عندما قنصتِ العاصفةُ طائرتنا الورقيّة،
شبّتِ الغزلانُ طيّ الظلال بلا أمعاء،
شبّتْ في الزوابع،
عرفنا السنجابَ الذي تسلّقَ شجرةَ النمر،
هيا بنا لنظفر بضوئنا
هيّا
لنحافظ على جزرٍ من تاريخٍ مضى كرفّ،
تاريخ لا يحتملُ الرفوف،
هيّا بنا لنقتلع أنيابَ السباع..
أيّ عزاءٍ أن نفرَّ إلى إسطبلِ أحصنة
يا قمرَ الأودية؟
ستنمو أقلامُنا كأصابعنا،
ها نحن ندخلُ البيوتَ لنرفعَ أعلاماً
ثم نعدو كجيشٍ لا يهابُ الوهاد،
ما خطب السلاحف لا تدّلنا على النهر؟
كيف تعانقُ الريحُ المطر؟
كأنَّ أنغامَ الريحانِ حفيفُ أشجار،
رأينا طائراً ينقدُ الأريكةَ يُدعى السمرمر،
يقولون إنّه يأكلُ الجرادَ
كان صوته كجرسِ مدرسة..
يدٌ تقطفُ في البرجِ تفاحةً،
هكذا تطيرُ السككُ كأقمارِ الريح،
ومع ذلك
رأينا الشمسَ تردمُ الكوّات في نفقٍ ليلي،
عرفنا هذه الفكرة مراراً،
فالنوارسُ سماءٌ لنا
نراها ونمشي
كأنّنا نسمعُ غناءَ العندليب.
ما من شفةٍ تلثمُ وردةَ أحلامك،
فربما تشقُّ الزوارقُ ماءَ الغيوم
كنيزكٍ لا يعرفُ كيف يدور،
ربما يسفُّ الطائرُ على شرفتكِ ليرسمَ ظلالاً،
يا شجرة شابّة لا تأبهُ لمرجٍ هوائيّ،
كيف أظفرُ بأفعى كادت تأكل تفّاحتك
وبنهدٍ نطَّ من كوّة؟
فربما يأتي النهارُ وينقضي الليل،
ربما تحاربُ اليراعةُ أشواكَ السماء
ككوكبٍ يشطُّ في الريح.
أيّها المسافرُ
كأنّك لم ترَ القمرَ في رونقه،
كأنّك لم تراقبِ الأطلالَ في مدينةِ الضباب.
أيّها الراعي الذي لم يبلغْ صحراءه،
يا ضوءَ البريّة
كأنَّ أنغامَ مزاميرك عواصف.
أنا أعطيتك هواءَ البستانِ وأوراقَ العنب،
لا أريد أن ينفقَ الطائرُ الذبيح،
سأذهب لأرمّمَ قلبكَ
قبل أن تطأَ الديدانُ حريره.
حلمتُ بك تغطسُ في بحرٍ من ملح،
فلن أسألك كيف تجزُّ السنابلَ
ولن أغازلَ طيفكَ مرّة،
أيّها النجمُ الذي هبطَ من قبّةِ السماء.
شاعر عراقي