غزة- رام الله: قال مسؤولون مصريون وأمريكيون وقطريون إن جهودا تُبذل اليوم الأحد لاستئناف إجلاء المصابين من غزة وحملة جوازات السفر الأجنبية من خلال معبر رفح إلى مصر.
وكانت عمليات الإجلاء من المعبر عُلّقت أمس السبت بعد وقوع هجوم مميت على سيارة إسعاف.
وقالت مجموعة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) اليوم الأحد إن جميع خدمات الاتصالات والإنترنت انقطعت مرة أخرى داخل قطاع غزة وسط تواصل القصف، بينما قالت وزارة الصحة في غزة إن العشرات استشهدوا في قصف لمخيم لاجئين خلال الليل.
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف إسرائيل إطلاق النار على الفور خلال اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في رام الله.
واجتمع بلينكن مع عباس خلال زيارة غير معلنة إلى الضفة الغربية المحتلة في إطار جهود تجنب اتساع حرب إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، إلا أنه رفض فكرة وقف إسرائيل إطلاق النار خشية أن تستغل حماس ذلك.
وذكر مسؤول أمريكي بعد الزيارة أن بلينكن قال إن السلطة الفلسطينية ينبغي أن تضطلع بدور مركزي في المستقبل في قطاع غزة.
ومعبر رفح هو نقطة الخروج الوحيدة من غزة التي لا تسيطر عليها إسرائيل. وقال مصدران مصريان إن شاحنات المساعدات لا تزال تستطيع الدخول إلى غزة.
وبدأت عمليات الإجلاء يوم الأربعاء بموجب اتفاق بوساطة دولية.
“أشلاء ممزعة”
وفي مخيم المغازي للاجئين في غزة، بحث الأفراد عن قتلى أو ناجين.
وقال سعيد نجمة (53 عاما) “طول الليل أنا والشباب بنعزل في الركام وبنطلع الشهداء، أطفال أشلاء وممزعة”، مضيفا أنه كان نائما مع أسرته عند وقوع القصف على الحي الذي يسكن فيه.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس اليوم الأحد إن جيش الاحتلال الإسرائيلي هاجم المخيم مساء أمس السبت، ما أدى إلى استشهاد 47 شخصا. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يجمع تفاصيل عندما طُلب منه التعليق.
وذكرت وزارة الصحة أن 21 فلسطينيا من عائلة واحدة، بينهم نساء وأطفال، استشهدوا في هجوم منفصل خلال الليل.
وقال عباس لبلينكن “نطالب أن توقفوهم عن ارتكاب هذه الجرائم فورا”، وحث على “وقف فوري لإطلاق النار” من جانب إسرائيل.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن عباس قوله لبلينكن “لا توجد كلمات لوصف حرب الإبادة الجماعية، والتدمير التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، دون اعتبار لقواعد القانون الدولي”.
واجتمع وزراء خارجية قطر والسعودية ومصر والأردن والإمارات مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في عمّان أمس السبت وحثوا واشنطن على إقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار.
مناشدة باباوية
انضم البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى دعوات السلام. وقال “أناشدكم باسم الله”، داعيا إلى تقديم المساعدات الإنسانية ومساعدة المصابين من أجل تخفيف الوضع “الخطير جدا” في غزة.
لكن بلينكن يقول إن وقف إطلاق النار سيفيد حماس وسيسمح لها بإعادة تجميع صفوفها وتكرار الهجوم على إسرائيل. ودعت واشنطن بدلا من ذلك إلى هدنات في مواقع بعينها في ساحة المعركة للسماح بدخول المساعدات وبخروج الأفراد من غزة.
وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “شدد الوزير على التزام الولايات المتحدة بإيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة واستئناف الخدمات الأساسية في غزة”.
وفي جنوب تركيا، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على مئات الأشخاص في مسيرة مؤيدة لفلسطين حاولت اقتحام قاعدة جوية تتمركز بها قوات أمريكية، وذلك قبل ساعات من وصول بلينكن المزمع إلى أنقرة غدا الاثنين لإجراء محادثات حول غزة.
ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يستهدف حركة حماس وليس المدنيين وتتهم المسلحين باستخدام السكان دروعا بشرية.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجددا الدعوات إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وقال “لن يكون ثمة وقف لإطلاق النار من دون عودة رهائننا، نقول هذا لأعدائنا وأصدقائنا. سنستمر حتى نهزمهم”.
وقال الأميرال دانيال هاغاري المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الجيش يركز على العمليات البرية في شمال غزة “لتحرير رهائننا وتحرير غزة من حماس”.
وأضاف “سنوائم خطتنا لنلتزم بأهدافنا وسيستغرق ذلك وقتا طويلا”.
وذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كشف عن شبكة من أنفاق حماس ومراكز القيادة وقاذفات صواريخ تحت المستشفيات وبالقرب منها في شمال قطاع غزة.
وقال للصحافيين “حماس تستغل بشكل منهجي المستشفيات ضمن آلة الحرب الخاصة بها”.
ودعت حماس في بيان الأمين العام للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة دولية لزيارة المستشفيات لتفنيد “المزاعم الزائفة” لإسرائيل أنها تستخدم المستشفيات في شن الهجمات.
وقال مسؤولو الصحة في غزة اليوم الأحد إن أكثر من 9770 فلسطينيا استشهدوا في الصراع الذي اندلع في السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما اقتحم مسلحو حماس بلدات في جنوب إسرائيل وقتلوا 1400 شخص وأخذوا أكثر من 240 آخرين رهائن.
وقالت إسرائيل إن 31 من جنودها قُتلوا في عمليات غزة حتى الآن.
“كابوس مروع”
واصلت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة من الجو والبحر والبر خلال الليل.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن هناك أيضا قصفا مكثفا وقصفا مدفعيا عنيفا وغارات جوية في محيط مستشفى القدس بمنطقة تل الهوى في غزة.
وبحسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فإن ما يقرب من 1.5 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة هم نازحون داخليا.
وقالت سيندي مكين مديرة برنامج الأغذية العالمي بعد زيارتها إلى معبر رفح إن المساعدات التي تدخل غزة في الوقت الحالي “لا تكاد تقترب” مما يكفي لتلبية احتياجات الناس هناك، وهي احتياجات تتزايد أضعافا مضاعفة.
وتابعت “يعيش الناس هناك في كابوس مروع”. وأضافت “تنفد الأغذية والمياه. التدفق الثابت للمساعدات ضروري لتلبية الاحتياجات اليائسة الآن”.
وفي الدوحة، قالت وزارة الخارجية القطرية اليوم إن وسطاءها لن يتسنى لهم تأمين الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة دون “فترة من الهدوء”.
وتقود قطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة محادثات الوساطة مع حماس ومسؤولين إسرائيليين بشأن إطلاق سراح الأسرى الذين احتُجزوا بعد شن حماس هجوما مباغتا على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وأجج العنف المتفاقم في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل المخاوف من أن تصبح الأراضي الفلسطينية المضطربة جبهة ثالثة في حرب أوسع نطاقا بالإضافة إلى الحدود الشمالية لإسرائيل حيث تصاعدت الاشتباكات مع قوات حزب الله اللبناني.
وقالت مصادر أمنية لبنانية إن غارة إسرائيلية على سيارة في جنوب لبنان أودت بحياة أربعة أشخاص اليوم الأحد. والقتلى الأربع ثلاث فتيات، أعمارهن بين ثمانية و14 عاما، وجدتهن.
(وكالات)