تصعيد يخدم بوتين

حجم الخط
0

إن التصعيد في اوكرانيا نافع لروسيا. فقد انضمت أوديسا التي كانت هادئة الى الآن في نهاية الاسبوع الى المعركة على نحو أرضى بوتين. فالاوكرانيون يقومون بالعمل من اجله. وبهذا الايقاع سيضطر الرئيس الروسي فقط الى اخراج حبات الكستناء من النار وتهتم كييف باللهب. إن الحكومة الاوكرانية المؤقتة لا تضيع أية فرصة للخطأ وما زالت تعمل بحسب السيناريو الروسي الذي ينتهي آخر الامر الى حرب اهلية ايضا.
ماذا كان يجب أن تفعل الحكومة المؤقتة في كييف؟ كان يجب عليها قبل كل شيء أن تُقر الوضع غير الممكن الذي نشأ بعد ثورة ميدن وأن تنتظر الانتخابات الرئاسية في 25 أيار. إن كييف لا تستطيع في الحقيقة أن توافق على استفتاءات الشعب في اقاليم مختلفة تطلب الاستقلال والانضمام بعد ذلك الى الأم روسيا كما حدث في شبه جزيرة القرم وكما يتوقع في 11 من هذا الشهر في دانتسينغ، لكن ما يحدث في واقع الامر هو أنها لم تنجح في منع الانفصال وهي تسبب مواجهات عنيفة داخلية.
إن الاوكرانيين ما زالوا في واقع الامر منذ بدأت الازمة يسقطون في جميع الاشراك التي يبثها الروس لهم. وقد كان حصار القوات الاوكرانية للمدينة الصناعية سلفيانيسك هو الخطأ الاخير في قائمة كييف. فقد ارسل الاوكرانيون دبابات قديمة وجنودا بلا دافع، لكن ذلك كاف لتدعي موسكو أن مواطني روسيا في ازمة وخطر. فقد أصبحت موسكو فجأة تهتم بحياة مواطنين، وأصبحت موسكو فجأة تتوجه الى مجلس الامن، بل إن موسكو تبدو فجأة كالغرب وهو يتحدث عن انقاذ مواطني سوريا من الرئيس الاسد.
ومع حقيقة أن موسكو لا تعترف بشرعية النظام في كييف، تزعم ايضا أنه فاشي ويتمتع بدعم اليمين المتطرف، وهنا ايضا اخطأت كييف حينما ضمت الى الحكومة ممثلين عن حزبي اليمين ولم تضم أية شخصية ‘روسية’ من شرق الدولة. وكان يجب على كييف قبل أن تجدد التجنيد الالزامي أن تجرد العصابات المسلحة اليمينية في اوكرانيا من سلاحها.
ينتظر بوتين التحدي الحقيقي الاول. ويفترض أن تكون الانتخابات تحديا كهذا. ويجوز أن نسأل بحسب هذا الايقاع هل ستجرى في موعدها؟.

اسرائيل اليوم 4/5/2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية