رام الله – غزة – “القدس العربي”: لا تزال قوات الاحتلال تواصل حربها ضد كل ما هو فلسطيني، حيث رصد تقرير جديد لإحدى دوائر منظمة التحرير الفلسطينية استشهاد مواطنين اثنين، وإصابة العشرات بجراح، جراء تلك الهجمات، التي طالت اعتقال أكثر من 300 آخرين، وهدم العديد من المنازل ومصادرة أراض لأغراض الاستيطان.
وقد وثق مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، عمليات الاستهداف التي طالت المواطنين، وأشار إلى أن اثنين من المواطنين استشهدا، وأصيب 60 آخرون بجروح، واعتقل نحو 320 مواطنا، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال شهر سبتمبر المنصرم.
وأوضح مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق أن الشهيد داود طلعت الخطيب (45 عاما) من مدينة بيت لحم، ارتقى نتيجة الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال بعد 18 عاماً من الاعتقال، وأصيب بجلطة قلبية داخل سجن “عوفر” الاحتلالي، ما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال منذ هبة القدس عام 2015 الى 67، في مخالفة صارخة للقانون الدولي الإنساني.
وذكر أن الشهيد نضال محمد أكرم جبارين (54 عاما) من مدينة جنين، ارتقى نتيجة إصابته بسكتة قلبية جراء إطلاق جنود الاحتلال قنابل الصوت باتجاهه قرب حاجز برطعة العسكري شمال الضفة الغربية.
وبحسب المركز، فقد أصيب في الفترة ذاتها 60 مواطنا، نتيجة قمع المواطنين أثناء تصديهم لممارسات قوات الاحتلال القمعية، كما أصيب المئات بحالات اختناق نتيجة استنشاقهم الغاز السام، لدى مشاركتهم في المسيرات الأسبوعية السلمية المناهضة للجدار والاستيطان.
واعتقلت قوات الاحتلال خلال الشهر المنصرم نحو 320 مواطنا في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، لافتا إلى استمرار معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، الذين يعيشون أوضاعا معيشية صعبة نتيجة الممارسات القمعية والعقاب الجماعي وحرمانهم من أبسط حقوقهم المشروعة التي نص عليها القانون الدولي.
وأضاف المركز في التقرير التفصيلي الشهري حول الانتهاكات الإسرائيلية، ضد الشعب الفلسطيني، وممتلكاته، أن حكومة الاحتلال صادقت على إقامة 1540 وحدة استيطانية جديدة، واستولت على 17 موقعاً في قلب مدينة الخليل تتضمن نحو 3807 دونمات، خلال الفترة ذاتها.
وأشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال جرفت مساحات واسعة من أراضي المواطنين في الضفة بهدف شق وتوسيع شوارع استيطانية، تركزت في منطقة خلة حديدة التابعة لقرية حارس والواقعة قرب مستوطنة “كريات نتافيم”، بهدف توسيعها، ومنطقة رأس أبو زيتون الواقعة شمال شرق قرية رأس كركر من أجل شق شارع ترابي وتمديد خط ناقل للمياه لبؤرة استيطانية عشوائية في المنطقة، ما أدى إلى اقتلاع 22 شجرة زيتون.
وحسب التقرير، فإن جماعات المستوطنين نفذت 63 اعتداء بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، أسفرت عن إصابة 14 مواطناً، بينهم ثلاثة أطفال وسيدة حامل، إضافة إلى اقتلاع وتدمير 545 شجرة مثمرة، وقتل 9 رؤوس من الماشية.
وأشار التقرير إلى أن آليات الاحتلال هدمت أيضا خلال الشهر الماضي، 84 بيتاً ومنشأة، منها 33 بيتاً ومسكنا، و51 منشأة زراعية وحيوانية وخدمية وتجارية، وبهذا يرتفع عدد البيوت والمنشآت التي هدمتها قوات الاحتلال منذ بداية العام إلى 627 بيتاً ومنشأة.
وشهد الشهر المنصرم تنفيذ 14 عملية هدم ذاتي لبيوت ومنشآت لمواطنين داخل أحياء مدينة القدس وتحديدا بلدتي سلوان وجبل المكبر، تجنباً لدفع غرامات مالية باهظة في حال قامت بلدية الاحتلال بتنفيذ الهدم، وبذلك يرتفع عدد البيوت والمنشآت التي هدمت ذاتيا منذ بداية العام إلى (77) بيتاً ومنشأة، وهو أعلى رقم يسجل منذ احتلال القدس عام 1967.
ووزعت سلطات الاحتلال 79 إخطاراً بالهدم ووقف البناء واستصلاح الأراضي الزراعية وشق شوارع، وتوزعت الإخطارات على محافظات الخليل وبيت لحم والقدس وسلفيت ونابلس وجنين وطولكرم ورام الله والبيرة وأريحا وقلقيلية وطوباس والأغوار الشمالية.
وحسب التقرير، فإن جماعات المستوطنين نفذت 63 اعتداء بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، أسفرت عن إصابة 14 مواطناً، بينهم ثلاثة أطفال وسيدة حامل، إضافة إلى اقتلاع وتدمير 545 شجرة مثمرة، وقتل 9 رؤوس من الماشية.
وتطرق التقرير إلى استمرار أعمال تهويد مدينة القدس المحتلة، شملت إصدار قرار يقضي بإخلاء بناية عائلة الرجبي في حي بطن الهوى بسلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك من سكانها، لصالح جمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية، كما وقعت بلدية الاحتلال في القدس وما يسمى “الصندوق الدائم لإسرائيل” و”الوكالة اليهودية” اتفاقًا لإقامة مشروع استيطاني وصف بالعملاق وسط المدينة المحتلة، وسيقام المشروع في منطقة مركز المؤتمرات المسمى “مباني الأمة” على المدخل الرئيس للقدس المحتلة، فيما قامت شرطة الاحتلال بتركيب سماعات وأجهزة إلكترونية على الجدار الشمالي للمسجد الأقصى المبارك بالقرب من باب الأسباط، وأبلغت سلطات الاحتلال محافظ القدس عدنان غيث بعدم التواصل مع الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة محمد اشتية و(50) شخصية وطنية فلسطينية وتقييد الحركة في مدينة القدس ومحيطها، وتجديد قرار منع ممارسة أي أنشطة لمدة ستة أشهر أخرى.
كما شهد الشهر المنصرم اقتحام 2247 مستوطنا وطلاب معاهد تلمودية، من بينهم عضو الكنيست المتطرف “يهودا غليك”، فيما أصدرت شرطة الاحتلال 22 قراراً بإبعاد مواطنين عن المسجد الأقصى، كما شملت تلك القرارات دفع غرامات وكفالات بمبالغ كبيرة.
وفي قطاع غزة، نفذت قوات الاحتلال 67 عملية إطلاق نار، و12 عملية توغل بري، و18 غارة جوية، و27 عملية إطلاق نار بحري تجاه الصيادين، أسفرت عن إغراق مركب صيد، وتضرر آخر، كما اعتقلت قوات الاحتلال 22 مواطناً على الحدود الشرقية للقطاع، واعتقلت مواطناً آخر على حاجز بيت حانون “آيريز”، وقامت طائرات الاحتلال برش مبيدات سامة على المحاصيل الزراعية شمال قطاع غزة.