تونس: قررت رئاسة الحكومة التونسية، اليوم الأربعاء، تنصيب الإعلامي والمعارض البارز رشيد خشانة مديرا عاما لوكالة الأنباء التونسية.
ويحمل التعيين على رأس أبرز مؤسسة إعلامية في تونس رمزية كونه يشمل رئيس تحرير صحيفة “الموقف” التي مثلت على مدار سنوات رأس حربة الإعلام المعارض لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي قبل سقوط حكمه في 2011.
وطالما مثلت الصحيفة آنذاك حاضنة المعارضة بأطيافها السياسية المختلفة بين يساريين وإسلاميين ونقابيين. وتعمد الشرطة في كثير من الأحيان الى حجبها عن الأسواق وتعطيل صدروها تحت الطباعة.
وقال رشيد خشانة الذي جرى اتمام إجراءات تعيينه رسميا، اليوم، “في الماضي كان الانتماء السياسي شرط لإدارة المؤسسة (وكالة تونس أفريقيا للأنباء). اليوم المقياس المهني هو الفيصل، وهذا هو مغزى الانتقال الديمقراطي على صعيد الإعلام في تونس”.
وتابع خشانة “الوكالة مرفق عمومي، وكل المهنيين لهم الحق في إدارتها وتسييرها دون إقصاء وعلى أساس القواعد المهنية”.
وتولى خشانة (65 عاما) رئاسة تحرير صحيفة “الموقف” الأسبوعية التي تتبع الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض، من عام 1984 وحتى توقف صدورها عام 2011 كما تولى خطة رئيس القسم المغاربي بقناة الجزيرة القطرية بين عامي 2011 و2014.
وقال منير السويسي رئيس “منتدى تونس للصحافة والنفاذ إلى المعلومات” (منظمة غير حكومية) إن “هذه أول مرة يتم فيها تعيين رئيس، مدير عام للوكالة، من خارج دائرة النظام القديم”، مضيفا أن “كل من تولوا هذه المسؤولية بعد الثورة، كانوا من الرموز الإعلامية لنظام بن علي أو قريبين من القصر”.
وأضاف السويسي، وهو أيضا صحافي في (وات) أن الوكالة لم تشهد منذ الثورة أي عملية إصلاح مؤسسية، إذ ما زالت تدار بقوانين وبعقلية موروثة من حقبة الدكتاتورية.
ووكالة تونس أفريقيا للأنباء تأسست عام 1961 وتضم اليوم نحو 300 موظف حوالي نصفهم من الصحافيين والمصورين. وهي أبرز مزود للأخبار والتقارير لوسائل الإعلام الوطنية وتمول من المال العام بنسبة 99 في المئة. وظلت أخبارها على مدى عقود تخضع لرقابة السلطة لكن منذ ثورة 2011 أصبحت إدارة التحرير تتمتع بهامش أكبر من الاستقلالية.
وستكون مهمة رشيد خشانة تطبيق برنامج إصلاحي في الوكالة.
ونوه رشيد إلى أن هدفه يتمثل “في الارتقاء بمستوى الوكالة على نفس الدرجة مهنيا وكبريات وكالات الأنباء العالمية المعروفة”.
(د ب أ)