“القدس العربي”- (أ ف ب): بعد مضي أقل من ستة أشهر على توليه مهامه الرئاسية، يجد دونالد ترامب الذي واجه في الماضي سلسلة من الدعاوى والفضائح من إعلان الافلاس والطلاق مرتين، نفسه أمام أكبر معركة يخوضها حتى الآن وهي إنقاذ ولايته.
وتضع شهادة المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جيمس كومي أمام مجلس الشيوخ، الرئيس الأمريكي في وضع لا يحسد عليه. وبالنظر إلى المقاطع من الشهادة التي نشرت الاربعاء، فان مثول كومي سيشكل تحديا ينطوي على مخاطر كبيرة بالنسبة إلى الرئيس.
وكان ترامب تجاوز خلال حملته الانتخابية الفضيحة تلو الأخرى حتى عندما كان المراقبون يتوقعون أنها ستكون حاسمة، مستخدما أساليب غير معتادة من بينها تغيير الفريق بشكل مفاجئ.
بعد اقل من 150 يوما من ولاية رئاسية تطغى عليها ظلال قضية التدخل الروسي، لا بد من تبين ما اذا كان سلوك ترامب الانفرادي والعفوي سيعود عليه بالفائدة أو بالعكس في الوقت الذي تتراكم فيه الشبهات بانه عرقل القضاء وعندما بدأ البعض يتحدثون ولو من بعيد عن بدء اجراء لاقالته.
منذ عدة أسابيع يقاوم ترامب تراجع شعبيته والتحديات الرئاسية عبر التواصل الشخصي العفوي، واتخاذ مواقف متباينة مع ادارته ووضعه مستشارين مقربين منه في وضع تنافسي في ما بينهم.
وعزز إعلان ترامب صباح الاربعاء تعيين مدير جديد لـ”أ ف بي آي” الشعور بالضيق على خلفية شائعات تتكرر بانه يعد لتعديلات في اوساط المقربين منه.
وشكل الإعلان الذي قام به ترامب عبر تغريدة عند الساعة 07,44 مفاجأة لكثيرين بمن فيهم اعضاء في البيت الابيض. ومرت خمس ساعات قبل صدور بيان عن الحكومة يتضمن تفاصيل تعيين كريستوفر راي مديرا جديدا للاف بي آي.
وقال مصدر قريب من الملف إن ترامب لم يكلف نفسه عناء ابلاغ كبار المسؤولين في الحزب الجمهوري في الكونغرس خلال لقائه معهم في البيت الأبيض الثلاثاء.
ترامب “المغرد الصادم “
كما أثار موقف ترامب إزاء قطر التي تضم قاعدة جوية أمريكية كبرى صدمة لدى العديد من الدبلوماسيين والنواب.
وأعلن ترامب في سلسلة من التغريدات في وقت مبكر الثلاثاء تاييده للاجراءات العقابية بحق قطر والتي تتخذها السعودية ودول اخرى من المنطقة، في تدخل كان بمثابة صب الزيت على نار الخلاف المشتعل.
والاثنين قطعت السعودية والبحرين والامارات ومصر علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر في أخطر أزمة دبلوماسية في المنطقة منذ سنوات. وحذت دول أخرى حذوها.
التوتر واضح في “الجناح الغربي” للبيت الابيض حيث يجد مستشارو الرئيس أنفسهم مرغمين مرارا على الدفاع عن تصريحات أو أعلانات يقوم بها دون ابلاغهم أو تحضيرهم.
هل ما زال الرئيس يعتقد أن التغيرات المناخية خدعة؟ هل لديه ثقة في وزير العدل جيف سيشنز؟ امام هذه الاسئلة، يجد المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر نفسه يوما بعد يوم في موقف المضطر الى الاقرار بجهله.وباتت جملته “لم يتسن لي التشاور مع الرئيس حول الموضوع”، ردا نموذجيا له.
وسئل سبايسر هذا الاسبوع خلال لقائه اليومي مع الصحافيين حول قيمة التغيردات التي يقوم بها الرئيس، فرد قائلا “الرئيس هو رئيس الولايات المتحدة، (التغريدات) هي تصريحات رسمية لرئيس الولايات المتحدة.
وعلق جوليان سيليزر الاستاذ في جامعة برينستاون ان الرئيس “ليس منيعا” لأن “تراجع شعبيته الى ما دون 40% والتحقيقات الجارية وعدم اصداره اي قانون ملفت، كلها دليل على ضعفه”.
قبل دقائق فقط على نشر مجلس الشيوخ لمقاطع من الشهادة المدونة لكومي، كان ترامب يحاول رص الصفوف من سنسيناتي في اوهايو قائلا “لقد حققنا تقدما تاريخيا”.
أيا يكن الموقف من الخطوات الاولى لخليفة باراك أوباما في البيت الابيض، من المؤكد انه يجد نفسه معزولا للدفاع عن حصيلته المؤقتة في مرحلة يكون فيها معسكر بكامله مؤيدا لسيد البيت الأبيض.