بيروت – «القدس العربي»: بعد أن حفرت إسمها بالذهب في الأعمال الدرامية والمسرحية والسينمائية سطع نجمها عالياً في فلك التمثيل لبنانيّاً وعربياً، إنها النجمة اللبنانية المخضرمة تقلا شمعون، التي أبدعت كثيراً في أدوارها التمثيلية التي أدتّها بحرفيّة ومهنيّة عالية من «عليا» في «روبي» الى «عايدة» في «فخامة الشك» و»ديانا» في «جوليا» وصولا ً «الى»نرجس» في»ثورة الفلاحين»، وكلّها أدوار لمعت بها وحظيت بأصداء إيجابية لدى الجمهور اللبناني والعربي ما جعلها الوجه الرابح لأيّ عمل تشارك فيه دراميّاً أو كوميدياً.
«القدس العربي» التقت النجمة اللبنانية للحديث معها عن جديدها المهنيّ، وعن رأيها في الدراما اللبنانية عموماً وعن سرّ نجاح دورها «نرجس» في ُثورة الفلاحين والأصداء الإيجابية، التي حصدها، فأكدّت «أنه بالنسبة الى شخصية نرجس التي أدّيتها في مسلسل «ثورة الفلاحين» لاقت صدى جميلاً جداً عند المشاهدين إن كان اللبنانين أو العرب، وهي شخصية طبيعيّة لاقت استحسانًا أولاً بالكتابة، التي هي الجسر الواصل بين الاقطاعية الموجودة في العائلة المالكة وبين الفلاحين المزارعين، وهي تزّوجت هذا الفلاح بالسّر وعاشت معه، وهي في الوقت نفسه تناهض هذه القضية قضية الحرية والحقوق لكل العالم والمساوة».
وأضافت أنها أدّت شخصية «نرجس» بإحساس عالٍ لأنها أحبتها، وقالت «هذه الشخصية أحببتها وأديّتها بإحساس عال جداً، وكنت دائماً أحرص أن تكون الحالة النفسيّة، التي أريد أن أوجد فيها في أيّ مشهد أن تطال شخصيّة درامية مثل شخصية نرجس، التي تعيش هذا الصراع بين الإنتماء الى عائلتها وبين مناهضتها لثورة الفلاحين».
ووجهّت «تحيّة الى كلّ الأشخاص، ومن بينهم «المخرج المبدع فيليب أسمر، الذي ظهّرني بصورة حلوة والكاتبة كلوديا مرشليان، التي كتبت الشخصيّات بشكل رائع وخاصة شخصيّة نرجس، وأكيد الممّثل عليه أن يعمل دائماً إضافة وأنا أعطيت إضافة بـأدائي لهذه الشخصية».
واعتبرت تقلا شمعون أنّ «نرجس هي شخصية إنسانة ثورجيّة حتى لو لم يتمّ إعلان هذا الأمر بالظاهر، ولا سيما عندما تجرّأت وأخذت هذه الخطوة بأن تتزوج من فلاّح فقير لأنها آمنت بالحبّ، آمنت أنّها عشقت هذا الرجل، الذي يتمتّع بشخصيّة حلوة وبقيمٍ عالية هي تبحث فيها عند الرجل بغضّ النظر إذا كان يملك الأموال والثروات ما يعني أنها هي إنسانة حرّة بالانتماء المادّي وتتطلع الى الجوهر».
وتحدّثت عن الجرأة التي تتمتعّ بها نرجس، خصوصاً «عندما قرّرت أن تتزوج بالسرّ وتعيش في بيت سريّ في نفق تحت الأرض برهنت كم أنّها إنسانة جريئة حتى ولو لم تجاهر علناً بهذا الشيء، وفي الوقت نفسه هي محبّة دائماً وتتطلع وترى الآسى والحزن العميق في عيون الشخصيات، من حولها، وهي حريصة دائماً على الاهتمام بأوجاعهم إن كانوا أولاد شقيقها أو أولاد شقيقتها، فهي دائماً تتطلع الى «لميس» على الرغم من أنها قد أذتها وكذلك «غاوية» وكلّ الشخصيات من أولاد اختها وأخيها فكانت لهم كأمٍ حنونة بالروح».
أمّا بشأن جديدها فأعلنت عن قيامها حالياً «بتصوير مسلسلٍ سيكون خارج رمضان، وهو من إنتاج «أم بي سي» وO3، وهذا المسلسل بدأ يتداول بأصدائه في الصحف، وهو مأخوذ عن المسلسل التركي «عروس اسطنبول» وهي تؤّدي فيه دور البطولة / وهي من أحد أبطاله». وكشفت أنّها تؤّدي دور «ليلى» الأم المتسلطة ووصفت هذه الشخصية بأنها «مركبّة كثيراً ومختلفة جداً جداً عن شخصيّة «نرجس»، وسيشاهدني الجمهور العربّي بصورةٍ مغايرة كليًّا، ولا أوّد أن أفصح كثيراً عن الشخصيّة وإنما يمكنني القول إن هذه الشخصيّة المحورّية أغرتني كثيراً عندما قرأت النصّ وعشقت الدور الفاعل، الذي تقوم به في العمل، يعني هي شخصيّة تحرّك الأحداث كلّها وتطرح جدلا قوّياً جداً بين مؤيّد معارض لها، هذه شخصيّة ليلى هذه الأمّ المتسلّطة والأم ّالتي تنتمي الى عائلة عريقة لديها مبادئ تدافع عنها، وفي الوقت نفسه ستعود وتعيش حكاية قصة حبّ كان قد طواها الزمن ستعود وتظهر الشخصية، هي شخصية محوريّة جداً ومهمّة وانشاء الله تلاقي أيضاً استحسانا ووأؤدّي من خلالها نجاحاً ثانياً بعد نجاحي الذي قدمتّه بأدائي لشخصيّة نرجس».
ورداً على سؤال حول أيّ شخصية من الشخصيات، التي أدتها هي قريبة منها والأحبّ الى قلبها اعتبرت الممثلة تقلا شمعون «أن كلّ شخصية هي محببّة إلى قلبها»، وقالت: «لا شخصيّة أؤديّها إذا لم تكن قريبة الى قلبي وتعاطفت مع قضيتها، لأننّي أفتش دائماً عندما أقرأ النصّ عن الشخصية، ما هي قضيّتها؟ وإذا لم أتعاطف مع هذه القضيّة أرفض العمل ولا أؤديّه، أمّا إذا تعاطفت معها أؤديّها، وأنا تعاطفت مع كلّ الشخصيات التي أديتّها تعاطفت مع قضيتّهم وأحبهم كلّهم، وكلّهم بمكانٍ ما جعلوني أبدع وأظهر صورة جديّدة ومغايرة عن بقيّة الشخصيات التي لعبتها وأنا أحرص دائماً أن أنوّع بأداء شخصياتي وأحرص ألا يتمّ وضعي بنمط معينّ من الشخصيات وأحب دائماً أن أكسر الكادر (الاطار) الذي يضعوني فيه وأسعى دائماً الى إضافة الجديد بهويّة وشخصيّة تقلا شمعون التمثيلية».
وعن رأيها في تطوّر الدراما اللبنانية في السنوات الأخيرة أكدت «أنها تعيش عصرها الذهبيّ، وهذا يكبّر القلب، ويمكنني القول إنّ الدراما اللبنانية هي في عصرها الذهبيّ بدليل كميّة الأعمال التي تصوّر وتنتج في لبنان للموسم الرمضاني، وهي كمية كبيرة جدّاً وهذا الأمر يكبّر القلب»، وأشارت في السياق عينه الى «أن الدراما الآن في مرحلةٍ حلوة وأن شاء الله تستمرّ هكذا، ونعود ونوجد كنجوم لبنانييّن على الساحة، وفي السباق الرمضاني بشكل كتير قوّي».
وتمنت «على المنتجين ألا يكتفوا بأن يأتوا بشاب وشابة ونعتمد عليهم، وبالأداور الأخرى لا نهّتم بمن سيلعب هذه الأدوار، وأنا أقول هذا الشيء بناءً على بعض المعطيات».
ورأت أنه «يفترض دائماً بانتاجاتنا أن نفتّش عن الممثل والممثلة حتى يقدران أن يؤديا هذه الشخصيات، والأدوار الصغيرة هي بأهمية الأدوار الوسطى والكبيرة، يعني علينا أن نحرص دائماً أن يكون لدينا ممثلون لأنهّم هم أيضاً يساهمون مع المنتج في رفع مستوى التمثيلي والأدائي ومستوى الدراما اللبنانية».
ونسأل الممثلة شمعون، التي شاركت في الفيلم السينمائي «مورين» من انتاج زوجها، لماذا لم تبادر الدولة اللبنانية الى ترشيح هذا الفيلم الذي يجسّد حياة القديسة مارينا الى الأوسكار، لما لديه من مقوّمات تؤّهله الى ذلك فأوضحت أنه «بالنسبة الى فيلم نادين لبكي «كفرناحوم» من الطبيعي أن يترشح الى الأوسكار فهو أخذ جائزة لجنة التحكيم في مهرجان «كان»، وفيلم «مورين» هو فيلم متكامل ومستواه عال وإنمّا موضوعه مختلف تماماً عن موضوع فيلم نادين، هذا فيلم وهذا فيلم، وطبعاً عندما يحصل فيلم لأول مرّة في لبنان على جائزة بهذا المستوى في مهرجان عالمي أقلّ شيء أن ترشّح الدولة اللبنانية فيلم نادين الى الأوسكار، وألف مبروك لنادين وأتمنى لها كلّ التوفيق».