“القدس العربي”: كشف تقرير نشره موقع المحادثة المحلية الناطق باللغة العبرية، وهو موقع يتبع لمنظمة النهوض بالصحافة المدنية المناهض للاحتلال، عن مقاطع مصورة تظهر اقتحام مستوطنين برفقة جنود الاحتلال أربع قرى فلسطينية على الأقل في مناطق الضفة الغربية المحتلة في وقت واحد، وذلك بعد الأسبوع الأول لبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منتصف مايو/أيار الماضي.
ولفت التقرير، الذي استند على شهادات حية لفلسطينيين تعرضت منازلهم وعوائلهم لاعتداءات المتسوطنين وكذلك فيديوهات نشرتها منظمة “بيتسيلم” الحقوقية، إلى أن المستوطنين والجنود عملوا كوحدة عسكرية متكاملة، ما أدى إلى مقتل استشهاد فلسطينيين.
وأشار إلى أن أعنف الاعتداءات التي وقعت كانت يوم 14 مايو/أيار2021، والذي أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 11 فلسطينياً في أنحاء مختلفة بالضفة الغربية، أربعة منهم على الأقل قتلوا خلال هجمات شنها مستوطنون يرافقون جنوداً على قرى فلسطينية.
كما تظهر الشهادات التي حصل عليها الموقع أن الاعتداءات شملت إحراق الحقول والأشجار وإلقاء الحجارة وإطلاق الذخيرة الحية، وأنه في ثلاث حالات على الأقل، قام المستوطنون والجنود بدور وحدة عسكرية متكاملة، إذ أطلقوا النار بشكل متقطع على الفلسطينيين، حيث تلقى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وصفاً مفصلا عما جرى، لكنه اكتفى بالرد “بأن القضايا قيد التحقيق”.
وفي السياق، فإن سلسلة الصور ومقاطع الفيديو التي تم التقاطها في القرى المعتدى عليها مثل بورين وعوريف بالقرب من نابلس، أظهرت مشاركة رئيس أركان مستوطنة يتسهار القريبة من القرى المذكورة، وهو يشارك في إطلاق النار على الفلسطينيين، علاوة على مشاركة من ضابط في المستوطنة ذاتها برتبة رائد.
وكانت منظمة “بيتسيلم” قد نشرت، الجمعة، مقطع فيديو يظهر رجلاً ملثماً بلا قميص- ليس من الواضح ما إذا كان جندياً أو مدنياً- يتجول حول أحد الجنود ويتحدث معه، ثم يطلق النار من سلاح آلي في يده على فلسطينيين في القرية. ووفقاً لإفادات فلسطينية، أدى هذا إلى استشهاد الفلسطيني نضال صفدي في قرية عوريف.
מתנחלים חמושים תועדו יחד עם חיילים בעת עימותים בכפרים פלסטיניים בגדה. בסרטונים משני כפרים נראים מתנחל ורעול פנים עם מכנסי צבא יורים לעבר פלסטינים שלא סיכנו אותם בזמן שחיילים עמדו לצדם ושוחחו עמם. | @HShezaf https://t.co/9N4rho15vZ
— B’Tselem בצלם بتسيلم (@btselem) July 16, 2021
وبحسب رئيس المجلس القروي في عوريف، مازن شحادة، الذي التقط الصور، فإن تسعة فلسطينيين من سكان القرية أصيبوا بالرصاص الحي، ولم يتم إجراء تشريح لجثث الشهداء، وكذلك الضحايا الأخرين في ذلك اليوم، ما أدى إلى عدم معرفة ما إذا كان المستوطنيين أم جنود الاحتلال هم من أطلق النار عليهم، فضلاً عن أنه لم يتم فتح تحقيق من قبل الشرطة الإسرائيلية بهذا الخصوص.
ويُظهر مقطع فيديو أخر تم التقاطه في قرية عصيرة القبلية المجاورة، مشهداً مشابهاً، إذ يظهر فيه مجموعة من الجنود والمدنيين يحملون السلاح، وهم يقفون سوياً على تلة فوق القرية، وفي أحيان أخرى شوهد أحد المستوطنين وهو يهرب من المجموعة ويتحرك على بعد حوالي عشرة أمتار، ويطلق النار من السلاح الذي يحملة على عشرات الفلسطينيين المتواجدين عند مدخل القرية، ثم يعود مجدداً لرفاقه، ليشاهد لاحقاً كيف يقوم الفلسطينيون بإخلاء شخص أصيب بالنيران التي أطلقها المستوطن، ليتبين لاحقاً أنه حسام عصيرة الذي استشهد في حينه.
وقال حافظ صلاح، رئيس المجلس القروي في عصيرة، إنه “رأى شخصا أصيب بعد إطلاق أحد الجنود النار عليه من مسافة بعيدة”، مرجحاً أن يكون قناصاً.
ووفقاً لما أورده موقع” المحادثة المحلية” يظهر مقطع فيديو تم التقاطه في نفس التوقيت تقريبا في قرية بورين، إذ شوهد نحو عشرة مستوطنين، معظمهم ملثمون، يقفون على سطح منزل فلسطيني ويرشقون السيارات والمنازل في القرية بالحجارة، بينما يقف ثلاثة جنود بجانبهم، دون أن يحركوا ساكناً.
ووفقا لشهادات أهل القرية، فإن سبعة أشخاص على الأقل أصيبوا خلال الهجوم عليهم بالرصاص الحي، فيما لم يتضح ما إذا كان الجنود أم المستوطنين هم من أطلق النار.
وبالرغم من وقوع الهجمات السابقة بشكل متزامن، في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، فإن “المحادثة المحلية” لم ينشر دليلاً على وجود تنسيق مشترك بينهم، مؤكداً أن من بين المستوطنين من كان يعلم أن الأحداث وقعت في وقت واحد في عدة أماكن متفرقة.
وكان زفي سكوت، المتحدث باسم مستوطنة يتسهار ونجم شبكة محلية فيما يطلقون عليه “أراضي يهودا والسامرة”، قد نشر في حينه عبر صفحته على فيسبوك صوراً لجثث فلسطينيين أحدهما أصيب في رأسه والآخر كان ينزف من صدره، معلقا “الأمن في السامرة في حالة ممتازة.. لا تخرجوا للتظاهر”.
وأكد التقرير الذي جاء تحت عنوان “ميلشيات من المستوطنين والجيش هاجوا وقتلوا فلسطينيين”، أن الجيش يعتبر المستوطنين قوة مساعدة، إذ تم توثيق العديد من الحالات التي ألقى فيها المستوطنون الحجارة وأتلفوا ممتلكات الفلسطينيين على مدار سنوات طويلة، بينما وقف الجنود إلى جانبهم دون أن يتحركوا لمنعهم من إلحاق الأذى ضد الفلسطينيين.
وتابع “اللافت فيما وقع أنه من النادر توثيق إطلاق نار مشترك بين مستوطنين مسلحين وجنود في الوقت ذاته”، مستعرضاً تقريراً موسع كتبته منظمة “ييش دين” تحت عنوان “Wild Space”، حول ما بات يعرف إسرائيلياً بـ”خصخصة” الأمن في الضفة الغربية، “من الجيش إلى المنسقين الأمنيين للمسوطنات”.
وقال التقرير إن هذا يعني “نقل السلطة إلى هيئات ذات أجندة سياسة واضحة، وهو إنشاء ميلشيات غير خاضغة للرقابة، وهو ما أثبتته أحدث 14 مايو/أيار الماضي”.
وبالرغم من أن وسائل إعلام عبرية نشرت، الثلاثاء الماضي، خطاباً أرسله 100 جندي من مختلف الوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي، إلى وزير الحرب بيني غانتس يطالبون فيه باتخاذ إجراءات ضد عنف المستوطيين والذي شاهدوه بأنفسهم، و جاء فيه “في العام الماضي، اشتد عنف المستوطيين بشكل أكبر، تجلى في تدمير الممتلكات، وإلقاء الحجارة، والعنف الجسدي ضد الفلسطينيين، ولم نتمكن من الحصول على الأدوات اللازمة للتعامل معهم”. إلا أن ما وقع في مايو/أيار المنصرم يكشف عن أن الجنود لم يحاولوا على الأرض منع المستوطنين من العمل فحسب، بل كانوا شركاء معهم في قتل الفلسطينيين.
ووفقا للتقرير، فإن المحامية كيمير مشركي الأسد، المديرة المشاركة لمنظمة “هيكل” التي تمثل الفلسطينيين في المحاكم الإسرائيلية بشأن قضايا العنف التي يشنها المستوطنيين، قالت “ليس لديّ خيار سوى أن أسميهم ميلشيات، ينظر الجيش الآن للمستوطنين على أنهم مساعدين لقتل الفلسطينيين، يتعاونون سوياً بشكل شفاف و واضح دون خجل”.
وتابعت” المستوطنون لديهم شجاعة أكبر للإعلان عن هذا”.
وإشارت الأسد التي تمتلك خبرة 17 عاماً في هذا المجال إلى أن العام الماضي، أصبحت الأمور أكثر تنظيماً، هناك مجموعات من المسوطنين في تطبيق” واتس اب” مستعدون للهجوم، مضيفة “في حال حدوث شيء ما على الفور ستجد الكثير من المستوطنين الملثمين يتجمعون بالقرب من الجنود”.
هناك الكثير من القوة للمنظمات اليمينية التي يدعمها ممثلو الحكومة. أصبحت ذراعاً رسمياً في السنوات الأخيرة، هم الآن في الحكومة، ولم يعد هناك من شيء تحت الطاولة، كما كان في السابق، هم يعتبرون المستوطنين قوة مساعدة
وقالت إن السبب الأخر هو “التعزيز السياسي للمنظمات اليمينية، هناك الكثير من القوة للمنظمات اليمينية التي يدعمها ممثلو الحكومة، وأصبحت ذراعاً رسمياً في السنوات الأخيرة، هم الآن في الحكومة، ولم يعد هناك من شيء تحت الطاولة، كما كان في السابق، هم يعتبرون المستوطنين قوة مساعدة”.
وواصل التقرير تقديم عرض مفصل أكثر للاعتداءات التي قام بها المستوطنين بمشاركة الجنود، ففي عوريف شوهد وجود ملثم يقف بجانب ضابط كبير ويطلق النار على الفلسطينيين، ما أدى لمقتل نضال صفدي البالغ (25عاماً)، بينما كان يقف بالقرب من مدرسة عوريف، وهو أب لثلاثة أطفال وكان بانتظار طفل رابع، إذ تم بناء مستوطنة يتسهار وحوالي ثماني بؤر استيطانية أخرى بالقرب من المدرسة المذكورة.
ونقلاً عن مازن شحادة، فإنه في “تمام الساعة الثانية فجراً وصلت مجموعة من المستوطنين ومعهم ستة جنود إلى المدرسة والمنازل المجاورة، وبدأوا باقتلاع أشجار التين والزيتون(60) شجرة، ثم رشقوا المدرسة بالحجارة وكسروا ألواحها الشمسية، وسط تغطية مكثقة بالنيران من قبل الجنود”.
وأضاف “أحد الجنود أعطى سلاحه للمستوطن”، في إشارة إلى إحدى الصور التي التقطها وأظهرت مدنياً ملثماً لا يرتدي قميصاً ويقف على مقرب شديدة من أحد الجنود، إذ أطلقا النار سوياً، وعندما انتهى المستوطن من إطلاق النار، ذهب إلى الجنود وأعطوه ذخيرة إضافية”.
وفي المقطع الذي حصلت عليه “بيتسيلم” وتم نقله إلى موقع “المحادثة المحلية” يظهر نفس الرجل الذي لا يرتدي قميصاً وملثماً يسير بجوار أحد الجنود ويتحدث معه ويطلق سلاحه الشخصي على الفلسطينيين في القرية، وفي الصور الثابتة التي نشرها الموقع، يظهر نفس الرجل مع رجلين يشبهان المستوطنين يقفون مع ثلاثة جنود ويتحدثون معهم ويشيرون إلى الجنود في اتجاه معين، فيما يبدو أنه تعليمات.
الكل متفرج بدون استثناء. لا احد يطخ علينا وطنيه شعوب بايعه وشغل كلام في كلام، واذا تكلم فلا اكثر من لاحول ولاقوه الا بالله. قم انهض تظاهر اعتصم لكي يكون لديك تاثير , وبغير ذلك فكلنا متخلفون عن نصره اهلنا ومنافقون