأبدى الجانب المصري استعداده لأي دعم لوجستي للخطة، فيما أعلن الجانب الإماراتي استعداده لتمويل هذه الخطة وتبعاتها.

وأثارت الوثيقة جدلا واسعا على مواقع التواصل، حيث كتب القيادي في حركة النهضة رفيق عبد السلام “ادعى قيس سعيد، بهتانا، أن انقلاب 25 جويلية كان من بنات أفكاره، ولم يستشر فيه أحدًا غير ضميره، ولكن هذه الوثائق التي بين أيديكم، تثبت لنا على سبيل اليقين، مثلما تؤكد كل المعطيات، أن قيس سعيد فعلها، بعدما استشار نفسه الأمارة بالسوء، ثم شيطانه الخاص وثالثهما المخابرات المصرية التي تجندت لصالحه وأرسلت له عناصرها على أرض تونس (وبعض هذه العناصر مازالت موجودة الى حد الآن في تونس) لمساعدته على تنفيذ انقلابه”.

وأضاف “قيس سعيد يتحدث عن السيادة الوطنية وهو أول من انتهك هذه السيادة من خلال استعانته بعناصر مخابرات أجنبية لتنفيذ انقلاب غادر على ديمقراطية سمحت له أن يكون رئيسا. تأكدوا أن هذا الرجل لا علاقة له بثورة 17 ديسمبر ولا 14 جانفي، لأنه بكل بساطة ثورة مضادة، تم زرعها في قلب الدولة التونسية للالتحاق بجوقة الانقلابيين العرب”.

وكتب محمد لسعد عبيد أمين عام المنظمة التونسية للشغل “بعد تسريب وكيليكس عربي لأخطر معلومات تمس الأمن القومي وذلك بالتخابر مع الأجنبي لتغيير نظام الحكم بقوة السلاح، ويجب أن يعلم الجميع بأن التخابر مع الأجنبي جريمة حكمها الإعدام. أين النيابة العمومية العسكرية لكي توجه لهم تهمة الخيانة العظمى والتآمر على الوطن وعلى الأمن القومي؟”. وأرفق التدوينة بصور للمسؤولين التونسيين الحاضرين في الاجتماع.

وعلق رضوان المصمودي رئيس مركز دراسة الإسلام والديمقراطية بالقول “شكون (من هو) العميل والخائن والمتآمر مع الأجنبي ضدّ بلاده وأمنها واستقرارها وقوانينها ومؤسّساتها المنتخبة ودستورها؟ يا توانسة، فيقوا قبل فوات الأوان. أليس في هذا الوطن ناس وطنيون وصادقون يدافعون عنه ويذودون عنه؟ هذا مخطّط إماراتي مصري لتدمير تونس والتجربة الديمقراطيّة في تونس”.

وكتب أنور الغربي مستشار الرئيس السابق منصف المرزوقي “تعتبر الوثيقة التي نشرتها ويكيليكس عربي تأكيدا لما سبق وأكدنا عليه مرارا بأن ما حدث في تونس هو مجرد تنفيذ لأجندات خبيثة تسعى لتدمير المسار في تونس وإلحاق البلاد بمحور الخديعة والشر. الرجاء من السادة المحامين الشرفاء الاهتمام بالموضوع والتقدم للقضاء لاستدعاء الأشخاص الواردة أسماؤهم في هذه المراسلة الرسمية والتي توثق ما سبق ونشرناه. أنا على استعداد كامل للمشاركة في القضية كطرف متضرر من الانقلاب”.

وكان موقع “ميدل إيست آي” البريطاني حذّر في نيسان/ أبريل الماضي من “انقلاب دستوري هادئ” للرئيس قيس سعيد للقضاء على خصومه وتعزيز سلطاته الرئاسية، عبر التلاعب بتفسير دستور البلاد ما بعد الربيع العربي.

كما تحدث الموقع عقب إعلان الرئيس عن تدابيره الاستثنائية عن وجود مسؤولين عسكريين وأمنيين مصريين وإماراتيين في قصر قرطاج لمساعدة الرئيس سعيد على تنفيذ “انقلابه”، مشيرا إلى أنهم قاموا بـ”تعذيب” رئيس الحكومة هشام المشيشي لإرغامه على قبول الاستقالة، وهو ما نفاه المشيشي في وقت لاحق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الباجي:

    حسبنا الله ونعم الوكيل

  2. يقول ايدير - الجزائر:

    التأمر على إرادة الشعب و خيانة الوطن و الدوس على الدستور مع الادعاء بالوطنية و التمسك بالديمقراطية و الاحتكام للدستور. بن علي لم ينزل إلى هذا الحد.على الشعب التونسي أن يتحد من اجل اجتثاث الخونة من مؤسسات الدولة التونسية. النظامين الإماراتي و المصري هم الأخطر على الوطن العربي.

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    السؤال المهم هو:
    أين هي هذه الأموال الإماراتية لدعم إنقلاب سعيد؟
    لو كانت هناك أموال حقيقية لدعم الإقتصاد التونسي لتغاضى الشعب عن الإنقلاب!!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول ashraf:

      هذه الاموال لا تصل للمواطن البسيط بل للنخب التي تحرك الشارع استعلم عن ارصدتهم
      وستعرف اين ذهبت ستجدهها لاعلميين وجنرالات ومستشارين وووو
      ولك في الحالة المصرية عبره وايه
      سيندم الشعب التونسي اذا لم يضع حد لهذه المهزله

    2. يقول عبد الله شيبان:

      أداء الثمن سيكون بعد التوصل بالسلعة وهي التحقق من وأد الديمقراطية في تونس إلى الأبد.

    3. يقول ايدير - الجزائر:

      الأموال ستوضع في حسابات الانقلابيين و ليس لفائدة الشعب التونسي.خرج النظام بن علي علنا و عاد خلسة عبر قيس السعيد.

    4. يقول حقائق:

      الأموال الوحيدة التي رايناها لحد الآن هي من طرف النظام الجزائري لدعم الانقلابي قيس سعيد إضافة إلى زيارات رسمية متتالية منذ اليوم الأول للانقلاب توجت بزيارة عبد المجيد تبون شخصياً لقيس سعيد….. و العجيب أن وسائل الإعلام تتهم مصر و الإمارات و التي لم نرى منها أي مبادرة أو حتى اتصال هاتفي مع سعيد ?

  4. يقول محفوظ- الجزائر:

    ……,وكل هذا الخداع نابع من تل أبيب- المدرسة الأولى- وراء فكرة تكسير الإخوان….منذ نشأة الأخوان….أو تكسير أي جماعة سياسية وطنية واعية بواجبها تجاه الأمة …

  5. يقول عابر سبيل:

    الأمر لا يحتاج لتسريبات كلنا كان يرى أن انقلاب قيس سعيد جاء بعد اجتماعه بالسيسي مباشرة مما يعني أن قيس سعيد ناقش خطة انقلابه في مصر ثم هو نفسه قال بأن هناك دول اقليمية تقف مع تونس (يعني معه ومع انقلابه) في اشارة الى مصر والامارات …

  6. يقول Mejda:

    بعد التحية و السلام نصر الله الشعب التونسي و أعان كل مواطن و محامين علي جعل راية تونس عالية و السلام

  7. يقول Sarfati:

    الخبر يمكن تفسيره بشكل آخر أي كما يلي:
    حركة النهضة الإخوانية تحاول اتهام الرئيس التونسي بالتآمر على تونس مع جهات أجنبية مما يعطيها الشرعية للطعن في شرعيته، ثم العمل على الإطالة به، ومن تم العودة للسلطة، وتسليم تونس على طبق من ذهب للدوحة. ما لا يستوعب نظام الإخوان هو أن الشعب التونسي من رفضه، اما قيس سعيد، فاحتمال انه لعب على ذلك، لكنه من الأكيد ليس صاحب الدور الرئيسي في رفض الشعب، والشعوب في العالم، لنظام الإخوان.

  8. يقول ابورامى:

    اللهم انتقم منهم جميعا.

  9. يقول عبد القادر UK:

    نسيتم الإشارة إلى التحاق القوة الضاربة في غرب المتوسط بنادي الداعمين للإنقلاب على شرعية البرلمان التونسي بقيادة حزب النهضة، و الزيارة الأخيرة للرئيس تبون و ما تلاها من عقود في شتى المجالات ناهيك عن الدعم المادي هو أكبر دليل على ذلك، و هذا في تعارض تام مع المبادئ و الشعارات الجوفاء التي ترددها دبلماسيتها بمناسبة و بدونها بخصوص التورية و مساندة الشعوب المضطهدة في تقرير مصيرها. بالله عليكم كيف يستقيم ان تقوم من تدعي انها مكة التوار بوأد التجربة الديمقراطية الوحيدة في عالمنا العربي و في نفس الوقت تدعي انها تساند الإنفصاليين الصحراويين في تقرير مصيرهم للانفصال على المغرب؟

  10. يقول محمد:

    انتهت التجربة الديموقراطية

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية