لندن ـ «القدس العربي» لم يأت تقرير التعذيب الذي نشرته لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأمريكي يوم الثلاثاء بجديد، ولكنه كشف عن اللعبة القذرة التي مارستها وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي أيه) في أثناء ما عرف بالحرب على الإرهاب ما بعد 9/11.
فقد وجهت اللجنة وبالضرورة الحزب الديمقراطي ضربة قوية للدولة العميقة، كما ورد في تحليل صحيفة «الفايننشال تايمز». ففي الوقت الذي يعتبر فيه الديمقراطيون من أخلص الحلفاء للمجتمع الأمني إلا أن إعلان رئيسة لجنة الاستخبارات في الكونغرس دايان فاينستاين، النائبة الديمقراطية عن كاليفورنيا جاء بناء على أنه «من الأفضل إظهار الاستعداد لمواجهة الحقيقة البشعة» وفي هذا كانت توجه ضربة للدولة العميقة.
وتقول الصحيفة إن فكرة الدولة العميقة عادة ما تستخدم لوصف أوضاع في تركيا ومصر، حيث تؤثر جماعة ظل مكونة من مسؤولين أمنيين وقضاة على الحياة العامة بدون الاعتراف بدور واضح. وفي الولايات المتحدة تستخدم جماعات اليمين واليسار المصطلح للحديث عن دور الماسونيين واليهود والمفوضية الثلاثية التي أنشأها ديفيد روكفلر عام 1971 لتعزيز التعاون بين أمريكا والدول الغربية واليابان.
ومع صعود دور المجتمع الأمني في مرحلة ما بعد هجمات القاعدة على أمريكا 9/11 دخل المصطلح مدار الاستعمال لوصف الطريقة التي تدار فيها سياسة الأمن القومي.
الحكومة المزدوجة
وفي الوقت الذي ينظر فيه لنشر التقرير على أنه محاولة من إدارة الرئيس باراك أوباما لتأكيد الشفافية واحترام الحقوق في أثناء ملاحقة الإرهابيين وهي مبادئ دعا إليها في حملته الإنتخابية إلا أنه بدا في الكثير من الأحيان متأثرا بالمجتمع الأمني، خاصة في حرب الطائرات بدون طيار والاغتيالات والحرب التي تدور في العراق وسوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية ـ داعش، وهي حروب وعمليات تتم إما بقرار رئاسي أو استنادا على قوانين قديمة وبعيدا عن نظر الكونغرس.
وما يكشفه ملخص التقرير المكون من 499 هو عمليات خداع مارستها سي آي أيه وإخفاء دائم للحقيقة وحملة لتسريب معلومات غير صحيحة للإعلام عن أساليب التحقيق المحسنة والتي شملت الأيهام بالغرق حيث تعرض متهمون مثل خالد الشيخ محمد لـ 183 مرة، وفي حالة أبو زبيدة الذي استخدمت عليه الأساليب هذه رغم جراحه التي أصيب بها.
وبحسب مايكل غلينون، الباحث في العلوم السياسية بجامعة تافت، «لقد تم تحديد السياسة وتنفيذها وبشكل متزايد عبر طبقة من المدراء الذين لا يخضعون لناخبيهم أو القيود الدستورية».
وقال مؤلف كتاب «الأمن القومي والحكومة المزدوجة» إن «الحكومة العميقة هي تلك التي تعمل بناء على بوصلتها الخاصة بغض عمن هو في السلطة».
ومن هنا كانت تسريبات إدوارد سنودن العام الماضي بمثابة صيحة التحذير عما تقوم به المؤسسة الأمنية، في عمليات التنصت التي بدأت في عهد جورج بوش وازدهرت في ظل أوباما. فقد كشفت تسريبات سنودين عن الدور الضعيف الذي مارسه الكونغرس على مجلس الأمن القومي، فقد كذب رئيسه جيمس كلابر على الكونغرس ورغم ذلك احتفظ بمنصبه. ونفس الأمر حدث مع تقرير التعذيب. فالجميع يعرف ومنذ أكثر من عقد من الزمان عن تعذيب سي آي أيه لمعتقلي القاعدة ولكن كان على فاينستيان خوض معركة استمرت 3 سنوات حتى تنشر تقريرها.
فقد حجب البيت الأبيض عن لجنة التحقيق 9.400 وثيقة. وحاول رئيس طاقم البيت الأبيض دينيس ماكدنو التفاوض مع اللجنة لوقف نشره. واتصل وزير الخارجية جون كيري يوم الجمعة ليحذر من عواقب نشره السلبية على صورة أمريكا في العالم، فيما حذر مايك روجرز من لجنة الاستخبارات في الكونغرس إن نشره سيؤدي إلى «العنف والموت». واتهمت فاينستاين في آذار/مارس المخابرات الأمريكية بالتجسس على أجهزة كمبيوتر اللجنة، واعتذر جون برينان مدير سي آي أيه في تموز/يوليو معترفا أن اللجنة فعلا كانت تحت المراقبة. ورغم ذلك فقد احتفظ هو الآخر بمنصبه.
سجل عار
كل هذا يؤشر إلى الهدف الذي تم من أجله نشر التقرير فليس محاسبة رجال العهد السابق ولكن «التطهر» من آثام الماضي، ومن هنا دعا بعض المعلقين يوم نشر التقرير إلى مسامحة جورج بوش ونائبه ديك تشيني وغيرهم من مسؤولي المجتمع الأمني.
فما كشف عنه التقرير هو بشاعة ووحشية كان من الواجب تجنبها. والتفاصيل التي يقدمها التقرير وإن كانت الأسماء والدول قد شطب عليها بالأسود إلا إنها تعطي صورة عن وكالة لم تتحرز عن استخدام آية وسيلة.
وفي 119 حالة فحصتها اللجنة لاحظت أن أبو زبيدة نال الحصة الكبرى من التعذيب وأساليب الوكالة فقد قضى 12 يوما في صناديق الحجز منها 29 ساعة في صندوق عرضه 21 إنشا وعمقه 2.5 قدم. وقال المحققون معه إن الطريقة الوحيدة التي سيخرج فيها أبو زبيدة هي بالكفن.
ويقول التقرير إن بعض رجال سي آي أيه كانوا «على حافة البكاء والشهيق للطريقة التي عومل بها أبو زبيدة».
ويشير التقرير أن خمسة من المعتقلين تعرضوا لإطعام من الشرج حيث كان يطحن الطعام ويضخ من فتحة الشرج.
وفي حالة أخرى مات غول رحمن متجمدا من البرد بعد إجباره على الجلوس على البلاط البارد عاريا. وقام المحققون بتقييد يدي معتقل لعمود، واسمه رضا النجار وظل مقيدا لمدة 22 ساعة.
ويكشف التقرير عن الأموال التي انفقت على تصميم برنامج التعذيب الذي قام به محللان نفسيان لم يكن لأي منهما تجربة مع القاعدة أو التحقيقات. وحقق المتعهدان النفسيان 81 مليون دولار حتى قبل أن يتم تصميم البرنامج.
ويظهر التقرير أيضا حالة من التعتيم التي مارستها سي آي أيه حيث لم يكن الرئيس جورج بوش يدري ما يجري حوله، وتم تضليله وقام بإصدار تصريحات غير دقيقة. ولم يحصل الرئيس على أي تقرير من مدير الوكالة جورج تينت أو أي من مساعديه على معلومات حول برنامج التعذيب المحسن.
ولم يتم إبلاغه به إلا بعد تجربته على 38 معتقلا وذلك في 6 نيسان/أبريل 2006 . وأصدر بوش تصريحات خاطئة حول فعالية الأسلوب وقال إنه منع هجمات جديدة ضد مكتبة «تاور» في لوس أنجليس ومطار هيثرو في لندن.
ويرفض التقرير ما قيل عن مساعدة أساليب التعذيب في العثور على أسامة بن لادن وأكد معدوه بناء على الشهادات والوثائق أن معظم المعلومات التي حصلت عليها سي أي أيه من المعتقلين لم تكن صحيحة. ورغم كل هذا لا يزال قادة سي آي أيه مثل تينت يعتقدون أن البرنامج أنقذ حياة الكثير من الأمريكيين.
ويتحدث التقرير عن الأساليب التي أخفت فيها وكالة الاستخبارات السجون السرية حتى عن السفراء الأمريكيين في الدول التي أقيمت فيها. وأحد المعتقلات الشهيرة هو «كوبالت» في أفغانستان تم احتجاز فيه المعتقلين في الظلام ووصفه أحد مسؤولي الوكالة «بالقبو». ومن هنا جاء التقرير ليكشف عن فصل مريع في تاريخ أمريكا.
ضربة لسمعة أمريكا
وترى صحيفة «التايمز» البريطانية في افتتاحيتها أن نشر التقرير يعتبر ضربة لسمعة سي آي أيه وقد يؤدي إلى هجمات انتقامية حول العالم، لكن نشره كان ضروريا. فقد صور التقرير سي آي أيه كوكالة مارقة مثل فيلم هوليوودي تقوم بكتابة قواعد اللعبة، تخدع أسيادها وتخون القيم الأمريكية التي تدعي أنها تدافع عنها.
ورغم محاولة الوكالة دحض كل ما ورد في التقرير إلا أن الصحيفة ترى أنه من الأفضل لو قبلت بالحقيقة. وتشير لما قالته فاينستاين أن ما فعلته سي آي أيه هو «وصمة عار في تاريخنا» وكان يجب أن لا تلجأ لأساليب الدول الديكتاتورية.
وتعتقد الصحيفة أن العمل الذي استمر 5 سنوات على الطريق ما هو إلا خطوة نحو التطهر. ولاحظت أن التقرير ليس كاملا ولا حياديا لأن اللجنة التي حضرته هي من الديمقراطيين. وقام على مذكرات سي آي أيه وليس مقابلات مع المسؤولين عن التعذيب أو ضحاياهم، ولا يذكر التقرير إلا قلة من الأسماء.
ورغم كل هذا فهو يدحض مزاعم المخابرات الأمريكية أن التعذيب كان ناجعا في منع هجمات إرهابية جديدة على أمريكا. ففي الوقت الذي أخبر فيه مايكل هايدن، المدير السابق للوكالة أن أسلوب التعذيب كان ناجحا مع أبو زبيدة لكن هذا الأخير كان متعاونا مع المحققين قبل تعرضه للتعذيب.
وتقول الصحيفة إن طغاة العالم الباقين سيقرأون التقرير بعناية والدرس الوحيد منه إنه عندما تضل أمريكا طريقها فمن الصعب استعادة أخلاقيتها العالية، والخطوة القادمة هو نشر التقرير كاملا وبدون شطب.
فصل حالك
ووصفت «الغارديان» التقرير بالخزي والعار على أمريكا. وقالت الصحيفة إن التقرير يعتبر من أكثر الفصول حلكة في تاريخ أمة تنظر لنفسها وبأسباب معقولة «منارة للعالم». وأضافت أن التقرير يعتبر علامة مهمة في المحاسبة ولكنه يكشف في الوقت نفسه عن الحاجة لعمل الكثير في مجال تعزيز حكم القانون وآلية عمل الوكالات الأمنية وليس فقط في أمريكا.
فهو يقدم أدلة مدمرة ضد المخابرات الأمريكية التي استخدمت التعذيب وبشكل مستمر ودائم وبمباركة من الرئيس السابق جورج بوش. وقالت إن الوثيقة واحدة من أكثر الوثائق الصادمة التي تصدر عن ديمقراطية في العصر الحديث حول انتهاكها لقيمها العليا. واعتبرت الصحيفة الوثيقة «تحية للولايات المتحدة التي قامت بنشر تقرير كهذا. مقارنة مع بريطانيا مع أساليب بريطانيا في المحاسبة، وهو قصور على البرلمان ان يتجاوزه».
ولكنه يظل تقريرا عن جرائم كان يجب أن لا ترتكب أو سمح بارتكابها أو تجاهلها من قبل حلفاء الولايات المتحدة ولا تزال بدون عقاب.
وجاء نشره في هذا الوقت نظرا لأن الشهر المقبل ستنتقل الغالبية في الكونغرس للجمهوريين مما يعني منع نشره. وتقول كان برنامج سي آي أيه للتعذيب سيئا بما فيه الكفاية لكن الوكالة كذبت أيضا، كذبت على الأمريكيين وعلى الحكومة.
وتساءلت عن أثره وإن كان سيحدث تغييرا كافيا. ففي السبعينات من القرن الماضي ردت سي آي أيه على النقد من خلال إنزال الستائر وإغلاق الباب على نفسها وبناء دولة سرية. ويواجه الأمريكيون إمكانية تكرار السيناريو نفسه.
الدرس القاسي
وترى صحيفة «إندبندنت» أن التقرير يؤكد ما جرى في أقبية السجون التابعة للمخابرات الأمريكية من تعذيب، وكيف كان الرئيس بوش المغرم بالحديث عن «الأشرار» يتحدث بوجهين من الخطابات التي تعدها له وزارة الخارجية والآخر المتحرر من القيود عن ملاحقة الأشرار والقبض عليهم أحياء وأمواتا.
وترى الصحيفة أن الدرس الأهم من تقرير الكونغرس هو الفشل الذي حققه برنامج التعذيب من الحصول على معلومات ذات قيمة.
وتعتقد الصحيفة أن التعذيب كان خرقا للمعايير والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها أمريكا، فالمعلومات التي تم الحصول عليها من خلال التعذيب لم تكن موثوقة ولا فائدة منها.
وعبرت الصحيفة عن دهشتها من دفاع سي أي أيه عن نفسها مع أن التقرير يظهر عدم نجاعة أساليب التعذيب وكذب مزاعم الوكالة عندما قالت إنها حفظت أرواح الأمريكيين. وترى أن أمريكا أخذت وقتا طويلا للاعتراف بهذه القصة الرهيبة التي جاءت بشكل غير مكتمل والتي تعتبر شجبا لنظام المحاسبة والمتابعة والفصل بين السلطات في الولايات المتحدة.
وركزت الصحيفة على الرد الضعيف من حلفاء أمريكا وبمن فيها بريطانيا حيث كان في تلك الفترة توني بلير رئيسا للوزراء وجاك سترو الذي كان وزيرا للخارجية ويبدو أنهما لم يطرحا أسئلة حول ما كانت سي آي أيه تعمله وهي تستخدم القواعد البريطانية في ذهابها وعودتها.
وتعتقد الصحيفة أن أهم رسالة من تقرير الكونغرس هي أن التعذيب عادة ما يترك آثارا سلبية. وترى أن رد بوش على هجمات 9/11 كان مليئا بالأخطاء الفاحشة ويشبه قرار شن الحرب على فيتنام.
فقد أضعف الحق في المقاومة قرار التعذيب وجرائم الحرب.
وترى أن المشكلة الحقيقية في تقارير كهذه هي فشل الإدارات الأمريكية المتعاقبة في التعلم منها.
تقرير مثير للقلق
أما صحيفة «دايلي تلغراف» فقد اعتبرت التقرير مدعاة للقلق ويقدم عند قراءته رؤية قاتمة، فاللجوء للتعذيب أمر بغيض في كل مجتمع متحضر.
وممارسات سي آي أيه تجاوزت ما هو مقبول في إدارة التحقيقات.
ومثل بقية المعلقين عبرت عن قلقها من الطريقة التي ذهب فيها المسؤولون عن نظام التعذيب المحسن لإخفاء جرائمهم عن صناع القرار والرأي العام الأمريكي.
وحتى بوش الذي صادق على الأسلوب ودعمه ترك في الظلام حول ما كان يفعله المحققون مع المعتقلين.
وترى الصحيفة أن الوكالة المركزية للاستخبارات لم تواجه شجبا كهذا منذ فضيحة إيران ـ كونترا التي كادت تطيح بالإدارة الأمريكية لريغان في الثمانينات من القرن الماضي. وقالت إن قرار الإدارة الأمريكية الحالية وضع بعثاتها الدبلوماسية في حالة تأهب قبل نشر التقرير مؤشر للضرر الذي سيحدثه التقرير لموقف أمريكا الدولي.
ومهما كان موقف الجمهوريين من التقرير فالمعركة ضد الإرهاب لن يتحقق النصر فيها بدون أن تقف الولايات المتحدة وحلفاءها على أرضية أخلاقية عالية «فتعذيب من يعارضون أسلوب حياتنا لن يساعد في انتصار الغرب وروايته».
تقرير عن الإنحطاط
وتقرأ صحيفة «نيويورك تايمز» في التقرير صورة عن السفالة التي من الصعب فهمهما وحتى للمعدة هضمها، رغم أنها قدمت بطريقة مخففة وبملخص لتقرير أوسع.
وأشارت أن العالم كان يعرف عن التعذيب الذي مارسته الولايات المتحدة وكذبت حوله. ويطرح التقرير مرة أخرى سؤالا عن السبب الذي لم يحاسب فيه أي شخص حتى المسؤولون الكبار الذين فكروا في الأساليب ومسوؤلو الطبقة الوسطى ممن نفذوا التعليمات وأؤلئك الذين غطوا على الجريمة من خلال تدمير الأدلة ومحاولة منع تحقيق الكونغرس.
فقد أكدت سي آي أيه في مرحلة ما للنواب الأمريكيين أن التعذيب لم يكن على القاعدة التي حدثت في أبو غريب.
وما جرى كان أسوأ مما حدث في العراق. فالتقرير يؤكد أن محققي سي آي أيه والمتعهدين كانوا أسوأ وأكثر بشاعة. وتشير الصحيفة لما ورد في التقرير من اشكال التعذيب التي كانت سلسلة من الوحشية والفوضي وغياب المحاسبة والتي تذكر بالقرار المرعب الذي اتخذه باراك أوباما في بداية إدارته لإغلاق الكتاب على هذا الفصل في التاريخ الأمريكي.
ومع أنه هاجم التعذيب إلا أن المسؤولين الذين ارتكبوا الفظائع هذه أفلتوا من العقاب وكل محاولة لتقديمهم للمحكمة عرقلت باسم المصالح القومية.
وتعترف أنه لن يتم فعل شيء اليوم خاصة بعد سيطرة الجمهوريين على الكونغرس وغالبيتهم تعارض التقرير.
وفي تعليق «واشنطن بوست» على التقرير تدعو لمراقبة الأثر الذي سيتركه على سمعة أمريكا في العالم. ومهما كانت فعالية أساليب التحقيق فهي خطأ والتعذيب غير مسموح به.
وكما قال مسؤول في إدارة أوباما «السبب الذي دعانا لحظر هذه الأساليب لأنها ضد قيمنا».
وفي الوقت الذي لا تستبعد تأثر الولايات المتحدة من نشر التقرير، ولكن على المدى البعيد فنشره سيظهر التزام الولايات المتحدة بالشفافية والنقد الذاتي والتعهد بعدم تكرار أخطاء 9/11.
إعداد إبراهيم درويش: