غزة– “القدس العربي”: تنشط في هذه الأوقات قنوات الاتصال التي يقوم بها وسطاء التهدئة، من أجل منع تصعيد عسكري محتمل على جبهة غزة، بتأثير الأحداث الدامية التي تشهدها الضفة الغربية، وبالهجوم الإسرائيلي الممنهج ضد الأسرى، وذلك بعد أن بعثت المقاومة المسلحة في القطاع رسائل نارية جديدة للاحتلال، تبعها تصعيد ميداني محدود وقع فجر الخميس، فيما حذرت تقارير عبرية، من مغبة أن تجر تصرفات الوزراء اليمينيين المتطرفين إسرائيل إلى جولة حرب جديدة.
وحسب مصادر في المقاومة الفلسطينية، فإن الوسيط المصري يجري، منذ أيام، اتصالات نشطة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، في مسعى منه لمنع تفاقم الأمور، وإن ذلك دفعه بسبب ترابط المواضيع الفلسطينية لتقديم مقترحات للسلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال، لتهدئة الأوضاع في الضفة، لانعكاسها المباشر على القطاع.
كما يجري حالياً العمل بنشاط من قبل الوسطاء لتهدئة السجون، ووقف القرارات العقابية التي اتخذتها سلطات الاحتلال، ضد الأسرى والأسيرات، والتي دفعت بالمقاومة الفلسطينية لإطلاق صاروخ، مساء الأربعاء، صوب إحدى المستوطنات الإسرائيلية القريبة من حدود القطاع، بعد وصول رسالة استغاثة من الأسيرات اللواتي تعرضن، قبل يومين، لعملية قمع بشعة، نفذتها القوات الخاصة الإسرائيلية.
وفي هذا الوقت يستعد وفد قيادي رفيع من حركة “الجهاد الإسلامي”، بقيادة الأمين العام زياد النخالة، لزيارة العاصمة المصرية القاهرة، وعقد لقاءات مع مسؤولي جهاز المخابرات العامة، المشرفين على ملف الوساطة، فيما يجري الترتيب أيضا للقاءات واتصالات أخرى مع باقي الفصائل، وفي مقدمتها حركة “حماس” التي تدير قطاع غزة.
ورغم أن هذه الزيارة معد لها مسبقاً، حسب ما أعلنت حركة “الجهاد”، إلا أن توقيتها يأتي في ظل التصعيد الميداني الحاصل، بهدف مناقشة تطورات القضية الفلسطينية.
الأسيرات الفلسطينيات: “هذه صرختنا نعليها، فهل نجد من ينتصر لنا، ويكف أذى الأعداء عنّا ويحررنا؟”.
وسيشارك في الزيارة عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة “الجهاد”، وتشمل عقد لقاء مع مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل.
ويتردد أن الوسيط المصري وجّه أيضاً دعوة لحركة “حماس”، من أجل استضافة وفد قيادي رفيع من الحركة برئاسة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي، الأسبوع القادم، لبحث التطورات الأخيرة، ومساعي مصر لاستمرار الهدوء.
وقد توقفت مصر، منذ أشهر، عن عقد لقاءات مع قيادات الفصائل، بسبب استمرار حالة الهدوء التي سادت على جبهة غزة، طوال الفترة الماضية، حيث يعيد مشهد استضافة الحوارات للذاكرة التحركات المصرية التي كانت تنشط بشكل كبير، وتشمل زيارات لوفود أمنية لتل أبيب وغزة من أجل المحافظة على التهدئة.
ومن المتوقع أن تدفع مصر بوفدها الأمني المشرف على الملف الفلسطيني لإجراء زيارات متصلة إلى غزة وتل أبيب، للحفاظ على الهدوء، وعدم انجرار الأمور إلى مربع التصعيد.
ويدور الحديث حول أن الاتصالات التي أجراها الوسطاء مع قيادة الفصائل في غزة تخللها طلب فلسطيني بضرورة أن تكون هناك ضغوطات على دولة الاحتلال، تلزمها بوقف التصعيد في الضفة والقدس وداخل السجون.
وفي هذا السياق، كان نائب رئيس حركة “فتح” محمود العالول التقى، قبل تصعيد غزة الأخير، مع سفير مصر لدى فلسطين إيهاب سليمان، وأطلعه على آخر التطورات الفلسطينية، وما آلت إليه الأمور من تدهور خطير بسبب انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه.
وأكد العالول أن الشعب الفلسطيني “أثبت أنه غير قابل للخضوع، أو الاستسلام، وأن عقيدة شعبنا الوطنية وإرادته قائمة على الصمود والتمسك بخيارات المقاومة في مواجهة الاحتلال”، وشدد في ذات الوقت على أن الحراك الدولي المتعلق بضرورة وقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية يعد “حاجة ضرورية، ويجب أن يبقى قائماً للجم الاحتلال ومستوطنيه”.
وقد أكد السفير المصري متابعة بلاده لما يحدث في الأراضي الفلسطينية، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، حتى ينال حريته واستقلاله بالكامل.
أما ميدانياً، فلا تزال المقاومة الفلسطينية في غزة، ترفع حالة التأهب في صفوف عناصرها، بعد تصعيد فجر الخميس، والذي أوصلت خلاله رسائل ميدانية جديدة، تشير إلى طبيعة المرحلة القادمة.
وتمثلت الرسائل بعدم سكوت المقاومة على عمليات القصف الإسرائيلي للمواقع العسكرية، على غرار المرات السابقة، بل ردت المقاومة في ذات الوقت، بإطلاق صواريخ جديدة على المستوطنات القريبة من حدود غزة، علاوة عن استهداف الطيران الحربي المغير المضادات الأرضية وصواريخ أرض جو.
ودلل الرد الجديد على طبيعة تعامل المقاومة الفلسطينية في المرحلة القادمة مع أي تصعيد عسكري إسرائيلي، ما قد يدفع، في حال عدم نجاح جهود الوسطاء، لتوسيع رقعة التصعيد، بأن يمتد لأيام، أو يفضي إلى جولة جديدة من الحرب.
يشار إلى أن طائرات حربية إسرائيلية هاجمت، فجر الخميس، عدة مواقع للمقاومة في قطاع غزة، أحدها وسط قطاع غزة، والثاني في منطقة الجنوب، كما قصفت أرضاً زراعية شرق المنطقة الوسطى.
وأحدثت الغارات الإسرائيلية دماراً كبيراً في الأماكن المستهدفة، كما أدت إلى اشتعال النيران في الأماكن المستهدفة، فيما لم يسجل وقوع إصابات، بسبب إخلاء تلك المواقع من الأفراد قبل القصف، بسبب حالة التوتر.
وقال ناطق عسكري باسم جيش الاحتلال إن المقاتلات الحربية أغارت على أهداف للجناح المسلح لحركة “حماس”، بينها مواقع لإنتاج وتخزين الوسائل القتالية، محملاً حركة “حماس” المسؤولية عن كل ما يجري في القطاع، وتوعد بأن “تدفع ثمن الاعتداءات على إسرائيل”.
من جهته، قال وزير الجيش الإسرائيلي يؤاف غالانت “إن الجيش الإسرائيلي سيرد على إطلاق الصواريخ بقوة”، لافتاً إلى أن جيشه هاجم مواقع إنتاج وتخزين أسلحة لـ “حماس”.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية أن السياسة الإسرائيلية تجاه غزة تأتي استمراراً لسياستها التي لم تتغير منذ سنوات، بالرغم من انزعاج المسؤولين الجدد في حكومة بنيامين نتنياهو من هذه السياسية.
وبالتزامن مع القصف الإسرائيلي، دوّت صفارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة، حيث سمع دوي انفجارات على الأطراف الشرقية والشمالية لحدود القطاع، بعدما اعترضت منظومة القبة الحديدية صواريخ أطلقت من غزة رداً على الغارات.
وأعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، أن دفاعاتها تصدت للطيران الحربي المغير على قطاع غزة بصواريخ أرض-جو وبالمضادات الأرضية، كما أعلنت فصائل عسكرية أخرى استهداف المستوطنات برشقات صاروخية خلال عملية القصف الجوي.
أكدت فصائل المقاومة أن الأسرى لن يخوضوا المعركة منفردين، وأن الاعتداء عليهم لن يمر بدون رد.
من جهته، قال حازم قاسم، الناطق باسم حركة “حماس”، إن غارات الاحتلال الإسرائيلي على غزة “إكمال لحلقات العدوان الذي يشنه ضد شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته، ويصعد من هجمته على أسرانا الأبطال”.
وأضاف: “إن وجود الحكومة الصهيونية اليمينية بسياستها المتطرفة يفتح البواب واسعاً أمام التصعيد الميداني”، لافتاً إلى أن العمل البطولي الذي ترسمه المقاومة في الضفة الغربية والقدس ” يكمل مشهده بعملياتها الفدائية، وبتصدي كتائب القسام لعدوان الاحتلال على القطاع”.
يشار إلى أن التصعيد الميداني هذا جاء بسبب استمرار الهجوم الإسرائيلي الممنهج على الأسرى في السجون، ووصوله إلى الأسيرات في “سجن الدامون”، اللواتي تعرضن للضرب والرش بالغاز، ومصادرة مقتنياتهن، ما دفعهن إلى إرسال رسالة استغاثة بالمقاومة، والتي لم تتأخر في إطلاق أول الصواريخ التي كانت تحذيرية تهدد بتصعيد أوسع، بعد أن أكدت فصائل المقاومة أن الأسرى لن يخوضوا المعركة منفردين، وأن الاعتداء عليهم لن يمر بدون رد.
وقد حذرت المقاومة الفلسطينية، خلال اليومين الماضيين، من خلال رسائل نقلت إلى إسرائيل عبر الوسطاء، بأن التوتر الذي يسود السجون لن يبقى محصوراً فيها.
وتأتي هذه الهجمة ضد الأسرى بحيث تطال طعامهم ونظام حياتهم داخل الأسر، وكذلك فترة الخروج إلى ساحة السجن “الفورة”، وتهدف كذلك إلى نقل المئات منهم إلى سجون وزنازين أخرى، بناء على خطة أعدها وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، التي تتبع إدارة السجون لوزارته.
ولذلك حذر مسؤولون في إسرائيل من خطة بن غفير التي تهدف للمس بظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين، بعدم أن أرسلت المقاومة الفلسطينية أن المس بالأسرى سيؤدي للانفجار.
وذكرت تقارير عبرية أن تخوف الأجهزة الأمنية في إسرائيل جاء بسبب التطورات التي طرأت مؤخراً على أوضاع الأسرى الفلسطينيين، بمن في ذلك الأسيرات.
وكان بن غفير قال، في أعقاب إطلاق الصاروخ من غزة: “إطلاق النار من غزة لن يمنعني من مواصلة العمل لإلغاء ظروف الدلال التي حصل عليها حتى الآن الأسرى”، وأضاف: “أنا أعطي الدعم الكامل لرجال الشرطة العاملين في السجون بالدخول إلى أقسام السجناء وفرض النظام”.
وعقب ذلك، ذكرت صحيفة “هآرتس”، في تحليل لها للوضع، أن بن غفير يجر إسرائيل إلى تصعيد مع غزة.
وذكرت أن التوتر بين التنظيمات يزداد في قطاع غزة، بسبب سلسلة الإجراءات التي اتخذتها المنظومة الأمنية، بتوجيه من الوزير بن غفير، لتشديد أوضاع الأسرى الفلسطينيين.
يشار إلى أن الرسالة التي وجهتها الأسيرات من داخل السجون، والتي دفعت بالمقاومة للتدخل، جاء فيها: “وا مقاومتاه، يا أحرار شعبنا يا أبطال شعبنا، نرسل صرختنا من سجن الدامون البغيض، حيث تحتجز أمهاتكم وأخواتكم، حيث التنكيل والاضطهاد لبناتكم”.
وأضافت الأسيرات: “أين عزائمكم، أين انتصاركم لنا، أم هي أناشيد تتسلون بها دون رصيد عملي، من سيذكرنا، ويلقن العدو درسًا، لكي لا يتطاولوا على بناتكم”، وأنهت الأسيرات الرسالة بجملة: “هذه صرختنا نعليها، فهل نجد من ينتصر لنا، ويكف أذى الأعداء عنّا ويحررنا؟”.
اللهم زلزل الأرض من تحت أقدام بني صهيون الذين يستأسدون على اسيرات فلسطين الحرائر ، ودك دويلة الباطل إسرائيل المحتلة لأرض فلسطين دكة واحدة و لا تبقي لهم من باقية ????????????????