أنقرة – الأناضول: تترقب تركيا نتائج أعمال التنقيب عن الغاز الطبيعي شرقي المتوسط، حيث أرسلت مؤخرًا سفينتين متخصصتين لهذه المهمة هما «فاتح» و»ياووز» وذلك في إطار تعاون وتنسيق مع جمهورية شمال قبرص التركية.
ويعقد البلدان آمالًا عريضة على النتائج، إذ من شأنها تقليل فاتورة الطاقة، وصولًا إلى التصدير، فضلًا عن المكاسب الاستراتيجية وتوسيع دائرة الاستثمارات والشراكات، وهو ما يتطلب تفاهمات أوسع نطاقًا، تصطدم حاليًا بمعوقات قبرصية وأوروبية، كما ترى أنقرة.
وتجري بين أنقرة وبروكسل نقاشات مكثفة في هذا الإطار، إذ كشفت مصادر دبلوماسية في الخارجية التركية الإثنين، أن الوزير مولود تشاووش أوغلو وممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديركا موغريني، بحثا في اتصال هاتفي مستجدات الأوضاع في شرق البحر المتوسط. ولاحقًا، أعلنت موغريني أن وزراء خارجية الاتحاد بصدد بحث الملف، وبحث خيارات «تقييد» أعمال تركيا، بحجة ضرورة وجود توافق مع الأطراف الإقليمية بهذا الشأن رغم تأكيد الأخيرة المتكرر أن سفنها تُنقب في الجرف القاري للبلاد، وستواصل ذلك.
يُشار إلى أن قبرص التركية اقترحت على إدارة الشطر الجنوبي، مؤخرًا، تشكيل آلية تعاون مشتركة في هذا الإطار، إلا أن أنقرة تؤكد عزمها المضي قدمًا حتى وإن قوبل المقترح بالرفض.
وخلال الأيام الماضية، ناقش تشاووش أوغلو مستجدات شرقي المتوسط مع نظرائه السلوفاكي ميروسلاف لاجاك، والقرغيزي جنكيز أيداربكوف، والسلوفيني ميرو سيرار، والروماني ثيودور فيوريل ميليسكانو، والمالطي كارميلو أبيلا.
وكان وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز قال إن سفينة «ياووز» للتنقيب، وهي الثانية من نوعها، تعمل بموجب رخصة حصلت عليها أنقرة من جمهورية شمال قبرص التركية.
وأضاف دونماز أن برنامج تنقيب السفينة سيستمر 3 أشهر، وذلك في منطقة «كارباز» قبالة شمال قبرص، على أن تعلن عن النتائج قريبًا.
وتابع أن فريقًا من الخبراء نفذ عددًا من الدراسات والأبحاث الزلزالية في المنطقة، وحدد بموجبها موقع كارباز لإجراء عملية التنقيب.
إلا أن الوزير التركي أكد أنه «من المبكر الحديث عن وجود الغاز هناك قبل القيام بأعمال الحفر والتنقيب». يُشار إلى أن سفينة «فاتح» انطلقت نحو شرقي المتوسط في أكتوبر/تشرين الأول 2018، ولحقت بها «ياووز» نهاية يونيو/حزيران الماضي.
لفت دونماز إلى أن بلاده تتمتع بشراكات واسعة في قطاع الطاقة، وتنفذ العديد من المشاريع، بما في ذلك إنشاء مفاعلات نووية.
ومن شأن تلك المشاريع تحويل تركيا إلى بلد مصدر للطاقة، ومركز لتوزيعه، سيما وأنها تشكل ممرًا مهمًا لموارد الطاقة من روسيا والقوقاز ووسط آسيا والشرق الأوسط إلى أوروبا.
وأشار الوزير إلى أن الصين، التي زارها رفقة الرئيس رجب طيب أردوغان مطلع يوليو/تموز الجاري تعد من أهم شركاء البلاد في هذا الإطار.
وأضاف أن أردوغان ونظيره شي جين بينغ أكدا على ضرورة الاستمرار في تعزيز العلاقات التجارية، والاقتصادية، والثقافية، بين البلدين.
وتابع: «تصدر تركيا كميات كبيرة من المعادن إلى الصين، ومن جانب آخر، نفذنا الكثير من الاستثمارات المشتركة في مجال الطاقة في السنوات الأخيرة». وأوضح أن البلدين يعملان على إعداد تقرير أولي لإنشاء محطة للطاقة النووية في تركيا، وأن المحادثات بهذا الشأن بدأت قبل عام، وينتظر أن يكون المشروع من بين الأضخم على مستوى المشاريع المشتركة.
وفي السياق ذاته، لفت الوزير إلى أن البلدين تجمعهما اتفاقية تعاون في مجال الشبكات الذكية.
وقال: «حظينا في بكين بفرصة إعادة النظر في الاتفاقية وتحديث خارطة الطريق بهذا الشأن، وسنقوم بمشاركة القرارات الجديدة مع القطاع المعني قريبًا». كما أشار إلى وجود اتفاقية تعاون أخرى مع شركة المنشآت الكهربائية وخدمات الهندسة الصينية «ELTEMTEK»، حول التعاون في تطوير الشبكات الذكية في تركيا.