القاهرة ـ «القدس العربي»: اهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 22 نوفمبر/تشرين الثاني بنشاط الرئيس السيسي في الداخل والخارج وتسليط الضوء على المشروعات التي يجرى افتتاحها، وجهود الحكومة في الخروج من عنق الزجاجة، والبحث عن عبور آمن من شبح الأزمات الاقتصادية.
محمد علي يثير الزوابع من جديد وحفلات الترفيه في السعودية تجلب السخط على الرياض
وأسفر تواتر حفلات المطربين والفنانين التي تعقد في المملكة العربية السعودية عن حالة من الصخب، تجاوزت أوساط الرأي العام لتصبح مثار جدل واسع يين الكتاب، ومن المدهش أن الاعتراض على تلك الحفلات لم يتوقف فقط عند صفوف السلفيين أو المحافظين، بل عرف طريقه نحو مختلف التيارات. وأمس تجاوز جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون» الكاتب المعروف برصانته كل الخطوط الحمر في الحديث عن السعودية: «لا يمكن أن تكون السعودية هي حفلات الرقص والمجون والفجور التي انتشرت على بعد أمتار من الحرم الشريف، ولا رسائل التصهين برعاية رسمية، التي وصلت حد الدعاء لإسرائيل بالنصرعلى أهل فلسطين، ولا هي عصابات خطف الصحافيين وتقطيع جثثهم في السفارات، ولا هي استعلاء السفلة والشبيحة ومحترفي البذاءات و«فئران البلاعات» على أهل الفضل والعلم والدين، المملكة أرض الحرمين وموطن دعوة التوحيد، وستعود لأهلها يوما ما، كما سيعود «الفئران» إلى البلاعات التي اختفوا فيها من قبل». أما طه خليفة الكاتب في «المصريون» فاكتشف أن ثمن التذكرة في حفل أحلام في السعودية وصل إلى 18 ألف ريال (حوالي 5 آلاف دولار- أي 80 ألف جنيه مصري). وعقب قائلاً: أزعم أن أينشتاين لو عاد للحياة، وقرر إلقاء محاضرة في المملكة، أو في غيرها من البلدان العربية، فلن يذهب إلا القليل جداً، وعلى مضض. وبسبب انسداد الأفق السياسي طغت المعارك الفنية على صحف أمس الجمعة، فمن القضايا التي اهتمت بها الصحف قرار الممثلة صابرين خلع الحجاب. ومن معارك أمس الفنية كذلك، توجيه سما المصري رسالة إلى الفنانة رانيا يوسف بعد ظهورهما في مهرجان القاهرة السينمائي، وقالت، «معلش بقى يا رانيا ريحي على جنب، خطفت منك التريند من امبارح لحد دلوقتي.. أشوفك السنة الجاية بقى.. مصممين الأزياء يتعبوا يا عيني في باقي الفساتين واجي بطرحة بـ50 جنيه وفستان مقفول بألف جنيه آخد التريند، من غير حتى ما أمشي على سجادة حمرا.. وأنا كنت فاكرة الناس بتتفرج عليا عشان بالبس مكشوف، طلعوا بيدوروا على أخباري، سواء بلبس حشمة أو لبس مكشوف… بيحبوووني.. مش عارفه التريند عايز مني إيه؟
لندن إخوانية
تسبب المقاول الهارب محمد علي في هجوم شديد على لندن شنه دندراوي الهواري في «اليوم السابع»: «لندن، عاصمة الدولة الاستعمارية الأكبر في العصر الحديث، التي احتلت مصر 74 عاما، مارست فيهم كل أنواع الذل والمهانة والاستعباد للعباد، والتحكم في مطبخ صنع القرار، وتأخرت وانهارت كل المناحي في البلاد، تعليميا وصحيا واقتصاديا، ثم وبعد خروجها، شاركت في العدوان الثلاثي، واتخذته نقطة تحول للتآمر على هذا الوطن! لندن تحولت خلال العقدين الأخيرين، على وجه الخصوص، إلى عاصمة «الخلافة الإخوانية» وملجأ معظم قيادات وأعضاء الجماعات المتطرفة، استقبلت يوم الأربعاء، المقاول والممثل الفاشل، بطل رواية «اللص الهلفوت» باعتباره المظفر الفاتح، ونظمت له مؤتمرًا صحافيًا، أظهر كَماً من الجهل العصامي، والسطحية والخواء الفكري، والعته المنغولي، والتفاهة المفرطة، ما لم تتوافر في شخص آخر. يقول الفيلسوف العبقرى سقراط: «تكلم حتى أراك».. إذن الكلام يحدد أي الرجال أنت، عاقلا أم أحمق، متزنا أم متهورا؟ حكيما أم موتورا، مسؤولا أم أهوج، صاحب رأي وقوي الحجة؟ أم فارغا وخاويا وتافها؟ والحقيقة أن الممثل الفاشل، محمد علي، كلما تحدث أثبت أنه فاشل وتافه وجاهل ونصاب، لذلك أمكن تجنيده بكل سهولة ويسر، ويخون وطنه بشكل علني، ويتآمر بفخر، ولمَ لا، وهو يعتقد أنه يؤدي دورا في فيلم سينمائي، يعتبره دور العمر.. والحقيقة، أنا كمواطن مصري، سعيد بخروج هذا الممثل ليتحدث كثيرا، فكلما تحدث، أثبت أنه أجهل من دابة، ويظهر حماقة لا مثيل لها، ويؤكد حالة البؤس التي وصلت إليها جماعة الإخوان، الذين يقدمون أنفسهم باعتبارهم المالكين الحصريين للتحدث باسم الإسلام، ومبعوثي السماء لمحاربة الفساد والانحراف، ثم يتخذون من فاسد ولص، باعترافه شخصيا، قدوة، وحولوه إلى أيقونة ثورية».
ما لا يتخيله عقل
وحدت الحفلات الماجنة التي تشهدها المملكة العربية السعودية الفرقاء ضد حكام الرياض، وأكد فراج إسماعيل الكاتب في «المصريون» على: «أن حفلات الفن أو الترفيه في السعودية لا تليق ببلد يحتضن الحرمين الشريفين ويقصده ملايين الحجاج والمعتمرين. ليس هذا البلد مكانا لحفلات شيرين أو محمد رمضان أو ما شابه، إنه بلد نزول الوحي والرسالة وقبلة المسلمين. هل يمكن أن تقيم الفاتيكان حفلات مماثلة؟ بعد افتتاح سكك حديد الحجاز في سبتمبر/أيلول 1908 الذي تسير قطاراته مسافة 1465 كم من محطة حيدر باشا في إسطنبول إلى المدينة المنورة، وكانت القطارات في ذلك الزمن تصدر ضوضاء عالية، نتيجة الجرارات البخارية، قرر المهندسون بعد استشارة علماء الدين، أن تكون محطة القطار على أطراف المدينة المنورة، وقبل الوصول إليها بستة كيلومترات أنشئت قضبان حديدية تمتص الضوضاء، وتسير القطارات ببطء شديد في تلك المنطقة. هذه القداسة لا يمكن التخلي عنها بأي مبرر، فالحداثة والتطور وخطط التنمية، لها وسائل جدية أخرى أكثر فائدة وضرورة. اليابان أو الولايات المتحدة وألمانيا وغيرها من دول العالم المتقدم، وصلت إلى ما وصلت إليه بالجدية والجهد والابتكار والعمل والعلم، وليس بالترفيه المتقاطع مع قداسة الدين ومقدساته».
أطماع البؤساء
«لا مفر من القبول بما ينادي به يوسف القعيد في «الأخبار»، من أهمية ممارسة القسوة وجلد الذات، بعد حادث الحريق الذي جرى في عزبة المواسير التابعة لإيتاي البارود في البحيرة، والذي حدث أنه يمر بالقرب من العزبة خط أنابيب ينقل البترول من الإسكندرية إلى القاهرة، متروك للصدفة، بدون أي حراسة. يقول الكاتب: قال لي زميلي في البرلمان سيد فليفل إن اثنين من سائقي التوك توك حفرا الأرض وكسرا المواسير لسرقة البنزين. فالقرية فيها سيارات وتكاتك وتحتاج البنزين وسعره غالٍ. الترعة المجاورة للعزبة أصبحت مليئة بالبنزين، وخرجوا كالمجانين. بنزين فوق سطح الماء. ترعة من البنزين. بنزين ببلاش. يا بلاش. ولدينا مثل شعبي منذ حكم المماليك يقول: البلاش كَتَّرْ منه. أحدهم كانت في يده سيجارة. كان يدخنها وهو يشاهد الذين أوشكوا على أن يفقدوا حياتهم لكي يصلوا إلى قليل من البنزين. أياً كانت الكمية. فالحياة أحياناً لا تساوي حتى الرغبة في الحفاظ عليها. عندما رمى عقب السيجارة بعد أن استمتع بتدخينها. وهو يشاهد مأساة «أو ملهاة» الطمع البشري الذي لم تعرفه الشخصية المصرية من قبل. وهكذا تحول الأمر إلى جحيم من النيران واللهب. تضاربت الأرقام والبيانات التي صدرت عن الحادث. اللواء هشام أمنة، محافظ البحيرة، انتقل لمكان الحادث، أعلن أن القتلى اثنان، وأن الجرحى 10، في حين أن وكالات الأنباء والصحف المصرية وصلت بالقتلى إلى 10، والجرحى إلى عشرات. والخطأ في العدد ربما يكون مقبولاً في الليمون فقط، فلو أن مصرياً واحداً قتلته الصدفة، لوجب علينا أن نمارس طقوس حزننا عليه، وحسرتنا على فقدان حياته، فما بالك بعدد قد يصل إلى العشرة؟».
آباء وقتلة
كثرت مؤخرًا جرائم إلقاء الأطفال الرضع في الشارع، ويحصي سيد علي في «الأهرام» بعض الجرائم الأسرية: «أقدم رجل على ذبح ابنه انتقامًا من زوجته التي طلبت الطلاق منه، وعذّب آخر طفلته (3 سنوات) بإطفاء السجائر في جسدها انتقامًا من طليقته، وقتل مصري آخر طفلته لشكه في سلوكها، وأقدم رابع على قتل زوجته وأبنائه الثلاثة حرقًا في المنيا؛ بسبب الخلافات الزوجية، وأشعل النيران في أطفال من زوجته وأبنائه وأهل الزوجة، ما أدى لوفاة اثنين منهم وإصابة 11 آخرين، كما ذبح سائق توكتوك زوجته وسمم أبناءه الأربعة، وانتحر بسبب الشك في سلوك زوجته، وأقدم أب على قتل رضيعه، وتبين من الفحص أنه يعاني من مرض نفسي، وأقدم عامل على قتل ابنته بعد 3 أيام من ولادتها، في سوهاج وسلم نفسه طواعية لمركز شرطة، وقتل رجل ابنه الشاب البالغ من العمر 27 عامًا، في سبتمبر/أيلول 2018؛ حيث طعنه بسكين ليسقط جثة هامدة في منطقة الكيلو 3 في مدينة مرسى مطروح، وفرّ هاربًا. وفي أغسطس/آب الماضي، قُتل طفل، على يد والده بعدما سب جدته، وبحسب والدة الطفل، فإنهم أبلغوها بوفاة طفلها ودخول طفلتها الأخرى المستشفى في حالة سيئة، وأنها اكتشفت أن والدهما ضربهما وعذبهما، موضحة أن والد الطفل مدمن مخدرات، وأنه ضرب أبناءه بالعصا والكرباج، وذهب لتعاطي المخدرات، ثم عاد لاستكمال تعذيبهم حتى لقي طفلها حتفه. وشهد أيضا أغسطس/آب الماضي، استخدام تاجر في المنيا، أسطوانة بوتاجاز، وأشعل النيران في مسكنه في مركز سمالوط، لتلقى زوجته وأبناؤه الثلاثة مصرعهم حرقًا وعقب ذلك بيومين، قرر أب معاقبة ابنه بسبب سرقته 200 جنيه؛ حيث عذبه بسكب الماء المغلي عليه حتى لقي حتفه».
مديون رغم أنفه
حرص عماد الدين حسين في «الشروق» على أن يقذف في وجوهنا بتلك القنبلة: «كل فرد من سكان العالم البالغ عددهم 7.7 مليار شخص مديون بحوالى 32.5 ألف دولار أمريكي، لأن حجم الدين العالمي الشامل، سيصل إلى مستوى قياسي هو 255 تريليون دولار، في نهاية هذا العام مقارنة بـ243 تريليونا نهاية العام الماضي 2018. ماذا يعني الكلام السابق؟ يعني ببساطة أن أزمة الديون العالمية تتجه إلى مستوى خطير، لأن حجم هذا الدين يزيد ثلاثة أضعاف عن الناتج الاقتصادي السنوي العالمي. قبل أن نتحدث عن التداعيات، فإن الأرقام، التي كشفها معهد التمويل الدولي، يوم الجمعة الماضي 15 نوفمبر/تشرين الثاني، تقول إن الديون العالمية ارتفعت بحوالى 7.5 تريليون دولار في النصف الأول من هذا العام، وحوالى 6٪ من هذه القفزة جاءت من الولايات المتحدة والصين فقط. والمتوقع أن تتجاوز الديون الحكومية 70 تريليون دولار هذا العام، وقد ارتفع هذا الدين في ستة شهور بنسبة 1.5 نقطة مئوية، ثم تلته الشركات غير المالية بارتفاع نقطة مئوية. طبقا لمعهد التمويل الدولي أيضا فإن ديون الشركات المملوكة للحكومات، تشكل حاليا ما يزيد عن نصف ديون الشركات غير المالية في الأسواق الناشئة، وبالتالي فإن الاقتراض المرتبط بالدول، هو المحرك المنفرد الأكثر أهمية للدين العالمي، على مدى السنوات العشر الماضية. الحكومات اقترضت منذ أزمة انهيار بنك ليمان براذر 30 تريليون دولار، والشركات 25 مليار دولار، والأسر 9 تريليونات دولار، والبنوك على 2 تريليون دولار. الرقم الأخطر والأكثر أهمية طبقا لبنك التسويات الدولية وصندوق النقد الدولي، هو أن حجم الدين خارج القطاع المالي، يتجاوز حاليا 24٪ من الناتج المحلي الإجمالي للعالم البالغ 190 تريليون دولار».
إيران تنتظر
اهتمت نادين عبدالله في «المصري اليوم» بالحراك الإيراني: «تأتي هذه الاحتجاجات في سياق ترد مستمر في الظروف الاقتصادية والاجتماعية في إيران. فعلى الرغم من تحسن معدل النمو الاقتصادي بما يقترب من 5٪ في عهد روحاني إلا أن قاعدة المستفيدين من هذا التطور كانت ضيقة ومنحسرة في إطار النخب الاقتصادية والسياسية – الدينية. أما باقي المؤشرات الاقتصادية فتراجعت، بحيث ارتفعت معدلات التضخم وزاد تأثيرها على العدالة الاجتماعية. تجدد الاحتجاجات اليوم في إيران يأتي ليعبر عن عجز النظام السياسي للتعامل مع أزمته الهيكلية المتمثلة في الجمع بين مزيجين قابلين للانفجار السريع: تبني سياسات اقتصادية لا تراعي الأبعاد الاجتماعية، بما يزيد من الضغط على المواطنين، في الوقت الذي يتبع فيه نهج سياسى تقييدي لا يتيح للمواطنين فرصة (ولو نسبية) للتعبير عن مطالبهم، عبر القنوات النقابية أو السياسية الشرعية. ومن ثم، فإن عدم قدرة النظام على التعامل مع جذور هذه الاحتجاجات في نهاية 2017 دفع إلى تفاقمها بعد مرور ما يقرب من عام واحد. فقد تضاعفت أعداد المشاركين عن العام الماضي، كما انطلقت التظاهرات من نقاط عديدة في المدن المختلفة، بعكس العام الماضي، الذي اندلعت فيه التظاهرات من المدن الصغيرة والمناطق المهمشة حول المدن الكبرى. وأخيرًا، شهدت طهران العاصمة اندلاع مظاهرات أكثر بكثير من العام الماضي، بالإضافة إلى سد المتظاهرين عددا من الشوارع الرئيسية، وإحراقهم صور خامنئي وتمثال آية الله الخمينى، مؤسس الجمهورية الإسلامية، في مشهد لا يؤكد فقط تدهور شرعية النظام بشكل غير مسبوق، بل أيضًا خطورة ضغط الناس اقتصاديًا وقمعهم سياسيًا في آن».
أيهما نريد؟
طرح عماد الدين أديب في «الوطن» مقارنة بين إيران والسعودية: «صراع بين نموذجين متناقضين تماماً، إنه صراع ما يمكن أن تطلق عليه «نموذج الحكم الإيراني» مقابل نظام الحكم السعودي.الصراع بين إيران التي تعود إلى فكر الولي الفقيه ومظلومية الثأر لسيدنا الحسين (رضي الله عنه وأرضاه)، والنظام السعودي الذي يبنى على فكر الأب المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأبنائه وأحفاده. النموذج الإيراني يقمع الفنون والفنانين، والنموذج السعودي الجديد يفتح عاصمته أمام أكبر تجمع فني ثقافي عالمي. النموذج الإيراني يعيد إنتاج الماضي، والنموذج السعودي مستقبلي. النموذج الإيراني يريد تخصيب قنبلة نووية، والنموذج السعودي يسعى لإحداث طفرة في نوعية حياة مواطنيه. النموذج الإيراني يعيش مقاطعة دولية وعقوبات، والنموذج السعودي تم ترشيحه لعضوية مجلس الأمن، ويعد لعقد قمة العشرين على أرضه. النموذج الإيراني متوسط دخل الفرد السنوي فيه 6 آلاف دولار، والنموذج السعودي متوسط دخل الفرد فيه 24980 دولاراً. النموذج الإيراني يمتلك 477 طائرة حربية قدراته العسكرية ثلثها خط هجومي، والنموذج السعودي يمتلك 790 طائرة حربية ثلثها هجومي. النموذج الإيراني ناتجه القومي يبلغ 425 مليار دولار، والنموذج السعودي دخله القومي 7850 مليار دولار حسب إحصائيات 2018.النموذج الإيراني أوصل نفسه إلى عقوبات دولية خفّضت من إنتاجه اليومي إلى 350 ألف برميل يومياً، بينما النموذج السعودي ينتج ويصدّر 10 ملايين برميل يومياً. النموذج الإيراني وجّه حلفاءه مؤخراً لقمع وقهر حركات الشارع في سوريا والعراق ولبنان، وعدم الاستجابة للمطالب الشعبية، بينما وقف النموذج السعودي موقف غير المتدخل في شؤون الغير محترماً إرادة الشعوب. بالله عليكم إذا كانت هذه هي صفات النموذج الإيراني، فبأى حق يتشدق البعض بأهمية نقل النموذج الثوري الإيراني إلى بلادنا؟».
سفريات الرئيس
لماذا تتعدد سفريات الرئيس للخارج ؟ محمد بركات عنده إجابة مقنعة في «الأخبار»: «أصبح مؤكداً أن الاقتصاد هو القاطرة التي تقود علاقات الدول وسياساتها، وهو البوصلة التي تحدد توجهاتها وتتحكم في مواقفها وتحركاتها على الساحة الدولية. وانطلاقا من ذلك يأتي التحرك المصري المكثف والنشيط الجاري حاليا، وفي سياقه تأتي زيارات الرئيس السيسي للخارج، ولقاءاته ومباحثاته المكثفة مع قادة الدول وزعمائها، وحرصه على الاجتماع مع رجال الأعمال والاستثمار والمال والتجارة ورؤساء الشركات الكبرى في كل زيارة يقوم بها للخارج. والمتابع للزيارة التي قام بها الرئيس لألمانيا، يجد أنها ترجمة واقعية وحقيقية لذلك، وتطبيق مثالى لتلك القاعدة التي يؤمن بها، ويؤمن بها معه العالم كله بكل دوله وشعوبه، وسعيا وراء دعم وتقوية العلاقات الاقتصادية، وتحقيق المصالح وتعظيم المنافع المتبادلة بينهم. ومن أجل ذلك كان حضور الرئيس السيسي الفاعل لقمَّة «مجموعة العشرين بالشراكة مع افريقيا» التي عقدت في برلين، تحت شعار أوروبا وافريقيا شريكان متساويان ودائمان، بهدف تعزيز ودعم التعاون لتحقيق النمو الاقتصادي والاستقرار في القارة الافريقية. وفي هذا الإطار كانت اللقاءات والمباحثات المتعددة والمكثفة للرئيس مع القادة الحاضرين للقمة على تعددهم، وكانت مباحثاته الناجحة في ألمانيا مع المستشارة ميركل، ومع كبار المسؤولين الألمان ورجال الصناعة والاستثمار هناك، تأكيدا واضحا على ما تشهده العلاقات المصرية الألمانية من انطلاقة قوية في كل المجالات، لتحقيق المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة».
مطلوب قراء
نتوجه نحو أزمة الصحافة ويتبناها عباس الطرابيلي في «الوفد»: «كل الصحف تشكو الآن من ارتفاع تكاليف إصدارها.. ومن أهم أسباب الشكوى ارتفاع أسعار الورق.. وبالطبع تكاليف الطباعة، وهذا أدى إلى انهيار أرقام التوزيع، لكل الصحف اليومية.. أما الأسبوعية تعالوا نقرأ عليها الفاتحة، بالذات المجلات الأسبوعية والدورية، وأفضلها من توزع الآن 1000 نسخة فقط. ورغم رفع أسعار بيع الصحف، ما اضطرها كلها إلى تخفيض عدد الصفحات، حتى لا تجد نفسها معرضة للزوال، رغم ذلك ما زلنا نرى موضوعات أو تحقيقات، أو دراسات، تحتل صفحة كاملة، أو صفحتين. وبعيدًا عن حكاية التكاليف تعالوا نسأل: هل هناك الآن قارئ – «ولو متخصص» – يجلس ليقرأ تحقيقاً منشورًا على صفحة كاملة من الصحيفة اليومية، أو عدة صفحات في المجلات الأسبوعية. نقول نيابة عن القارئ: من يملك الوقت الكافي لينفقه في قراءة صفحة كاملة، بينما يمكن أن تنشر المادة نفسها على نصف صفحة ولا نقول ربع صفحة.. فإذا تيسر له الوقت.. هل يقبل أن يهدره في قراءة هذه الصفحة الكاملة، والكل يلهث وراء لقمة العيش، أو بحثًا عن عمل. وبالنسبة لتحرير الأخبار، إذ في عصر الوفرة والدعم الحكومي زمان للصحف كان كاتب الخبر يتبع الأسلوب الهرمي. أي يكتب ملخصا أهم نقاط الخبر في عجالة، وفي أسلوب تليغرافي.. ثم ينشر التفاصيل – لمن يريدها – في صلب الخبر.. وأخيرًا يقدم ملخصًا في الجزء الأخير.. وكان ذلك قديمًا، الآن تغير أسلوب كتابة الأخبار، وأصبحنا نكتب بأسلوب «الإشارات» أو الفلاشات.. بعد أن شاع ذلك في وسائل الاتصال الحديثة مثل الفيسبوك وإنستغرام وغيرها.. فلا أحد يملك «الآن» الوقت الكافي، سواء للكتابة أو للقراءة».
الحل الوحيد
«وراء عزوف المصريين عن قراءة الصحف، أسباب متعددة، كما يراها طارق العتريس في «الأهرام» ليس العامل الاقتصادي في مقدمتها وذلك لأن عادة القراءة بشكل عام لم تمت في الدول الفقيرة، مضيفاً، أرى أنها تتعلق بأسباب أخرى، وأبرزها فيمن يتصدون للمشهد الإعلامي بالشكل الأعم؛ من فضائيات ومطبوعات من صحف ومجلات ونشرات أخبار لا يسمعها أحد؛ سواء عبر الشاشات أو الراديو، بالإضافة إلى عدم تباين الآراء ووجهات النظر، مع ظهور بدائل أسهل وأيسر، مع سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا» الأسرع في تداول المعلومة؛ وإن افتقدت أحيانا إلى الموضوعية وربما المصداقية، ولكنها تبقى في النهاية واقعًا يتم تداوله بين كل أطياف المجتمع، خاصة الشباب. يضيف الكاتب، اهتمامات الناس تحولت نحو ثقافة النت، ولا يجد أغلبهم من يرشدهم إلى الصواب، وإلى حقيقة أن الجمال الحقيقي يبقى في متعة القراءة الورقية. صحيح أن الصحف تصدر صباحًا وكل مضمونها تم الاطلاع عليه في الليلة السابقة عبر الفضائيات؛ ولذلك تراجعت قيمة الخبر في صفحات الجرائد والمجلات، الحل في رأيي أن نعود من جديد إلى الصحافة الخدمية، وأن يستحوذ الرأي على القاسم الأعظم من الصفحات، مع الاهتمام بالصحافة الاستقصائية التي تعتمد على الأرقام والحقائق، ولتحقيق ذلك لابد أن يزخر الوسط الإعلامي بكفاءات تتحلى بالمصداقية والقبول والموضوعية، كفاءات ليست زائفة، ويبرز هنا دور الهيئات والنقابات المسؤولة إداريًا عن المشهد الإعلامي ككل في مصر في الوقت الحاضر. إننا يا سادة نحتاج إلى مكاشفة واضحة وصريحة وشفافة؛ لكي نعرف هل المجتمع المصري في الوقت الحاضر بحاجة إلى هذا الكم الهائل من المطبوعات التي لا يقرأها أحد».
جلب الحبيب
«لم تقتصر أعمال السحر والدجل والشعوذة على دسها في المقابر، وإنما كما لاحظ محمود عبد الراضي في «اليوم السابع»، قرر المشعوذون تطويع التكنولوجيا الحديثة والمتطورة لصالح عملهم الإجرامي، عن طريق إنشاء صفحات على الفيسبوك متخصصة في الدجل والشعوذة. وعلى طريقة «البيضة والحجر» بدأ الدجالون استقطاب الزبائن من السوشيال ميديا، زاعمين قدرتهم على جلب الحبيب، وحل مشاكل العنوسة، وزواج الفتيات في أقرب وقت، وفك المربوط، وزيادة الرزق، فضلاً عن القدرة على الانتقام من الخصوم، خاصة بين السيدات، والانتصار على الحموات أو العكس، وغيرها من العروض الواهية للمشعوذين. واستخدم الدجالون صفحات عديدة للترويج لأعمالهم، واستقطاب الزبائن، على طريقة ما يطلق عليها «أم خديجة المغربية»، حتى تبارى البعض عليهم للتعامل معهم، أملاً في حل مشاكلهم أو الانتقام من خصومهم. «الشات» كان وسيلة المشعوذين للتعامل مع الزبائن، والاتفاق على الأموال أو «البركة» كما يطلقون عليها، من خلال تحويل الأموال لهم، أو منحهم أرقام «كروت شحن» لهواتف محمولة، فالأهم الحصول على الأموال بأي وسيلة وطريقة. هذه الصفحات الإجرامية، التي تستخدم الجريمة الإلكترونية، وتجمع الأموال من الناس بالباطل، لم تكن بمنأى عن أعين الشرطة، التي تلاحق دوماً مثل هذه الجرائم، من خلال مباحث الإنترنت، حتى نجحت خلال أسبوع واحد في ضبط 124 قضية متنوعة بينها «سحر ودجل وشعوذة». بالتأكيد، الأشخاص الذين يلجأون للسحر والشعوذة ضعاف النفوس، أعمى الغل والحقد قلوبهم، فلجأوا للسحرة والدجالين أملاً في حل مشاكلهم أو الانتقام من غيرهم، بدون النظر لاعتبارات دينية أو أخلاقية، فالأهم تحقيق المراد مهما كانت الوسائل.. استقيموا يرحمكم الله».
أنقذهم من الإعدام
اهتم محمد الشناوي في «الشروق» بوثائق تكشف ما جرى في معتقل غوانتانامو: «تشير وثائق محاكمة المتهمين في المعتقل إلى أن التعذيب وآثاره تعد السبب الرئيسي الذي بسببه لم تنته محاكمة المتهم خالد شيخ محمد وغيره من معتقلي غوانتانامو. وعرقل تعرض المتهم الرئيسي والعقل المدبر وراء هجمات 11 سبتمبر/أيلول خالد شيخ محمد للتعذيب في التشكيك في ما يقدمه الادعاء ضده، إذ يرد الدفاع أن هذه القرائن والاعترافات تم الحصول عليها أثناء تعذيب المتهم. كما أن «الاستمرار في الاحتفاظ ببعض الأسرار مثل، إخفاء أسماء من قاموا بالتعذيب، أو مواقع مراكز الاعتقال السرية حول العالم، تعرقل إجراءات المحاكمة»، كما ذكر محامي الدفاع. وتشغل قضية التعذيب أغلب أوقات المحاكمات التي تجري داخل قاعات في معسكر غوانتانامو. «تعرُض المتهمين للتعذيب هو سبب إبطاء المحاكمات وعدم حسم القضايا. يتم استدعاء تعرض المتهمين للتعذيب في كل الجلسات، وبالطبع هذا سلوك مبرر ويمكن تفهمه، ويبدو أن من قام بالتعذيب لم يكن ليدرك ذلك»، طبقا لشهادة من أخت أحد ضحايا 11 سبتمبر/أيلول، التي تحضر بعض الجلسات. ودفع الكشف عن تفاصيل بعض عمليات التعذيب إلى سجالات ومعارك قانونية لا تنتهي بين محامي المتهمين والمدعين ممثلي الحكومة الأمريكية. ويدور الخلاف على نقاط، منها سرية المعلومات، وأي الاعترافات معتبرة، وحصول المتهمين على علاج للتعذيب الذي تعرضوا له، وقانونية نيل المتهمين عقوبات مخففة، بسبب تعرضهم للتعذيب. ويكشف الفيلم كذب ادعاءات (سي آي إيه) أن وسائل التعذيب القاسية المتبعة لن تترك آثارا طويلة المدى على المتهمين، وفي سبيل ذلك استعانت بأطباء متخصصين أثناء عمليات التعذيب. لكن الواقع كان غير ذلك، وعانى المتهمون ممن تعرضوا للتعذيب من آثار مستمرة حتى اليوم. وأشار تقرير الكونغرس إلى عدم فعالية برامج التعذيب، وذلك على عكس ادعاءات (سى آي إيه) التي كررت أن التعذيب منع سقوط ضحايا أبرياء جدد. وكشف التقرير أن المعلومات التي ذكرها المعتقلون ممن خضعوا للتعذيب كانت معروفة بالفعل للأجهزة الاستخباراتية».
خطيئة عبد الناصر
من معارك أمس الجمعة ضد ثورة يوليو/تموز الهجوم الذي قاده عبد العظيم الباسل في «الوفد»: «لا يستطيع أحد أن ينكر أن الحياة السياسية في مصر كانت أكثر حراكا وأشد تأثيرا في الشارع السياسي قبل ثورة يوليو/تموز 1952 مقارنة بالآن، والقراءة المتأنية في كف الأحزاب المصرية تكشف للجميع تلك الحقيقة بوضوح، الأمر الذي يتطلب ضرورة تفاعل التعددية السياسية وفقا لنص المادة الخامسة من الدستور، التي تطالب الأحزاب بدور فعال مع الجماهير، وصولا لمبدأ تداول السلطة، الذي يسعى إليه أي حزب سياسي.
ونقولها بدون تحيز أن «الوفد» فقط من تلك الأحزاب، هو الذي طبق هذا النهج، فاستطاع أن يحكم 7 سنوات، بعد أن حرك الشارع بثورة شعبية 1919، مازالت تمثل أم الثورات في تاريخ مصر الحديث. ومع قيام ثورة يوليو 1952 تم تعطيل الحياة الحزبية، فاتجهوا إلى التنظيم الواحد فكانت هيئة التحرير ثم الاتحاد القومي، ثم الاتحاد الاشتراكي، وصولا إلى عصر السادات الذي أعاد الأحزاب مرة أخرى من خلال المنابر، فكان الوسط يمثل حزب مصر إلى جانب حزبي التجمع والعمل، وما أن ترك السادات حزب مصر واتجه إلى الحزب الوطني الديمقراطي، حتى هرول الجميع وراءه، فعرف ما يسمى بحزب الحكومة، أو حزب الرئيس. يشهد بذلك المرحوم الدكتور صوفي أبوطالب رئيس مجلس الشعب الأسبق مشيرا في مذكراته إلى أن هذا الحزب ولد ولادة قيصرية في محافظة الإسكندرية، وأخذ اسمه من الحزب الوطني القديم للزعيم مصطفى كامل، فولد كبيراً من أعلى للأسفل عكس حركة الأحزاب من القاعدة إلى القمة».
لهذا أحبه المصريون
نتحول نحو أحد الزعماء التاريخيين الذي اهتم به محمود خليل في «الوطن»: «لا تجد شخصية في كتب التاريخ تثير الإعجاب والعجب معاً، مثلما هو الحال بالنسبة للسلطان الأشرف أبوالنصر طومان باي. لم يحب سلطان من السلاطين شعبه كما أحب هذا الرجل المصريين، لذا تجده يتصدر تلك القائمة التي تشتمل على عدد محدود من الحكام الذين أحبهم المصريون. وسر المحبة لدى المصري معروف، فهو يهوى الحاكم الذي يرفع الظلم عنه، ولا يرهقه بالمكوس والضرائب، ويحميه من بطش من يملكون أدوات البطش من رجال الدولة. كان طومان باي يفعل كل ذلك فانتزع من المصريين إعجاباً لم ينتزعه حاكم من قبله أو من بعده. كان «طومان باي» عسكرياً حاذقاً، تمكن من استحداث العديد من الأدوات الحربية الجديدة، التي لم تكن معروفة في عصره، ونظم أقدم استعراض عسكري للأسلحة والقوات عرفته مصر، لكنه واجه مشكلة كبرى عندما عجز عن تدبير نفقة خروج الأمراء المماليك وقواتهم إلى الحرب، فما كان منه إلا أن استحثَّ هممهم، وأفهمهم أنهم يقاتلون عن أنفسهم وأولادهم وأزواجهم، وأنه سيقاتل معهم كواحد منهم، ولم يوافق طومان باي، على نهب الأهالي والتجار ليدبر نفقة الجند، وقال: «ما أحدث أيامي مظلمة أبداً». كما واجه مشكلة أخطر بسبب خيانة بعض أمراء المماليك، وأهمهم «خاير بك» الذي أطلق عليه المصريون «خاين بك» الذي باع «الغوري» في الشام ثم عاد إلى مصر ليبيع «طومان» لبني عثمان. كانت القاهرة في ذلك الوقت تعج بالجواسيس، بعضهم من المماليك وصنائع المماليك وبعضهم أفراد يعيشون على أرض مصر، لكنهم ليسوا من أولاد البلد الأصلاء».