تقرير: السودان استخدم كمعبر لنقل التكنولوجيا النووية المتطورة

حجم الخط
0

تقرير: السودان استخدم كمعبر لنقل التكنولوجيا النووية المتطورة

تقرير: السودان استخدم كمعبر لنقل التكنولوجيا النووية المتطورةلندن ـ القدس العربي :ذكر محققون امنيون دوليون السودان للمرة الاولي في تقاريرهم عن تجارة وتمرير التكنولوجيا المتطورة التي يمكن استخدامها في انتاج اسلحة نووية وتطوير برامجها.. وقالت صحيفة الغارديان البريطانية ان اجهزة تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات تم نقلها الي افريقيا في السنوات الثلاث التي سبقت هجمات ايلول (سبتمبر) 2001، وتقول مصادر اعتمدت عليها الصحيف ان هذه الاجهزة المتقدمة اختفت منذ تلك الفترة. ويشير المراقبون والمحققون الدوليون الي وجود سوق سوداء للتجارة بالاسلحة الشاملة. ويشيرون الي ان السودان استخدم شركات وهمية لشراء الاجهزة والمعدات، واجهزة متقدمة لاستخدامها في صناعاته العسكرية في الآونة الاخيرة، ويقولون ان السودان استخدم ايضا كممر. ويقول محقق دولي ان الشك جاء لان الاجهزة لم تكن تنقل للسودان او انها لم تكن تنقل الي هناك فقط، وذلك لان الاسلحة متطورة جدا. وقالت الصحيفة ان محللين غربيين واجهزة استخبارات اوروبية يشككون بان تلك المعدات تم الاتجار بها من قبل شبكة نشر التقنيات النووية التي ادارها العالم الباكستاني عبد القدير خان المحتجز حاليا رهن الاقامة الجبرية في اسلام اباد والذي كان اعترف قبل عامين ببيع معلومات وتقنيات نووية الي دول مثل كوريا الشمالية وليبيا وايران. ويعتقد ان خان زار السودان مرة واحدة علي الاقل خلال الفترة من 98 الي 2002، كما ان هناك شكوكا علي انه ربما استخدم السودان كمستودع للمعدات الهندسية ذات التقنية العالية التي كان يبيعها الي ليبيا وايران وكوريا الشمالية لاستخدامها في تجميع طوارد لتخصيب اليورانيوم المستخدم في صنع القنبلة النووية.واضافت ان ديفيد أولبرايت الذي يحقق الآن في شبكة العالم خان ويعمل في تعقب الانتشار النووي بمعهد العلوم والامن الدولي في واشنطن يعتبر ان ما قيمته 20 مليون جنيه استرليني من المعدات الهندسية ذات الاستخدام المزدوج تم تصديرها الي السودان خلال الفترة من 99 الي 2001. ولكن المحققين لم يعثروا علي اي اثر للمعدات في السودان او ليبيا التي قررت في كانون الاول (ديسمبر) 2003 التخلي عن برامجها السرية. ويخشي المحققون ان تكون المعدات هذه قد تسربت الي زعيم القاعدة اسامة بن لادن الذي عاش في السودان، غير انها اشارت الي ان المعدات لم يُعثر عليها في افغانستان ايضا.واكد مسؤول دولي ان المواد هذه قد صدرت الي السودان وان العملية توقفت بحلول عام2001، ويقول مسؤول يبدو انه لا احد يقوم بشراء هذه المواد، وربما توقفت هذه النشاطات لانهم حصلوا علي كل ما يريدون الحصول عليه. ويشك المحققون بوجود ضلع ايراني في الانخراط السوداني، حيث قالوا انه بالاضافة لوجود شبكة خان هناك الشبكة الايرانية التي تعتبر اكبر. وبحسب تقرير نشرته الصحيفة يوم الاربعاء تحدث عن محاولات ايرانية لشراء معدات نووية من اسواق اوروبية وذلك لتصنيع قنبلة نووية. ويتحدث اولبرايت وعدد من المحققين عن وجود مؤسسة حكومية سودانية تقوم بشراء هذه التكنولوجيا ومقرها الخرطوم، العاصمة السودانية، واشاروا الي وجود مكاتب لهذه الشركة في طهران وموسكو وبكين وصوفيا واسطنبول. وبحسب مسؤولين امنيين فالشركة تتعاون بشكل مكثف مع ايران، حيث يقولون ان الجهات التي تتعاون معها، هي شركات تقوم بتعهدات للصناعة العسكرية الايرانية. ولان الاجهزة ذات استخدام مزدوج فمن المحتمل استخدامها في تكنولوجيا الذرة. ولا يعتقد الخبراء ان تكون المعدات ذات التقنية العالية تم استيرادها لصالح السودان، خاصة ان هذا البلد عاني من الحرب الاهلية والتي استمرت لاكثر من ثلاثة عقود. ولان السودان لديه مشروع نووي صغير للاغراض المدنية، ولاستخدامه في فحص الاشعاعات، والدواء. واشار كتاب صادر في امريكا عن المساعدة غير المباشرة التي قدمتها الاستخبارات الامريكية سي اي ايه الي ايران في تطوير مشاريعها النووية. ونشرت الغارديان في ملحقها، فصلا من كتاب حالة الحرب: التاريخ السري للسي آي إيه وإدارة بوش . والذي اعده المحرر الامني في صحيفة نيويورك تايمز جيمس رايسين ويذكر فيه ان سي اي ايه ربما ساعدت ايران في تطوير القنبلة النووية، في عملية تضليل فاشلة. وذكر الكاتب ان العملية السرية سميت ميرلين وصادقت عليها إدارة الرئيس بيل كلينتون، وقد انعكست سلبيا علي الادارة عندما قام باحث روسي منشق كان يعمل في برنامج نووي سوفييتي تعاون مع (سي اي ايه) وكلف بتسريب تلك المعلومات النووية السوفييتية التي تلاعبت فيها المخابرات الأمريكية إلي الإيرانيين باخبار المسؤولين في طهران في شباط (فبراير) 2000 بوجود معلومات غير صحيحة في البيانات التي حصلوا عليها. وهدفت امريكا لتوجيه الباحثين الإيرانيين الذين يعملون علي تطوير سلاح نووي إيراني الي طريق مسدود يصلون إليه بعد سنين من العمل الشاق غير المثمر. وعلي خلاف ذلك ساهمت العملية الفاشلة في تسريع تطوير إيران لبرنامجها النووي. وكانت (سي اي ايه) قد نفت ما ورد في الكتاب وقالت انه اعتمد علي مصادر غير موثوقة. ولكن الكاتب يصف في كتابه عملية ميرلين بأنها أكثر عمليات المخابرات تهورا في التاريخ الحديث لـ (سي اي ايه).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية