لندن ـ ‘القدس العربي’ تهدد الإنجازات التي حققها الجيش السوري في الاونة الاخيرة ما سبق وحققه المقاتلون المعارضون لبشار الأسد وسيطرتهم على مناطق حيوية قريبة من العاصمة دمشق.
ويهدد تقدم الجيش السوري بقطع خطوط الإمدادات عن آخر ‘معاقل’ المقاتلين في المنطقة.
ولم تقتصر خسائر المقاتلين على دمشق ففي ريف حلب وجوارها خسر المقاتلون معاقل مهمةـ وأعلنت جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ عن نفير عام لمواجهة تقدم الجيش النظامي.
وقد دفعت هذه الإنجازات في اهم مدينتين في سورية رئيس الوزراء وائل الحلقي للحديث يوم الخميس عن أن الجيش يتقدم نحو تحقيق النصر الحاسم، في الوقت الذي يحضر فيه الرئيس الأسد للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 الذي لم يتحدد بعد موعد انعقاده.
وترى صحيفة ‘نيويورك تايمز’ ان الإعلان المبكر عن ‘الانتصار’ قد يكون متعجلاً، خاصة ان طرفي النزاع أعلنا في مناسبات عدة عن معارك حاسمة وانتهت إلى حالة من الجمود وانسداد أفق المعركة.
وهذا لا ينفي تحقيق الأسد تقدماً على الساحة القتالية في الوقت الذي ظلت فيه الأمة السورية مفككة. فقد منع المقاتلين من التقدم نحو العاصمة حيث أعلنوا عن معركة دمشق والحسم والبركان في أكثر من مرة خلال العام الماضي، وها هو يعيد السيطرة على منطقة مهمة كانت تعين المقاتلين على مواصلة الحصار، واستطاع الأسد، سياسيا منع ضربة أمريكية عليه في آب (اغسطس) الماضي بعد تدخل روسي واتفاق مع إدارة الرئيس باراك أوباما للتخلي عن السلاح الكيماوي الذي تملكه سورية. ما ساعد الأسد أكثر هي مخاوف الغرب من الإقتراب اكثر وتسليح المعارضة السورية نظرا لصعود الجهاديين داخل صفوف المعارضة السورية.
ويظل الانجاز الجديد للأسد رهن التطورات في الأسابيع المقبلة وعندها سنعرف كما تقول الصحيفة إن كان ميزان المعركة قد انحرف لصالح الأسد أم لا، وسنعرف إن كانت الحكومة قادرة على حرف خطوط المعركة التي لم تتغير إلا بشكل هامشي خلال العام الماضي.
وتشير إلى أن التغير في أساليب الحرب التي استخدمها الجيش لم تؤد إلا إلى معاناة المدنيين الذين عانوا من سياسة حصار المناطق التي يحضر فيها المقاتلون، فقد اتهم النظام باستخدام سياسة الحصار لتجويع المواطنين وإجبارهم على الإذعان.
ويقول المقاتلون إن قوات الحكومة قد اقتربت من تطويق المقاتلين في منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك الفلسطيني.
خطوط ثابتة
وتشير الصحيفة إلى أن حي التضامن هو المكان الوحيد الذي لا تزال تتمترس فيه الميليشيات الموالية للحكومة وتواجه المقاتلين في خطوط جبهة ثابتة.
وفي زيارة لمراسل الصحيفة قال ضباط أنهم واجهوا المقاتلين وأقتضى منهم قتالهم إسبوعاً كاملاً لاجبارهم على التراجع مئة يارد بعيداً عنهم.
ويقول الضباط إنهم يتعاملون مع المقاتلين على قدر المساواة من ناحية الكفاءة والتسلح ولا خطط للجانب الحكومي في التقدم تجنباً لخسائر في صفوفهم وصفوف المدنيين. ونقل عن ضابط قوله ‘لا نريد مزيدا من الجرحى أو قنابل الهاون’.
وقال أبو سالم أن مهمته هي منع تقدم العدو بأي ثمن. وفي الوقت الذي ترك فيه لأعضاء الميليشيات حراسة هذه المواقع المتقدمة مع المقاتلين يقوم الجيش المدرب جيدا بمعارك حاسمة وأحياناً بمساعدة من مقاتلي حزب الله او المتطوعين الشيعة العراقيين والإيرانيين الذين يتجمعون في منطقة السيدة زينب، جنوب- شرق دمشق.
ويقول مقاتلون وضباط من داخل الجيش أن جزءاً من فشل الحكومة استثمار النجاحات الكثيرة التي يحققها النظام نابعة من الإستراتيجيات المتناقضة التي يتبناها النظام والتي تتراوح بين الداعين لوقف إطلاق نار وأخرون يدعون لمواصلة القتال وبطريقة أكثر شدة. وفي الوقت الذي تحاول فيه الحكومة إظهار نفسها بانها تسيطر على البلاد لكنها لم تمنع من تدفق اللاجئين الذين زادت معدلاتهم أربعة أضعاف، فيما ارتفعت أعداد القتلى من المدنيين وتدفق المتطوعون الشيعة للبلاد لدعم الحكومة، وقام الأكراد بإعلان إدارة مستقلة في شمال- شرق البلاد، فيما أعلنت الجماعات الجهادية إقامة إمارات شبه مستقلة.
