تركيا ليست جمهورية موز

حجم الخط
50

جون كيري وزير الخارجية الامريكي يتردد كثيرا على تركيا هذه الايام لعدة اسباب، ابرزها التنسيق حول الملفين السوري والايراني، ومحاولة اقحام تركيا في عملية السلام بين العرب والاسرائيلييين.
قبل ايام توقف كيري في اسطنبول للمشاركة في اعمال لقاء اصدقاء سورية، وبحث كيفية دعم المعارضة السورية المسلحة بالمال والاسلحة الدفاعية، ومحاولة التأكد من عدم وصول اي معدات عسكرية متطورة الى الجماعات الجهادية وجبهة النصرة التي اعلنت ولاءها لتنظيم ‘القاعدة’ على وجه الخصوص.
التنسيق في الملف السوري يسير على ما يرام بين البلدين الحليفين، لكن ما عكر صفوه اعلان الوزير الامريكي، وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي عن رغبة بلاده في تأجيل الزيارة التي ينوي القيام بها رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي الى قطاع غزة، وهي الزيارة التي كان من المفترض ان تتم قبل ذهاب السيد اردوغان الى واشنطن للالتقاء بالرئيس الامريكي باراك اوباما قبل نهاية هذا الشهر.
الاتراك شعروا بالاهانة من جراء هذا التدخل الامريكي غير الدبلوماسي في شأن سيادي داخلي، وعبر عن هذا الشعور بولنت ارينيتش نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة عندما قال في تصريح رسمي ان هذا الطلب من كيري ‘غير سليم دبلوماسيا’.
السيد ارينيتش قال للصحافيين غاضبا ‘اننا لا نتلقى تصريحا او ضوءا اخضر من اي كان لان حكومتنا هي التي تقرر الى اين ومتى يسافر رئيس الوزراء او اي مسؤول تركي’.
هذا الغضب التركي الذي جرى التعبير عنه بطريقة دبلوماسية مهذبة مبرر ومفهوم، فتركيا دولة اقليمية كبرى قدمت الكثير من الخدمات للولايات المتحدة الامريكية، وللوزير كيري على وجه الخصوص، عندما تجاوبت مع وساطته وقبلت الاعتذار الاسرائيلي عن استشهاد تسعة من النشطاء الاتراك كانوا على متن السفينة مرمرة على يد مجموعة كوماندوز بحرية اسرائيلية، ولهذا لا تستحق منه اي كيري، هذا التدخل السافر في شؤونها الداخلية السيادية.
السؤال الذي يجب ان توجهه الخارجية التركية الى وزير الخارجية الامريكي وحكومته، عما اذا كان مقبولا من قبلهما اذا ما طلبت تركيا من الرئيس الامريكي باراك اوباما او وزير خارجيته او حتى دبلوماسي امريكي صغير، عدم زيارة تل ابيب حتى تعتذر اسرائيل رسميا عن جريمتها في حق النشطاء الاتراك الراغبين بكسر الحصار التجويعي الظالم على قطاع غزة؟ وكيف سيكون الرد الامريكي في حال التقدم بمثل هذا الطلب؟
كنت اتمنى شخصيا لو كان الرد التركي على هذه الاهانة الامريكية اكثر قوة، مثل تأجيل زيارة السيد اردوغان الى واشنطن، او استدعاء السفير الامريكي في انقرة والاحتجاج رسميا له على اقل تقدير، ولكن لم يحدث ذلك.
يجب ان تفهم الادارة الامريكية ان طريقتها في التعامل مع دول اسلامية وعربية في حجم تركيا على انها جمهوريات موز يجب ان تتوقف وفورا، وان عليها الاعتذار رسميا لتركيا وحكومتها وشعبها على تصرفها غير الدبلوماسي الذي اقدم عليه وزير خارجيتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فارس زهير:

    بل هي جمهورية موز وهي تابعة وخاضعة لامريكا ولاتستطيع ان تقول لا لامريكا بل حت وزير خارجيتها تابع لقطر ماديا وقد استطاعت قطر ان تتحكم به من خلال استدعائه ايام مؤتمرات المعارضة السورية للدوحة مرتين خلال يومين وكان رئيس وزراء قطر يتكلم معه كانه موظف عنده , تركيا مواقفها دائما انتهازية مع العرب وتاريخها معروف مع العرب وكيف كان الاستعمار التركي البغيض لم يقم ببناء لامدرسة ولامشفى ولاجامعة في الدول التي احتلتها , وسؤالي الى جريدة القدس العربي التي نحترمها لماذا لم تقول رايها بالتدخل التركي السافر في سوريا !؟ والكل يعرف انه لولا هذا التدخل وفتحها لحدودها امام كل ارهابي العالم والسماح لهم بالدخول الى سوريا بل وتدريبهم ومدهم بالسلاح لما وصلت الامور الى هذا الحد من الماسي الدموية في سوريا الحبيبة عسا ان يكون المانع خير ياقدس ياعربية ؟

  2. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم.عنجهية امريكا غير المبررة تجاه تركيا يجب ان تقابل بما تستحق من احتقار وازدراء من كل شرفاء الامة العربية الاسلامية ومجاهديها ومن كل احرار العالم.وعلينا ان لا ننسى محاولات عباس لالغاء هذه الزيارة خدمة للمخططات الصهيوامريكية المعادية وبشراسة لكل تطلعاتنا للحرية والتحرير واستقلال القرار،وعباس لا يملك ان يتصرف خارج نطاق هذ المخططات والا لن يجد رواتب للجيش الجرار من موظفيه وقوات امنه.امريكا تتصرف في منطقتنا بعمى وبله قل نظيره،فهي تسخر كل امكانياتها لخمة الاطماع والجشع الصهيوني قي فلسطين وما حولها وتجر الى حروب لا ناقة لها فيها ولا بعير وانما تقودها اللوبيات الاسرائيلية في امريكا الى حتفها بظلفها.هذه اللوبيات لا تعبأ بالخسارة الامريكية في جميع المجالات،الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية ما دام ذلك في خدمة الكيان اللقيط ومهما كانت درجة مصادمته للمصالح الامريكية الحقيقية.وامريكا في طريقها الى الانهيار ما لم تنزع نفسها من النفوذ الصهيواسرائيلي في سياستها تجاهنا وتراعي مصالحها الحقيقية لا مصالح اسرائيل غير المنطقية.واذا وصلت سياسة امريكا الى هذه القناعة فانها ستعمل على اصلاح الغلطة التاريخية التى ارتكبها الغرب الصليبي بقيادة بريطانيا بخلق اسرائيل على حساب حقوقنا في فلسطين.وهذه القناعة لا تفيد امريكا اذا لم تعمل على تصفية كيان اسرائيل الغاصب سلميا وترجع الغزاة كل الى بلده التي غزا منها فلسطين.وهذا كفيل بنزع فتيل الاضطرابات والقلاقل ليس من منطقة الشرق الاوسط فقط،بل ومن العالم كله.

  3. يقول مفيد الرياحي:

    بصراحة الأستاذ عبد الباري: هل كان لأردوغان أن يفكر مجرد التفكيرفي زيارة غزة لولا موافقة إسرائيل؟! لن تسمح أمريكا لأردوغان في هذه المرحلة الحساسة أن يتهور و يفعل أي شيء إلا بما أنيط له القيام به من دور العراب للمشروع الأمريكي في المنطقة..

  4. يقول عربي حر:

    نعم تركيا ليست بجمهوريه موز ولكنها جمهوريه فستق حلبي صنعتها جمعيه تركيا الفتاه الصهيونبيه الماسونيه وبالتعاون مع لورنس العرب رجاء ان ترجعوا للتاريخ

  5. يقول سامي حدادين:

    ممكن بس حد يفهمني من وين لا وين تركيا صارت دولة إقليمية كبري؟ بأمارة شو؟
    بأمارة إن دول الإتحاد الأوروبي رفضت وترفض رفض تام إن يكون لتركيا “شرف الإنضمام له” رغم وساطات أمريكة المتواصلة بلا طائل، ولا بأمارة إن إسرائيل وجهت إليها الإهانات مرات ومرات بعد أن قتلت مواطنيها وبدون تردد علي المركب مرمرة دون أن تحرك ساكن، ولا بأمارة أن سوريا أسقطت لتركيا بدل الطائرة إثنين، وحاولوا بكل يأس أن يخففوا من من فداحة خطأهم وسوء تقديرهم بالإحاء بأنه قد تم إسقاط طائرة واحدة فقط، ولا بأمارة إن حزب العمال جرعهم كأس المزلة مرات ومرات علي مدي سنين طويلة وويستطيع أن يجرعهم نفس الكأس وقتما أراد، كل هذا ولم نري من الأتراك الأشاوس سوي الجعجعات الفارغة والولولات والعويل والتهديد والوعيد الذي كان دائما أجوف وبلا طائل! ولا يمكن يكون بسبب مؤامراتها الوقحة وتطاولها علي سوريا وفي نفس الوقت تسرخ طلبا للناتو لحمايتها؟؟ ا.

  6. يقول ابو علي عراقي من استراليا:

    امريكا تصورت تركيا كجمهوريات الموز العربيه من المحيط للخليج فنسيت نفسها ولكن الصديق التركي بالاخر متفهم قد يتكلم او يعارض او حتى يعاند لكنه بالاخر حلقه منسقه مع الصهاينه والامريكان في المنطقه فسياسات تركيا بالاخر هي منسجمه مع طموحات الغرب والصهاينه بقضيه سوريا والقواعد الغربيه في تركيا والتعاون العسكري مع الصهاينه ومع المجموعات المسلحه في سوريا اما زوبعه الفنجان هذه فلا تؤثر على الحبايب كل ما في الموضوع ان العرب يتم التحكم بهم بلغه يجب التعبير بعبارت مغايره لتركيا او غيرها

  7. يقول ياسين نهشل:

    ضروري يحشرو انفسهم بكل صغيره وكبيره

  8. يقول yalko cpo:

    من , تركيا بلد الموز وأم الموز وأبو الموز ولاح ياكلوا قريبا موز . نقول هذا من خبرتنا في حياة السياسة يوم عليك ويوم على غيرك ة .

  9. يقول الشريف الحسني النمساوي:

    والله لازم تفهموا انتوا ياعرب ان امريكا هي من يملي والكل يطييييع ، تركيا مثلها تماماً مثل ليبيا او السعودية او جزرالقمر ، لكنكم تنفخون في رماااد اسمه ارطوغان

  10. يقول سامح // الامارات:

    مع احترامي لتقرير قدسنا العربي وصدق محتواه ونواياه : إلاّ أنني ما أراه
    أنّ العلاقة بين ( تركيا وأمريكا ) متينة جدا وحادثة بسيطة مثل ما حصل لن
    يعكرها وسوف تعتبرها تركيا ( زوبعة في فنجان ) .
    زد على ذلك : وعلى رأي المثل الشعبي ( كلام الحبيب زبيب ) :
    وتركيا وأمريكا ( حبايب ) …؟؟؟
    في الواقع وكما أراه : تركيا وأمريكا تتشابك مصالحهما وتتكامل لدرجة
    يصعب على أي منهما التنافر والزعل من الآخر .
    أمريكا : بحاجة لتركيا في الملفين ( السوري والإيراني ) ويمكن إضافة
    ( ملف حماس ) وبسط النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط
    بشكل عام .
    تركيا : بحاجة لأمريكا ( كثقل ) لمواجهة أي تهديد ايراني أو روسي
    مستقبلا . وبحاجة لأمريكا للضغط على الأوروبيين في ملف قبولها
    للإنضمام إليهم وبحاجة لأمريكا لتشكو لها عجرفة اسرائيل وتصرفاتها
    الحمقاء إتجاه تركيا .
    بالإضافة الى العلاقات الإقتصادية المتينة بينهما … وشكرا .

1 2 3 4 5

إشترك في قائمتنا البريدية