إسطنبول ـ «القدس العربي» : اعتقلت السلطات التركية، أمس الأربعاء، العشرات من قادة الطائرات الحربية والمروحية والعاملين في سلاح الجو بتهمة الانتماء إلى تنظيم «غولن» في ضربة جديدة لقدرات سلاح الجو التركي الذي تدور شكوك واسعة حول قدراته الحالية عقب حملة التطهير الواسعة التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ محاولة الانقلاب يونيو/تموز عام 2016.
وأوقفت السلطات 63 شخصا بينهم 46 طيار مروحية في الخدمة العسكرية الفعلية وطياران سابقان و15 مدنياً، في إطار الاعتقالات المتواصلة بحق مشتبه بانتمائهم إلى تنظيم «غولن» وعلاقتهم بمحاولة الانقلاب.
هذه الخطوة جاءت بعد أيام من طلب مفاجئ تقدم به أوزكان أكغولاي، القائد المسؤول عن تحريك جميع الطائرات الحربية في سلاح الجو التركي، حيث طلب من رئاسة أركان الجيش الموافقة على إحالته للتقاعد، وهو ما أثار الشكوك حول خلفيات هذا الطلب.
والثلاثاء، كشفت صحيفة «يني شفق» التركية المقربة من الحكومة أن طلب أكغولاي إحالته إلى التقاعد جاء عقب فتح تحقيق بحقه حول ارتباطه بتنظيم «غولن»، مشيرة إلى أنه جرى اعتقاله منذ أيام وتجري معه تحقيقات واسعة حول مدى ارتباطه بالتنظيم.
الصحيفة بينت أن التحقيق مع القائد الكبير في سلاح الجو التركي جاء بعدما تمكنت الجهات الأمنية التركية من تأكيد إجراءه اتصالات مع أحد أبرز قادة محاولة الانقلاب عبر برامج التواصل الخاصة التي استخدمها الانقلابيون، وهي الطريقة الأبرز التي استخدمتها السلطات لملاحقة المشتبه بعلاقتهم بالتنظيم ومحاولة الانقلاب، إلى جانب شكوك بمساعدته في وضع خطة لتحركات ثلاث طائرات تزويد بالوقود تكفلت ليلة محاولة الانقلاب في تزويد الطائرات الحربية بالوقود في أجواء مدينتي إسطنبول وأنقرة».
وتوسعت الاعتقالات مجدداً مع الحديث عن وصول المحققين الأتراك إلى فك شيفرة شبكة اتصالات جديدة كان يستخدمها عناصر التنظيم من خلال الهواتف العمومية، وذلك بعد فك شيفرة برنامج «بايلوك» وهو تطبيق على الهواتف المحمولة جرى من خلال فك شيفرته توقيف آلاف من عناصر التنظيم.
ومنذ محاولة الانقلاب شنت السلطات التركية حملات اعتقال واسعة شملت عشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين، كما جرى إقالة قرابة 150 ألف موظف مدني وعسكري حكومي من وظائفهم في إطار الحرب على التنظيم.
لكن جانبا مهما من هذه الاعتقالات والإقالات، تمت بحق منتسبي سلاح الجو التركي بينهم عدد من كبار الضباط وعدد كبير من قادة الطائرات الحربية والمروحيات العسكرية المدربين وذوي الخبرة والتجربة في العمل العسكري، وهو ما ولد فراغاً كبيراً داخل هيكلية القوات الجوية التركية.
وفي محاولة لسد الفراغ الحاصل، دعت الحكومة، الطيارين السابقين والمتقاعدين إلى الالتحاق مجدداً إلى القوات الجوية، كما بدأت برامج تدريبية واسعة وسريعة من أجل توظيف طيارين جدد في سلاح الجو التركي، وسط انتقادات بضعف خبرة الطواقم الجديدة، وتراجع أداء سلاح الجو نتيجة لفقدانه جانب مهم من الطيارين ذوي الخبرة والتجربة. وتخشى أوساط تركية أن تؤدي هذه الإجراءات إلى ظهور مشاكل حقيقية في بنية وتركيب سلاح الجو التركي، وبالتالي قدراته على القيام بالمهام المنوطة به كما السابق، لا سيما وأن ذلك يترافق مع مواصلة صلاح الجو التركي عمليات واسعة ضد حزب «العمال الكردستاني» شمالي العراق، وتهديد أردوغان بالقيام بعملية عسكرية واسعة في منبج وشرقي نهر الفرات شمالي سوريا.
لا يوجد أصعب من الخيانة! الذي يخون مرةً, سيخون ألف مرةٍ!! ولا حول ولا قوة الا بالله
خطوات مؤلمه لكن ضروريه لكنس بقايا الحكم العسكري ومن يحن اليه في تركيا . هذه جزء من اعادة هيكله الدوله التركيه.
ليس كما حدث في الدول العربية ثورات غيرت راس النظام وبقي الجسم التنفيذي سليم يسيطر على الدوله لينقض لاحقا على كل من رفع صوته في حمله قتل وتعذيب مسعورة.