وتقول الصحيفة إنه حتى لو حافظت على انتصاراتها فلن يكون هناك حل سريع للأزمة مشيرين إلى أن الحكومة تعهدت بعد معركة القصير في أيار (مايو) وبدعم من حزب الله، توقع الكثيرون تقدم القوات الحكومية في حمص وحلب لكن هذا لم يتحقق.
وحتى القصير لا تزال منطقة عسكرية هجرها سكانها وتحرسها قوات الحكومة بمساعدة من حزب الله. ونفس الأمر ينطبق على وضع الحكومة في دمشق حيث كان يتوقع تقدمها بعد الهجوم الكيماوي لكن لم يتحقق هذا إلا بعد أشهر وبشكل محدود.
كما وأعلنت الحكومة ومؤيدوها عن معركة القلمون التي ستؤمن الطريق للبنان والساحل السوري.
وعلى الرغم من بعض المناوشات في المنطقة إلا ان السيطرة على المنطقة الجبلية ستكون اصعب من دخول مدن وبلدات مثل القصير.
وبالنسبة للشمال فقوات الحكومة تسيطر على طرطوس واللاذقية لكنها لم تكن قادرة على رد المقاتلين في الجبال قرب الحدود التركية. وفي هذه المناطق فلا الحكومة ولا المعارضة بقادرة على السيطرة على تدفق الجهاديين الأجانب الذين أصبحوا عدوا للطرفين.
ونقلت عن مهرب من أعزاز قوله أنه أدخل مقاتلين اجانب من العالم الإسلامي وأوروبا مقابل 3 آلاف على الرأس الواحد حيث نقلهم من خلال رشوة القوات الحكومية حتى منطقة حمص.
وبالنسبة للمواطنين الذين ألفوا الإستماع للانتصارات من الجانبين قالوا أنهم لم يعودوا يصدقون أي طرف، وأضافوا أنهم مهتمون أكثر بارتفاع الأسعار واستمرار انقطاع التيار الكهربائي وتزايد نقاط التفتيش وقلة مياه الشرب، والتضخم ونقص أنابيب الغاز.
تحصين دمشق
وتناولت صحيفة ‘واشنطن بوست’ نفس الموضوع حيث ركزت على التقدم الذي حققته القوات الحكومية في مناطق دمشق الذي رأت فيه زيادة ضغط على قوات المعارضة.
وقالت انها ستؤدي لتعقيد جهود القوى الغربية لإقناع المعارضة المشاركة في مؤتمر جنيف-2 .
وقالت أن خمس بلدات سقطت في يد القوات الحكومية جنوب دمشق خلال الأيام العشرة الاخيرة.
وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم أن المعارضة لن ترضى بالمشاركة في مؤتمر وهي في حالة ضعف خاصة أنها وضعت شروطا على المشاركة تطالب برحيل الأسد وعدم مشاركة من لوثت أيديهم بدماء السوريين.
ويرى متحدث باسم مجلس المعارضة في دمشق، مصعب أبو قتادة إن الحكومة تقوم بالتصعيد كلما تضافرت الجهود الدبلوماسية الدولية.
ونقلت الصحيفة عن باحث في معهد بروكينغز، قوله إن الحكومة تشعر بأنها اصبحت تسيطر على دفع المعركة، وتهدف من هذا التقدم لتحصين دمشق ومواصلة ضرب قواعد المقاتلين في الشمال.
تركيا والجهاديون
وفي مقال آخر تحدثت فيه الصحيفة عن جهود الحكومة التركية التي تقول إنها غضت الطرف عن نشاطات الجهادية، في مواجهة تدفق المتطوعين الأجانب حيث ظلت الحكومة متساهلة مع مرور آلاف المتطوعين من العالم الإسلامي لسورية لاعتقادها أي الحكومة التركية ان المتطوعين سيسرعون بنهاية النظام السوري.
وقد استدعى صعود الجهاديين الحكومة التركية لاتخاذ إجراءات حاسمة قبل أن يصل إليها خطرهم، ذلك أن وجود القاعدة على الحدود مع تركيا سيهدد دول الناتو.
وترى الصحيفة ان صعود الجهاديين في شمال سورية يظهر الكيفية التي أخطأت فيها تركيا حساباتها فيما يتعلق بجهودها للإطاحة ببشار الأسد.
وتقول الصحيفة ان الأسد في دمشق لم يظهر أي إشارات عن التراجع أو أصبح على حافة الإنهيار، وتركت انقرة وبعد قرار أوباما عدم توجيه ضربة عسكرية لسورية وحيدة لتواجه آثار سياستها في سورية.
