تراجع مبيعات السيارات بمنطقة اليورو لأدنى مستوى بـ17 عاما بسبب الركود
16 - يوليو - 2013
حجم الخط
0
برلين – د ب ا: أظهرت بيانات صدرت امس الثلاثاء أن مبيعات السيارات الجديدة في الاتحاد الأوروبي تراجعت إلى أدنى مستوياتها خلال سبعة عشر عاما في حزيران/يونيو مع استمرار البطالة والركود الطويل في التسبب في إضعاف الطلب الاستهلاكي. وقال اتحاد منتجي السيارات الأوروبي ‘أيه سي إي أيه’ إن إجمالي التراخيص بلغ الشهر الماضي مليونا و134 ألفا و42 سيارة، بتراجع نسبته 5.6′ بالمقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. ووفقا للاتحاد ومقره بروكسل، يمثل ذلك أدنى مستوى منذ عام 1996. وقال بيتر فوس وهو شريك مع الشركة الاستشارية المرموقة إرنست آند يونغ ‘لا يزال أمامنا طريق طويل لحدوث تعاف كبير في السوق.’ وأضاف أنه ‘حتى إذا ما تحسن الأمر مرة أخرى بدءا من عام 2014، ستظل أوروبا منطقة أزمة بالنسبة لصناعة السيارات على المدى المتوسط’. وما قاد التراجع بشكل خاص حدوث انخفاض شديد في أكبر أسواق المنطقة للسيارات، وهي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، غير أن بريطانيا خالفت الاتجاه وسجلت زيادة نسبتها 13.4′. وأوضح الاتحاد أن أسواق السيارات الجديدة بالاتحاد الأوروبي انكمشت بنسبة 6.6′ في النصف الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة من كانون ثاني/يناير إلى حزيران/يونيو من عام 2012. وتأتي البيانات على خلفية تنامي أزمة في صناعة السيارات الأوروبية مع اضطرار وكلاء السيارات وموزعيها إلى تقديم خصومات كبيرة وإغلاق مصانع وشطب وظائف مع وجود طاقة زائدة وتسجيل شركات السيارات خسائر متزايدة. وسجل معدل البطالة في الاتحاد الأوروبي الأوسع (27 دولة) 11′ في أيار/مايو. ويبذل الكثير من الدول الأعضاء بالاتحاد جهودا مستميتة من أجل الخروج من الركود. وأصبحت كرواتيا العضو الثامن والعشرين بالاتحاد الأوروبي اعتبارا من الأول من تموز/يوليو الجاري. وتراجعت مبيعات سيارات العلامة الأساسية لشركة فولكسفاجن الألمانية أكبر منتج للسيارات في أوروبا بنسبة 5.8′ في الشهر الماضي، في حين سجلت شركة بيجو ستروين الفرنسية المنافسة هبوطا في مبيعاتها بنسبة 10.8′. ولا يزال حتى الآن الطلب القوي في أكبر سوقين في العالم للسيارات، الصين والولايات المتحدة يسهم في تعويض الشركات الأوروبية عن التراجع في أسواقها المحلية. وقال، اتحاد منتجي السيارات الأوروبي إن مبيعات ‘فيات’ تراجعت بنسبة 5.5′ بعد انخفاض مماثل في سوق السيارات الجديدة بإيطاليا في حزيران/ يونيو مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وتراجع إجمالي التراخيص بنسبة 10.3′ في النصف الأول من العام. وكان الحال هو نفسه بالنسبة لكبرى شركات السيارات مثل تويوتا اليابانية إذ انخفضت مبيعاتها بنسبة 3.9′ الشهر الماضي. ولم يكن معظم شركات إنتاج السيارات الفارهة أفضل حالا إذ تراجعت مبيعات بي إم دبليو أكبر منتج للسيارات الفارهة في العالم بنسبة 7.9′. كما حذر المدير التنفيذي للشركة نوربرت راينهوفر في مقابلة صحفية اليوم الثلاثاء أن سوق السيارات الأوروبية تتعرض لأوقات صعبة. وقال لصحيفة (بورزين تسايتونغ) الألمانية الاقتصادية إنه ‘بشكل عام ستنكمش السوق في غرب أوروبا بحوالي 5′ هذا العام وستظل تمثل تحديا بالنسبة لشركات السيارات’. علاوة على أن المدير التنفيذي لبي إم دبليو قال إنه قد لا يحدث تحسن فيا لسوق حتى النصف الثاني من عام 2014. وتراجعت التراخيص الجديدة لسيارات أودي الفارهة التابعة لفولكسفاغن بنسبة 8.2’، بينما هوت مبيعات لكزس التابعة لتويوتا بنسبة 31.4′. ونجحت شركة مرسيدس بنز فقط في تحقيق مكاسب بعدما ارتفعت مبيعاتها بنسبة 2.7′ الشهر الماضي. وقفزت سيارات داتشيا الاقتصادية التابعة لشركة رينو بنسبة 17′ ما ساعد الشركة الفرنسية على تسجيل زيادة طفيفة في إجمالي مبيعات المجموعة. وهناك بعض النقاط المشرقة الأخرى في البيانات إذ أن اليونان والبرتغال اللتين تقعان في قلب أزمة ديون منطقة اليورو قد سجلتا ارتفاعا في أسواقهما للسيارات. ففي البرتغال، انتعشت تراخيص السيارات بنسبة 17.6’، كما سجلت اليونان زيادة بنسبة 2.2′. لكن في أيرلندا التي اضطرت أيضا إلى طلب برنامج إنقاذ من الاتحاد الأوروبي، انكمشت سوقها للسيارات الجديدة بنسبة 73.7′.