بغداد ـ «القدس العربي»: أعلنت وزارة الدفاع التركية، قتل 3 عناصر في منطقة كارة شمالي العراق، ينتمون إلى حزب «العمال الكردستاني» الذي كشف موقع بريطاني أنه يمتلك مصانع للطائرات المسيرة شمال العراق.
وقالت في بيان لها، إن القوات التركية تواصل عملياتها الهادفة إلى «القضاء على الحزب في منابعه» وفي هذا الإطار، تمكنت القوات التركية من تحييد 3 عناصر من الحزب في منطقة «كارة».
وأكد البيان أن العمليات العسكرية التركية «متواصلة في المنطقة».
يتزامن ذلك مع كشف موقع «ميدل إيست» البريطاني، عن امتلاك حزب «العمال الكردستاني» مصانعاً للطائرات المسيرة شمال العراق لاستخدامها ضد التوغل التركي.
وقال الموقع في تقرير له، إن «هناك مصانع صغيرة تم إنشاؤها من قبل حزب العمال الكردستاني شمال العراق، تقوم بتصنيع وتجهيز الطائرات المسيرة بعد استيراد قطعها الأساسية من أوروبا» مبيناً أن «بعض تلك المصانع تم رصدها في المناطق الممتدة بين السلمانية وجبال قنديل، حيث تنتج طائرات مسيرة حديثة تستخدمها قوات الحزب لاستهداف التواجد التركي في الشمال، والذي أثار ضجة واسعة بعد نصبه قواعد عسكرية دائمة وإدخاله عددا كبيرا من القوات».
وأضاف أن «حزب العمال يقوم أيضا بإنتاج ذخائر متطورة يستخدمها لاستهداف مخازن الذخيرة للقوات التركية داخل العراق» مشيراً إلى أن «القطع الأساسية لتلك الطائرات يتم استيرادها من أوكرانيا وجورجيا وإيران».
في حين، دعت عضو مجلس النواب العراقي، رئيسة كتلة «تيار الفراتين» النيابية، رقية النوري، أنقرة إلى حوار دبلوماسي بهدف حل المشاكل الأمنية المشتركة، فيما عبّرت عن رفضها للعمليات التركية العسكرية الجارية في شمال العراق، و«المساس» بالأراضي العراقية.
حزب السوداني يدعو أنقرة لحوار دبلوماسي لحل المشاكل الأمنية المشتركة
وقالت النوري التي تنتمي للتيار الذي يتزعمه رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، في تصريح أورده مكتبها الإعلامي، «نجدد تأكيدا على رفض التوغلات العسكرية التركية والمس بالأراضي العراقية تحت أي ذريعة» مطالبة تركيا بـ«مراعاة مبادئ حسن الجوار والتنسيق الدبلوماسي مع الحكومة العراقية في القضايا الأمنية».
حل القضايا الأمنية
ودعت الى «الركون للدبلوماسية لحل القضايا الأمنية المشتركة، وضرورة التنسيق الأمني واحترام السيادة العراقية».
ومساء الأربعاء، أعلن المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقية، رفضه التوغل التركي في العراق.
ووفق الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، في بيان صحافي ترأس السوداني، اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني، جرت فيه «مناقشة أهم الموضوعات والمستجدات الأمنية، كما تمّ بحث القضايا المطروحة في جدول الأعمال واتخاذ القرارات والتوجيهات اللازمة بشأنها».
وتناول المجلس «موضوع التدخلات والخروقات التي تمارسها القوات التركية في المناطق الحدودية المشتركة، حيث تمّ التأكيد على رفض التوغّل العسكري التركي، والمساس بالأراضي العراقية» مشيرا إلى أن على «تركيا مراعاة مبادئ حسن الجوار، والتعامل دبلوماسياً مع الحكومة العراقية، والتنسيق معها تجاه أي موضوع يتعلق بالجانب الأمني».
ووجه رئيس مجلس الوزراء بـ«إرسال وفد برئاسة مستشار الأمن القومي إلى إقليم كردستان العراق؛ من أجل الاطلاع على الأوضاع العامة، والخروج بموقف موحد من هذا الموضوع الذي يمسّ السيادة العراقية».
ودعا المجلس جميع الأطراف والقوى الوطنية الى «مساندة موقف الحكومة في هذا الأمر» مجدداً «الموقف العراقي المبني على الدستور والقانون، الذي يمنع الاعتداء على أراضيه، أو استعمال الأراضي العراقية لتكون منطلقاً للاعتداء على دول الجوار».
وأمس، وصل مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، على رأس وفد أمني رفيع إلى مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، بناءً على توجيه السوداني لبحث التنسيق الأمني وما تمخض عن اجتماع مجلس الأمن الوطني الأخير.
واستقبل رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني الأعرجي، وجرى بحث مخرجات اجتماع مجلس الأمن الوطني الأخير، حسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لمستشار الأمن القومي.
وعلى مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، أقامت تركيا عشرات القواعد العسكرية في كردستان العراق لمحاربة الحزب الذي يقيم في هذه المنطقة قواعد خلفية.
ويعلن الجيش التركي بشكل متكرّر تنفيذ عمليات عسكرية جوية وبرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ومواقعهم شمالي العراق. ودفع هذا الأمر الحكومة العراقية المركزية إلى الاحتجاج مرارا.
اندلاع حرائق
وفي الأسابيع الأخيرة، أفادت وسائل الإعلام المحلية العراقية عن زيادة في الضربات التركية، مما أدى إلى اندلاع حرائق عديدة في المناطق الحدودية.
وذكرت بعض التقارير أن القوات التركية أنشأت مواقع جديدة في الإقليم الكردي.
وفي مارس/ آذار، بعد زيارة قام بها مسؤولون أتراك للعراق، صنفت بغداد حزب العمال الكردستاني «منظمة محظورة». وتطالب أنقرة الحكومة العراقية، بممارسة دور أكبر في مكافحة هذه الحركة.