تونس- “القدس العربي”: أثار قرار وزارة الشؤون الدينية التونسية “تطوير” الكتاتيب القرآنية، سجالا بين العلمانيين والإسلاميين في البلاد.
وكان وزير الشؤون الدينية إبراهيم الشائبي كشف أخيرا عن خطة لدى الوزارة لتأسيس “كتاتيب نموذجية” في عدد من المدن “بهدف الارتقاء بأداء الكتاتيب والخروج بها من الفضاء التقليدي إلى فضاء عصري مجهّز بحواسيب”.
واعتبر المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة أن هذا القرار “يمثّل خطرا يهدّد وحدة المنظومة التربوية وضربا لأسس الدولة المدنية، وذلك لأن التربية ما قبل المدرسية هي حصريّا من مشمولات وزارة المرأة والطفولة التي تتعهّد بإنجاز برامج بيداغوجية خاصّة برياض الأطفال مع ضرورة تنفيذها في جميع مؤسسات الطفولة العمومية والخاصّة. لذا فلا مجال لتدخّل رجال الدين ولا وزارة الشؤون الدينية في المسائل التربوية”.
ودعا لتخصيص المبالغ التي ستصرف على تطوير الكتاتيب القرآنية في صيانة المدارس التونسية التي تحتاج إلى ترميم، متسائلا “هل مازالت الدولة تسير على خطى المنهج الإخواني الذي انتهجته منذ 2012 والداعي إلى تربية الأطفال على المناهج الدينية وأسلمة المجتمع؟”.
وقوبل بيان المرصد بموجة من الانتقادات من قبل التيار الديني حيث كتبت الواعظة الدينية لمياء عمارة “كتاتيب وزارة الشّؤون الدّينيّة بعيدة كل البعد عن اية تنظيمات وهي مؤسسات ضمن النسيج المؤسساتي للتربية التحضيرية تخضع في تدريسها البرامج المتفق عليها من قبل وزارة التربية (منهاج السنة التحضيرية والمرجعي البيداغوجي) مع الحفاظ على خصوصية تحفيظ القرآن الكريم (الدليل المرجعي) فرجاء لا تقحموها في تجاذباتكم الأيديولوجية ودعوها تعمل بأمان وسلام”.
وأضافت، في تدوينة على فيسبوك، “وليكن في علم الجميع أن التعليم بالكتاب فيه تحصين كبير لأطفالنا من أي تطرف كان بمختلف أشكاله، باعتبار أنه يتخرج منها الطفل وهو في أتم التوازن بتجذيره في هويتنا التونسية العربية الإسلامية وانفتاحه على ثقافة ورؤى العالم، ويتميز الأطفال المتخرجون من الكتاب بنتائج متفوقة في مرحلة التعليم الأساسي بشهادة الجميع”.
وقال أحد النشطاء إن العلمانيين يمارسون “استهدافا ممنهجا للدين والمتدينين”، مضيفا “أوجعتهم الكتاتيب لأن السواد الأعظم من تلاميذها متميزون في تربيتهم وأخلاقهم ودراستهم (…) لا تقولوا حداثة ولا خزعبلات أخرى”.
وأضاف ناشط آخر “أكثر من 60 عاما وهم يحاربون هذا القطاع العظيم، ولم ولن ينجحوا. بالعكس قطاع الكتّاب تطور شكلا ومضمونا أكثر من أي مؤسسة أخرى ودليل ذلك نتائج أطفالنا في المدارس”.
وكان وزير الشؤون الدينية إبراهيم الشائبي تعهّد قبل أيام بتنظيم قطاع الكتاتيب القرآنية، متوعدا بمعاقبة “من يعمل خارج كتاتيب الدولة، وكل من ينشط في الظلام”.