واشنطن: أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء تعليق المساهمة المالية الأمريكية في منظّمة الصحة العالمية، في قرار أثار موجة تنديد دولية.
ووجّه الرئيس الأمريكي لائحة اتّهام مطوّلة إلى المنظّمة الدولية، قائلا إنّ “العالم تلقّى الكثير من المعلومات الخاطئة حول انتقال العدوى والوفيات” الناجمة عن وباء كوفيد-19.
وأضاف ترامب الذي كان يتحدث من حدائق البيت الأبيض: “آمر اليوم بتعليق تمويل منظّمة الصحة العالمية أثناء إجراء مراجعة لتقييم دور منظمة الصحة العالمية في سوء الإدارة الشديد وإخفاء تفشّي فيروس كورونا المستجدّ”.
وأشار ترامب إلى دراسة “معمّقة جداً” يمكن أن تستمرّ بين ستين وتسعين يوماً.
President @realDonaldTrump is halting funding of the World Health Organization while a review is conducted to assess WHO’s role in mismanaging the Coronavirus outbreak. pic.twitter.com/jTrEf4WWj0
— The White House (@WhiteHouse) April 14, 2020
والولايات المتحدة هي أكبر مساهم في تمويل منظمة الصحة العالمية التي تتخذ من جنيف مقراً لها.
ولفت الرئيس الأمريكي إلى أن مساهمة بلاده في تمويل المنظمة كان يراوح بين 400 و500 مليون دولار سنوياً مقابل مساهمة الصين البالغة حوالي 40 مليون دولار “وحتى أقلّ”.
وأكدت بكين الأربعاء أنها دفعت 20 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية، في إشارة إلى هبة قدّمتها الصين للمنظمة في شهر آذار/مارس.
وانتقد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش بشدّة قرار ترامب معتبراً أنّ “هذا ليس وقت خفض موارد” منظمة دولية كهذه منخرطة في المعركة ضدّ وباء كوفيد-19.
وفي بيانه الذي اتّسم، على غير عادة، بنبرة حادّة، أوضح أنه بعد انتهاء الأزمة “سيكون هناك وقت” لفهم كيف نشأ المرض وتفشى.
وكان غوتيريش دافع في الثامن من نيسان/أبريل الجاري عن المنظّمة بعدما وجّه إليها ترامب وابلاً من الانتقادات.
من جهتها، أعربت الصين عن “قلقها الشديد” حيال القرار. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان إن “هذا القرار سيُضعف قدرات منظمة الصحة العالمية وسيقوّض التعاون الدولي ضد الوباء”.
بدورها، دانت ألمانيا القرار الأمريكي، معتبرة أن “اللوم لا يفيد” حالياً. وكتب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في تغريدة: “علينا العمل بتعاون وثيق ضد كوفيد-19”. وأضاف أن “أحد أفضل الاستثمارات هو تعزيز الأمم المتحدة وخصوصا منظمة الصحة العالمية التي ينقصها التمويل مثلا لتطوير وتوزيع معدات الفحص ولقاحات”.
كذلك، أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن “أسفه العميق” لتعليق المساهمة المالية الأميركية. وكتب بوريل على تويتر: “ليس هناك أي سبب يبرر” هذا القرار في وقت تُعتبر جهود منظمة الصحة العالمية “ضرورية أكثر من أي وقت مضى للمساعدة في احتواء وتخفيف (انتشار) الوباء العالمي”.
واعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد الأربعاء في تغريدة أن القرار الأمريكي “مؤسف للغاية”.
وقال ترامب إن “من واجب” الولايات المتحدة المحاسبة.
وأضاف: “لو أنّ منظّمة الصحّة العالمية قامت بعملها بإرسال خبراء طبيّين إلى الصين لتقييم الوضع على الأرض بشكل موضوعي وفضحت عدم شفافية الصين، لكان من الممكن احتواء تفشّي المرض في مهده مع عدد قليل جداً من الوفيات”.
وتابع: “لدينا مشاكل معهم منذ سنوات”.
وما أثار غضب ترامب بشكل خاص هو انتقادات منظمة الصحة العالمية لقراره في أواخر كانون الثاني/يناير، القاضي بمنع دخول إلى الولايات المتحدة المسافرين القادمين من الصين — وهو إجراء لا يزال يتفاخر به ترامب ويؤكد أنه أبطأ وصول الفيروس.
وقال ترامب إن “الصين دائماً على حقّ” في رأي منظمة الصحة العالمية.
(أ ف ب)