ونقلت عن مسؤول تركي قوله ‘لم تكن تركيا تتوقع هذه النتيجة’، فيما يقول نقاد ان تركيا يجب لوم نفسها لأنها شجعت على هذا الوضع. وتقول الصحيفة أن أوباما عنف طيب رجب أردوغان عندما التقيا في واشنطن في أيار (مايو) بسبب عدم اتخاذ الاجراءات اللازمة لتقييد حركة الجهاديين لسورية، وسيطرح هذا الموضوع في أثناء زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو لواشنطن اليوم.
وتقول الصحيفة إن معظم المقاتلين الجهاديين دخلوا سورية عبر تركيا، حيث وصلوا اسطنبول ومنها سافروا بالخطوط المحلية الى المدن الجنوبية.
ويمكن التعرف عليهم بحقائبهم ولحاهم غير المشذبة حيث كانوا ينزلون في فنادق إن كان لديهم مال او يقيمون في بيوت آمنة حتى يتيسر نقلهم إلى سورية.
التهريب سهل
ونقلت عن سوري يعيش في بلدة كلس التركية الحدودية إن عملية التهريب ‘سهلة جداً’، وزعم محمد أنه ادخل العشرات من المتطوعين لسورية خلال الثمانية اشهر الماضية منهم شيشان وسودانيون وتونسيون وكنديون.
وقال ‘ مثلاً أحدهم جاء من تونس، حيث سافر إلى المطار الدولي يلبس ملابس جهادي، ولديه لحية جهادية، ويستمع إلى أغان جهادية على هاتفه النقال’، مما يعني حسب محمد أنه بإمكان الحكومة التركية منعهم من التحرك في البلاد او حتى دخولها لكنها لم تفعل. ولا تتهم تركيا بكونها تتسامح مع حركة الجهاديين بل ووجه إليها بعض قادة المعارضة بتدريبهم ونقلهم لداخل سورية.
وهناك شائعات كثيرة حول حافلات مليئة بالمقاتلين الجهاديين الذين أرسلتهم تركيا لمواجهة الأكراد الذين أعلنوا حكما مستقلا في مناطقهم. وزعم مقاتلون أجانب القى الأكراد القبض عليهم انهم تدربوا على يد مدربين أتراك وان هؤلاء يعملون داخل معسكرات المقاتلين السوريين في شمال سورية، وهو ما يزعمه صالح مسلم، زعيم الإتحاد الكردي الديمقراطي، ويقول ‘ساعدت تركيا الجهاديين مباشرة وبشكل واضح’.
وهو ما تنفيه بشكل قاطع الحكومة التركية التي تقول أن الأزمة السورية أضافت عليها أعباء كثيرة مما جعلهم يتجاوزون التدقيق في المسافرين، ونقلت عن المسؤول قوله ‘لا أعتقد أن احداً فعلها عن قصد’، مشيراً إلى صعوبة تحديد هوية الجهادي، كما أن نظام التأشيرة سهل، وأضاف ‘ الآن، أعتقد أن كل شخص اكتشف المشاكل التي جلبها هؤلاء المتطرفون’، ففي النهاية لا يمكنك العمل معهم أو الإعتماد عليهم للإطاحة بالأسد.
وترى الصحيفة نقلاً عن مسؤول قوله إن الحكومة الآن تقوم بإعادة النظر في سياستها ‘وتعديلها’ فهي لن تتوقف عن المطالبة برحيل الأسد ولن تنتظر انتصار الجهاديين، بل ستحاول إيجاد سياسة جديدة تحقق أهدافها في سورية.
وقد حاول أردوغان تخفيف لهجته التي اتسمت بالتشدد تجاه سورية وقام بالتحاور إلى بعض الأصدقاء الذين أهملهم منذ بداية الأزمة في إيران والعراق.
كما قامت السلطات التركية باتخاذ إجراءات لمراقبة الحدود حيث تم اعتراض شاحنة محملة بـ 1200 مقذوفة صاروخية كانت في طريقها للمقاتلين، وقامت قوات الأمن بسلسلة مداهمات على بيوت آمنة للقاعدة في جنوب تركيا، واسطنبول، وتم اعادة قادمين لتركيا عبر الحدود السورية وليس المطار.
یوما بعد یوم ستسیر میزان المعرکة لصالح الاسد
فشل رجب طيب أردوغان في مواجهة اسراءيل بعد ان قتل سلاح البحرية الإسرائيلي ٩ مواطنين أتراك و فشل في كسر الحصار علي حماس كما فشل في إنقاذ صديقه من جماعة الإخوان المسلمين في مصر من الثورة الشعبية التي أطاحت به و اعلن الحرب علي الفريق عبد الفتاح السيسي كما فشل في إطاحة حكم الرءيس السوري بشار الأسد بعد ان وضع كل ثقله في إطاحة حكم الرءيس السوري و إعادة سوريا الي الحكم التركي كما في عهد الدولة العثمانية و فشل في محاولة منع قبرص من التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط مع اسراءيل و فشل في دفع اليونان الي تقديم تنازلات للأتراك كما اعلن الحرب علي الصحافيين في بلاده لدرجة أعلي نسبة صحافيين معتقلين في العالم في تركيا و بلا محاكمات !