القاهرة – ‘القدس العربي’ أبرز ما في صحف مصر امس هو المحاولات الدولية والعربية والمحلية لايجاد مخرج من الأزمة الحالية، فقد تواصلت اجتماعات مساعد وزير الخارجية الأمريكية وليام بيرنز مع المسؤولين، بدءا من رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلي منصور ونائبه للعلاقات الدولية الدكتور محمد البرادعي، ورئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي، ومع سياسيين وقادة حزبيين، واجتماع وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد مع المسؤولين، وأنباء عن محادثات سيجريها وزير خارجية قطر للتوسط وهي بادرة ستكون في منتهى الأهمية من جانب قطر لإنهاء التوتر في علاقاتها مع مصر، كما تواصلت العمليات الارهابية في سيناء ضد قوات الجيش والشرطة.
ورفضت سلطات مطار القاهرة الدولي دخول الناشطة اليمنية توكل كرمان لتنضم إلى المعتصمين في إمارة رابعة العدوية، وكان عليها أن تطلب الاجتماع بالأحزاب من كل الاتجاهات ومنظمات حقوق الإنسان والمرأة لتعرف ما هو الموقف، ايضا تم إلقاء القبض على اثنين من مشايخ جمعية تحفيظ القرآن في اطفيح بمحافظة الجيزة، هما الشيخ محمد إبراهيم فايد إمام وخطيب مسجد وأحمد يوسف الشوربجي مدرس بالأزهر، في القليوبية وهم يصطحبون اكثر من مائة وخمسين طفلا، في عدة سيارات ميكروباص لشراء ملابس جديدة لهم من أحد المحلات وقبضت الشرطة عليهما وعلى واحد وسبعين طفلا، اعترفوا بأن الشيخين أخذوهم لشراء ملابس جديدة للعيد ثم ارسالهم الى رابعة العدوية، وتم نشر صورهم، كما اعلن استاذ الجامعة الإخواني الدكتور صلاح الدين سلطان من على منصة رابعة، ان الاعتصام فرض بينما الاعتكاف في المساجد في العشر الأواخر من رمضان سنة. وخطب الدكتور احمد تاج الدين الاستاذ بكلية الطب بجامعة اسيوط في المعتصمين في ساحة عمر مكرم بالمدينة، وأكد لهم أن الهجرة الى رابعة العدوية تشبه هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة، وواصل الإخوان وحلفاؤهم الدعاء على الجيش والسيسي ومعارضيهم في ليلة القدر، ومن الخبار الطريفة ازعاج الفيل المسكين في حديقة الحيوان بسبب الألعاب النارية من اعتصام تمثال نهضة مصر، فأحرقت شجرة نادرة، تم اطفاؤها بسرعة وهاج الفيل وكاد يقتل حارسه،
وأعلن الداعية الشيخ محمد حسان انه سيبدأ بوساطة بعد اجتماع السيسي مع علماء اعضاء جمعيات دينية، مؤكدا لهم انه لن يتم فض الاعتصام بالقوة، وتجنب حسان ذكر ان السيسي أكد أنه لا تراجع عن خارطة المستقبل التي تم إعلانها، كما تواصلت العمليات الإرهابية في سيناء ضد الجيش والشرطة وتسريب أخبار بأن الاعتصام سيتم فضه بعد العيد.
وبدء عمليات تضييق الخناق على المعتصمين وتحقيقات النيابة مع اكثرمن ثلاثين من الإخوان الذين هاجموا مدينة الانتاج الإعلامي وحطموا بوابتها وحاولوا اقتحامها، كما امر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بحفظ المطالب من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية بإسقاط عضوية الشيخ القرضاوي من هيئة كبار العلماء، بسبب مهاجمته الأزهر، وأصدرت النيابة العامة أمرا بحبس السفير السابق بوزارة الخارجية ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية محمد رفاعة الطهطاوي خمسة عشر يوما على ذمة قضية تعذيب المحتجزين في أحداث قصر الاتحادية في شهر ديسمبر الماضي. ومعه ايضا نائبه وابن شقيقه الرئيس السابق، اسعد الشيخة لنفس السبب. وإلى بعض مما عندنا في العشر الأواخر من الشهر الكريم.
صحافيون من أجل مرسي
ونبدأ بالمعارك الدائرة حول الرئيس السابق محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من جانب بعض مؤيديهم من زملائنا، مثل زميلنا وصديقنا بـ’الأخبار’ أسامة عجاج أحد مديري تحريرها الذي تحول عندما كان الإخوان في أوج قوتهم إلى جانبهم، ويحس الآن بورطة في كيفية التراجع التدريجي، قال يوم الأحد: ‘تغيرت مصر كثيراً، من كان يتصور أن عشرات الآلاف يمكنهم أن يستمروا في اعتصام مفتوح حوالي شهر كامل في اكبر ميادين القاهرة الكبرى رابعة العدوية والنهضة في ظل حر يوليو وفي شهر الصيام من كان يتوقع أن تخرج المسيرات بصفة مستمرة في مدن مصر ومحافظاتها بشكل شبه يومي وفي أثناء النهار، حيث تصل درجة الحرارة الى اكثر من أربعين في مدن الصعيد، أظن أن هذا هو المشهد الذي لم يتوقعه أصحاب القرار بعد الثلاثين من يونيو، فقد جرت العادة منذ بداية ظهور جماعة الإخوان المسلمين في عشرينيات القرن الماضي وطرحها مشروعاً مختلفاً مع النظم السياسية القائمة، رغم اختلافها من ملكية فاروق الى زمن عبدالناصر الى ليبرالية السادات الى عهد مبارك، والذي خلا من الملامح، انها دائماً رد فعل لقرارات السلطة، في زمن فاروق حاول إجهاض المشروع بالقبض على مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا واغتياله، بعد ذلك واعتقال بقية القادة وذهب الملك وجاءت محنة 1954 في الصراع بين الجماعة وجمال عبدالناصر فكانت النتيجة اعتقال الآلاف وإعدام عبدالقادر عودة وسجن المرشد المستشار حسن الهضيبي وكل القيادات واستمر الوضع كما هو حتى جاءت المحنة الثانية في 1965 لنكتشف أن التنظيم وفقاً لمفهوم السلطة ما زال حياً وموجوداً ويتآمر وفقاً لما قالته السلطة الناصرية فتبدأ مرحلة جديدة من الإعدامات وفي المقدمة سيد قطب ويتم الزج بالعشرات من جديد في السجن’.
هويدي: هل نقتل
المعارضين في مصر؟
وننتقل الى ‘الشروق’ في نفس اليوم – الأحد – وزميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هودي وقوله: ‘هل نقتل المعارضين في مصر أم لا؟ هذا السؤال مثار في بعض وسائل الإعلام هذه الأيام، بحيث أصبح محلاً للاجتهاد وتختلف فيه وجهات النظر، صحيح أن المسألة لا تصاغ بهذه الصراحة في أغلب الأحوال لأن الأغلبية لا تتحدث عن القتل بصورة مباشرة إلا أنهم يغلفون الدعوة بعبارة أخرى مثل فض الاعتصام بالقوة، أي بالسلاح وهو ما حدث مع المعتصمين أمام مقر الحرس الجمهوري الذي قتل منهم أكثر من خمسين شخصاً عند الفجر أو مع المعتصمين عند النصب التذكاري في مدينة نصر الذين قتل منهم اكثر من مائة وعشرين شخصاً في حين أصيب في المذبحتين نحو ثلاثة آلاف شخص على الأقل، لكن ذلك لم يمنع آخرين من الجهر بضرورة التخلص من المعارضين ‘الإخوان المسلمون بالدرجة الأولى’، يخطىء من يظن أن الإخوان وحدهم المستهدفون في كل ذلك، وإن كانوا هم الذريعة التي يجري الاحتجاج بها لتوسيع حملة القمع والاقتلاع لأنني أزعم أن الهدف النهائي هو مكتسبات ثورة 25 يناير ومنظومة القيم التي دافعت عنها خاصة ما يتعلق منها بالحرية والكرامة الإنسانية.
الاخوان اخطأوا
هنا واصابوا هناك
وإلى بعض الذين يرفعون شعار رفض العودة الى الوراء هذه الأيام يتحدثون عن عدم عودة الرئيس محمد مرسي الى منصبه ليس غيرة على مبادىء ثورة 25 يناير ولكن لإفساح الطريق لفلول نظام مبارك وسياساته وجميعهم لا يزالون قيد الحياة يكتمون ابتهاجهم وينتظرون’.
وفي الحقيقة، فأنا لم اقرأ حكاية المطالبة بقتل الإخوان أو الإسلاميين، اللهم إلا إذا كان هويدي يعتبر الدعوة الى حل الجماعة بحكم قضائي إذا ثبت بطلان قرار إعلانها ونظراً لما يقال عن اكتشاف أسلحة داخل مقرها في المقطم ووجود قناصة قتلوا ثمانية من المتظاهرين أمام المقر.
إذا اعتبر ذلك دعوة للقتل، فهذا أمر غير مفهوم من كاتب كبير مثله، وكذلك قوله عن إطلاق النار على المعتصمين أمام الحرس الجمهوري، بينما لم يكن هناك اعتصام إنما محاولة اقتحام المقر بالقوة، والبدء بإطلاق النار والخرطوش على القوات، وهو ما رآه الجمع علنا، والاقتحام كانت الدعوة علنية له في منصة رابعة من محمد البلتاجي وصفوت حجازي، للإفراج عن الرئيس السابق، وهم يعلمون انه غير موجود، لكن الخطة كانت تجربة اقتحام منشأة عسكرية فان مرت بسلام تبدأ عملية اقتحام غيرها لتفكيك الجيش، وكل من عمل بالعمل السياسي السري والعلني لا تجوز عليه حجج الإخوان وتبريراتهم في اقتحام منشآت عسكرية أو أمنية.
أما الذي لم أفهمه من هويدي فهو صمته عن طلب الكثير من الإخوان بالتدخل الدولي الذي وصل للتكبير عندما زفوا البشرى للمعتصمين في رابعة بأن مدمرتين أمريكيتين اقتربتا من السواحل المصرية.
الاخوان وحدوا
بين كل الاضداد مرة واحدة
وان كان زميلنا عماد الدين حسين رئيس التحرير التنفيذي أراد أن يثبت لعمرو ولي انه ليس من مجموعة صحافيين من أجل مرسي لذلك، قال في نفس العدد في عموده – علامة تعجب: ‘كلما ابتعد الإخوان عن المشهد وأصروا على الحد الأقصى من مطالبهم المتمثلة في عودة محمد مرسي للحكم وعودة الدستور ومجلس الشورى، ساهموا في تمكين بقايا دولة حسني مبارك من العودة مرة أخرى، محمد مرسي والإخوان ارتكبوا خطأ فادحاً بإصدار الإعلان الدستوري في نوفمبر الماضي ووحدوا بين كل الاضداد جمعوا البرادعي وأبو الفتوح وصباحي وموسى والقضاة في سلة واحدة مع أحمد شفيق وتوفيق عكاشة وأحمد الزند وسائر أنصار حسني مبارك وبقايا نظامه، الذي يفعله الإخوان الآن هو تكرار لخطأ الإعلان الدستوري ولكن بصورة أسوأ هذه المرة’.
‘المصريون’: قتل المسلم
لأخيه المسلم ليس من الإسلام في شيء
وإلى المعارك العنيفة المتواصلة بسبب الإخوان المسلمين، وبدأها يوم الأربعاء، في ‘المصريون’ عصام الدين راضي بقوله عنهم: ‘على القاعدة العريضة من الإخوان المسلمين الذين يملأون ميدان النهضة وإشارة رابعة العدوية ويتحملون حرارة الشمس ومشقة ساعات الصيام الطويلة أن يعلموا أن الحديث الذي يقرأ عليهم من على المنصة لا يتجاوز حناجر شيوخ الفتنة ويجب عليهم أن يرفضه كل صاحب عقل فخطابات المنصة هي حديث فتنة تحض على قتال المسلم لأخيه المسلم وهذا ليس من الإسلام في شيء كما أن مهاجمة مقرات الجيش والشرطة أمر لا يقره الدين والدفاع عن الشرعية هم مجرد عساكر يتم الزج بهم في مقدمة صفوف الحرب التي يدعون إليها هم مجرد حرافيش يتم استخدامهم للهتاف باسم فتوة الحارة مقابل وجبة باردة في ميدان النهضة أو إشارة رابعة العدوية أو أي مكان آخر، فليرد علينا أحد ماذا قدم البلتاجي للإسلام؟
وماذا قدم المرشد نفسه؟ وماذا قدم مرسي للوطن حتى يتم الدفاع عنه؟ كان أولى بكم أن تكونوا أول من يحاكمه لأنه خان الأمانة وبدد مستقبل وماضي وحاضر الجماعة بسبب أخطائه التي ارتكبها عن عمد وجهل، عودوا الى منازلكم يرحمكم الله’.
‘روزاليوسف’ تنتقد
الزج بالاطفال في مقدمة المظاهرات
طبعاً، فالعودة الى المنازل خاصة قبل العيد، فيها فوائد كثيرة، وتمنع ارتكاب المزيد من الذنوب والآثام التي قال عنها في نفس اليوم – الأربعاء – بجريدة ‘روزاليوسف’ المستشار محمد الدمرداش العقالي الذي كان إخوانيا وابتعد عنهم، قال: ‘الجماعة بعد أن فرغت من مقارفة انتهاكاتها لحقوق الأطفال من غير المنتمين لها والتي تنوعت من ضرب وتعذيب وصولا للقتل بدم بارد بإلقاء الأطفال من أسطح البنايات استدارت لتفرغ طاقتها المتقدة شراً في انتهاك أطفالها أنفسهم رغم أن الشريعة الإسلامية الغراء وكلت لهؤلاء الأطفال حماية خاصة ورعاية فائقة وقت الصراعات بكل أشكالها ولم تسمح ان تطالهم يد القتل أو الترهيب أو الاستغلال كدروع بشرية، ويكفي ان تطالع حديث الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم – حينما بلغه عند احتدام القتال في احدى الغزوات ان السيف يأخذ في طريقه أطفالا صغارا فنزل ساحة المعركة وهو يصيح في جند الإسلام: ‘ما بال أقوام جاوز بهم القتل حتى قتلوا الذرية ألا لا تقتلوا الذرية، ألا لا تقتلوا الذرية’، كما ثبت قوله حين داخلته الخشية من زهق مرشد في سيف خالد بن الوليد عندما أرسله في سرية لحي من أحياء العرب: ‘أدرك خالداً وقل له لا تقتل عسيفاً ولا ذرية’، وبناء على ذلك اكدت تعاليم الإسلام ان الصغير إذا ما ظهر في الميدان فلا يصح قتله كما لا يصح أو يجوز شرعاً استخدامه كدرع بشرية أو حتى التلويح بذلك، هذا حال الرسول العدنان فما بال حال الإخوان وقد وضعوا السيف على رقاب الصغار، سواء في ذلك من أيدهم وناصرهم أو من خرج عنهم ولم يكن من نسل عشيرتهم، ولله الأمر من قبل ومن بعد في إخوان رابعستان’.
‘أخبار اليوم’: المطلوب
تفهم اكثر للموجودين في رابعة
لا، لا، المطلوب تفهم اكثر للموجودين في رابعة وهو ما طالب به يوم السبت في ‘أخبار اليوم’ زميلنا وصديقنا الإخواني وعضو مجلس نقابة الصحافيين محمد عبدالقدوس، بقوله: ‘لا بد من التماس العذر لهم فالرئيس الشرعي للبلاد تم طرده من منصبه ثم انهم يدافعون عن أنفسهم، فالدولة بعدما حدث لا تبدي أي نوايا حسنة تجاههم، أقصد أمرين تحديداً التوقف عن سياسة الانتقام ونراها في تلك الاعتقالات العشوائية والقبض على قادة الجماعة دون أي سند من القانون والتحفظ على أموالهم وهذا أمر استثنائي وشاذ لكنه اصبح ‘عادياً’ عندنا والمطلوب أن تكون هناك مصالحة حقيقية وجادة بوقف كل تلك الممارسات اللا أخلاقية والإفراج عن جميع المقبوض عليهم ما لم يكونوا متهمين باتهامات محددة وجادة وليست ‘فشنك’ أو أي كلام! والأمر الثاني التوقف عن العمل من أجل عودة النظام القديم فالشعب المصري لن يقبل أبداً بعودة العهد البائد’.
لماذا يتشفى
المصريون ببعضهم؟
واضطرتنا الظروف الى البقاء داخل مؤسسة ‘الأخبار’ للاستماع إلى آراء عدد من زملائنا في مجلة ‘آخر ساعة’ التي تصدر عنها، ونبدأ برئيس تحريرها الإخواني زميلنا إبراهيم قاعود، وقوله: ‘ما لا أفهمه ردود الفعل الغريبة من سياسيين وإعلاميين وحتى من رجل الشارع تجاه من سقطوا ضحية أحداث العنف من شماتة وتشف وهي حالة غريبة على بلدنا وشعبنا أمام لحظات صعبة كان ينبغي الوقوف امامها في صمت ورهبة فهناك أرواح تزهق من مصريين ليسوا من الدرجة الثانية او اقل من مستوى البشر فمنهم الشباب والنساء والأطفال وكبار السن، لم نكن نريد للخلافات والصراعات ان تنسينا إنسانيتنا، نكره من نشاء لا نصل للدرجة التي يتكلم البعض هنا وهناك على طريقة فليذهبوا للجحيم وعلى الجانب الآخر لم استسغ لهجة لتكفير لكل المخالفين والمعارضين واتساعها بينٍٍٍٍٍٍٍٍ أبناء الشعب’.
لماذا لا يعمل اصحاب الضمائر
على وقف إراقة المزيد من الدماء؟
أما زميله عبدالرازق حسين فلم يعجبه كلامه لذلك قال: ‘الذين يدفعون شبابهم للانتحار في الشوارع مرضى بالغيبوبة السياسية عجلة الزمن لن تعود للوراء وخريطة الطريق كما اكد ابن مصر البار الفريق السيسي لن يتأخر تنفيذها لحظة واحدة، الشعب طلب ذلك يوم 30 يونيو وأكد أوامره الجمعة الماضية، لماذا لا يعمل اصحاب الضمائر والأصوات العاقلة على وقف إراقة المزيد من الدماء والمناورات السياسية لقادة حزب الحرية والعدالة ومصر القوية والنور وغيرها من قادة الأحزاب المرتبطة بالإخوان لن تحقق لهم خطوة واحدة للأمام بالعكس ربما تزيد ما يحدث على الأرض اشتعالا، الواقع تجاوز ما يطرحون من أفكار ومحلول ومشروعات أصبحت تنتمي للماضي’.
سفينة الوطن بها متسع للجميع
وطبعاً، أيدت ذلك زميلته الجميلة هادية الشربيني بقولها: ‘الشعب المصري الذي أعلن رفضه الحاسم بأن يعيش رهينة للعنف والإرهاب يأمل في نفس الوقت ان تتم إدارة المعركة مع الإرهاب بأقل الخسائر الممكنة ودون إراقة المزيد من الدماء ومن ثم لدينا أمل أن يتغلب صوت العقل والحكمة في صفوف جماعة الإخوان المسلمين فسفينة الوطن بها متسع للجميع ولكن على أساس الالتزام بالمصلحة العليا للوطن لأن مصر من الآن فصاعدا لن تقبل في صفوفها من يرفع راية العنف والإرهاب والتدمير لأن الشعب قال كلمته ولا صوت يعلو فوق صوت الشعوب’.
وفدي يستعدي الجيش
على الاخوان
وتتواصل المعارك فيوم الأحد شن صاحبنا الوفدي كامل عبدالفتاح، هجوماً عنيفاً على الإخوان وطالب بالانتهاء من أمرهم بقوله والشرر يتطاير من عينيه: ‘لكي نكون أكثر احتراما وتقديرا واتساقاً مع ما حدث من اندفاع ثوري كاسح في 30 يونيو الماضي لاقتلاع نظام الإخوان المسلمين السرطاني يجب ان نعي أمراً مهماً وهو أن مشاركة أي تيار سياسي مصري في الحياة السياسية حق طبيعي ومطلوب بما في ذلك حزب الحرية والعدالة أما استمرار الحز في الاختباء خلف ستارة دينية سوداء لجماعة الإخوان المسلمين فهذا ما يجب رفضه وإعلان الحرب عليه حتى يتم حل كل التنظيمات ذات المرجعية الدينية وتحقيق فص تام بين الدين والسلطة وكفانا عفناً وتخلفاً ومتاجرة باسم الدين وانشغالا عن عالم يتقدم كل ثانية للأمام في حين يدفعنا المتأسلمون للخلف قرونا للوراء كل يوم’.
‘المشهد’: صناعة كل هذه
الكراهية في عام واحد؟!
وآخر المهاجمين اليوم للإخوان سيكون زميلنا مجدي شندي رئيس تحرير ‘المشهد’ الاسبوعية المستقلة التي تصدر كل يوم أحد، قال: ‘لم يتركوا باكية تبكي عليهم، هذا هو حال جماعة الإخوان المسلمين، يتساءل المرء أحيانا عن كيفية صناعة كل هذه الكراهية في عام واحد؟ هل هي السلطة؟ أم القيادة الخطأ؟ بالطبع لن تجد إخوانياً يعترف أبداً بخطايا الجماعة سيخبرك بقناعة وتصديق كاملين أن أعداء الحرية وأعداء الدين تحالفوا عليها فعوقوا خطاها وشوهوا أعمالها وأن إعلاماً فاسداً وقضاء فاسداً ونخبة فاسدة اجتمعت على خلع الجماعة من السلطة وتحاول خلعها من المجتمع، المتخلفون عقلياً وحدهم من يمكن أن يصدقوا ذلك، الناس لا يختلفون مع الإخوان بسبب تدينهم هذه أكذوبة كبرى تحاول الجماعة ترويجها فقد كان أعضاؤها محبوبون بين جنبات المساجد، يخطبون ويؤمون الصلوات ويدعون الى الله ب’الحكمة والموعظة الحسنة’، فما حضر ‘شيطان السياسة’ وقع الشقاق وظهر التنظيم نفعياً كأي حزب آخر يبيع ويشتري ، يتآمر ويعقد الصفقات، يتواطأ أحياناً على الدم وعلى الفساد، لم يكن الخطر في ذلك وحده بل في عمل الجميع بالسياسة فالدعاة الكبار الذين كانوا يحظون بإجلال واحترام فقدوا الكثير من وقارهم وهيبتهم وسط جموع الناس حتى بدأوا يدافعون عن الجماعة كجماعة، فداعية مثل الشيخ أحمد المحلاوي ‘على سبيل المثال لا الحصر’ كان محل إجماع من القوى السياسية على مدى عقود كيف تغيرت الأمور فجأة وأصبح ‘الداعية’ خصماً يحاصر داخل ‘القائد إبراهيم’ ويخرج في وسط حراسة الشرطة ويجري ‘تحت سمعه وبصره’ استجواب وتعذيب لخصوم سياسيين تم اختطافهم الى داخل المسجد’.