مع الاسف الشديد صارت المجتمعات العربية مجتمعات غير سوية و غير متزنة مصابة بامراض وعقد نفسية مزمنة و يستحيل ان تجد إنسانا عاديا رزينا و غير متحمس او غير انفعالي بل ما يغلب هو غياب الثقافة العلمية الصحيحة و هيمنة اخلاقويات بئيسة مدمرة او كابحة لاية حركة فكرية و جسدية. انها شعوب حقا مقهورة مقموعة محرومة محدودة سطحاوية لا عمق فكريا او روحيا حقيقيا بل الكل يبحث عن التسلط والكل ينافق الكل ويداهنه ويراقب أدنى كلمة او حرف او حركة اتى بها الخ- ثمة هيمنة للغيبيات و البكائيات و الخرافات و تشبت بكل ما هو بالي و رفض للحداثة و للحضارة و للتقدم و للجمال و السمو الفني الرفيع- و قد عاينت استحالة حتى الحوار لسيطرة اللاعقلانية و غياب ضوابط لغوية محددة بالقاموس و غياب للثقافة القانونية و الانسانية و للحب و التسامح و العيش المشترك- و افظع ما اثار انتباهي هو قلبهم للحقائق البسيطة من عدل و ارادة و تاريخ و زمن و دولة و تفكير و علم و حرية الخ- انهم قدريون ميتافيزيقيون لا رابطة لهم بالواقع المعيش و لا بالارض او الطبيعة من حيوان و نبات الخ و لهذا يرجعون مثل الانسان البدائي كل ما يقع لهم هو بسبب – مثلا على الاستعمار: انه الاستعمار، طيب كيف اتى الاستعمار، اليس لان الذات مترهلة متجاوزة مكبلة متحجرة متبلدة متكلسة جامدة خاملة متخلفة الخ؟ اذن وجب قلب التفكير على سكته الحقيقية و الابتعاد عن اللاهوتيات و القيم القديمة و الفكر الخرافي؟
عبد الاله بنحيون المغربي