لندن ـ «القدس العربي»: نشر تنظيم الدولة الاسلامية مقابلة مع الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أسره الأسبوع الماضي إثر سقوط طائرته المقاتلة في شمال سوريا
وقال الكساسبة في مجلة «دابق» الشهرية التي ينشرها التنظيم باللغة الانكليزية ان مقاتلته أصيبت بصاروخ حراري فوق الرقة.
وكان الكساسبة (26 عاما) وقع في الأسر إثر سقوط طائرته المقاتلة من طراز «اف-16» قرب مدينة الرقة معقل التنظيم في شمال سوريا، في أول حادث من نوعه منذ بدء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة توجيه ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا والعراق.
وعرضت مجلة «دابق» التي تنشر على منتديات إلكترونية جهادية، في عددها السادس الصادر الاثنين، صورة للكساسبة بزي برتقالي اللون، يشابه ذاك الذي ارتداه رهائن أجانب أعدمهم التنظيم خلال الأشهر الماضية، وقدمته في الحديث على انه «المرتد».
ونقلت المجلة عن الكساسبة ان دوره يوم سقوط الطائرة كان تدمير أي دفاعات جوية قد تؤثر على عمل المقاتلات الحربية.
وكان والد الطيار دعا التنظيم الجهادي إلى «الرأفة» بنجله، في حين أكدت واشنطن وعمان العمل «بصمت» لضمان عودته «سالما» إلى بلاده.
وأوضح الكساسبة خلال المقابلة بعض التفاصيل الخاصة به، ومعلومات حول المهام التي كلف بها.
وفيما يلي نص الخبر المنشور في «دابق» والمتضمن المقابلة:
في يوم الأربعاء 2 ربيع الأول 1436هـ، أسرت الدولة الإسلامية طيارا مرتدا يطير لصالح التحالف الصليبي بعد أن أُصيبت طائرته بصاروخ حراري مضاد للطائرات. الإصابة الناجحة للطائرة وسقوطها اللاحق تم بإذن الله، كل الحمد والشكر يرجع إليه وحده. اعترف النظام الأردني بإسقاط طائرته، ليناقض بذلك الأمريكان الذين شعروا بالقلق من أن حلفاءهم سيتوقفون عن المشاركة في الضربات الجوية، حيث سيخشى حلفاؤهم من الإحراج الذي سيواجهونه إذا انتهى المطاف بأسر جنودهم على أيدي الدولة الإسلامية. والد الطيار وشقيقه توسلا لإطلاق سراحه، زاعمين أنه «مسلم مخلص»، بدون أن يدركا أنه مجرد مرتد قاتل بسبب خدمته العسكرية للطاغوت الأردني ومشاركته في الحملة الصليبية التي قتل فيها كثير من المسلمين.
فيما يلي مقابلة مع «المرتد».
■ أخبرنا عن نفسك. ما اسمك؟ من أين أنت؟ وكم عمرك؟
□ اسمي معاذ صافي يوسف الكساسبة، أنا أردني من الكرك، ولدت عام 1988 وعمري 26 عاما.
■ ماذا كان موقعك في سلاح جو المرتدين؟ ومتى بدأت هذا المسار الكفري؟
□ كنت طيارا برتبة ملازم أول. تخرجت من كلية الملك حسين الجوية عام 2009. وتابعت تدريبي حتى أصبحت طيارا عام 2012 في السرب الأول في قاعدة موفق السلطي الجوية.
■ أخبرنا عن الطلعة الجوية التي أدت إلى أسرك على نحو مشين يوم الأربعاء.
□ تم إبلاغنا بالمهمة في اليوم السابق الساعة الرابعة عصرا. دورنا في هذه المهمة هو مسح المناطق وتوفير التغطية للمقاتلات، نمسح المنطقة لتدمير أي أسلحة مضادة للطائرات وتوفير تغطية حال ظهرت طائرات العدو، وبعدها تأتي المقاتلات المزودة بأسلحة موجهة بالليزر لتنفيذ دورها في هذه المهمة. أقلعنا من قاعدة موفق السلطي الموجودة في منطقة الأزرق التابعة لمحافظة الزرقاء في الساعة 6:15 صباحا متوجهين إلى العراق وتم تزويدنا بالوقود جوا عند الساعة 7:55 صباحا ثم وصلنا لمنطقة انتظار حيث قابلنا سربا يضم طائرات سعودية «إف 15، وإماراتية «إف 16»، ومغربية «إف 16»، دخلنا الرقة لمسح المنطقة، ثم دخلت المقاتلات لبدء هجومها. أصيبت طائرتي بصاروخ حراري. سمعته وشعرت بالضربة. تواصل معي الطيار الأردني الآخر في الحملة، ملازم أول طيار صدام مرديني، وقال لي إنني أُصبت وأن النيران تخرج من الفوهة الخلفية للمحرك. تحققت من شاشة أنظمة الرصد وأشارت إلى أن المحرك تضرر ويحترق. بدأت الطائرة تنحرف عن مسارها الطبيعي، عندها قفزت خارج الطائرة، وهبطت في نهر الفرات بالمظلة وعلق مقعدي في الأرض وظللت مقيدا حتى قبض علي جنود الدولة الإسلامية.
■ من هي الأنظمة العربية المرتدة التي تشارك معكم في غارات الحملة الصليبية؟
□ الأردن بطائرات إف 16، والإمارات بطائرات إف 16 مجهزة بصواريخ موجهة بالليزر، والسعودية بطائرات إف 15 مطورة مجهزة بقنابل موجهة بالليزر، والكويت بطائرات تزويد بالوقود في الجو، والبحرين بطائرات إف 16، والمغرب بطائرات إف 16 مطورة، وقطر وسلطنة عمان.
■ ما القواعد الجوية التي يستخدمها المرتدون في حملتهم الصليبية؟
□ الطائرات الأردنية تقلع من الأردن، الطائرات الخليجية بوجه عام تقلع من الكويت والسعودية والبحرين. هناك أيضا بعض المطارات المخصصة للهبوط الاضطراري: مطار الأزرق في الأردن، ومطار عرعر في السعودية، ومطار بغداد الدولي، ومطار في مدينة تركية – نسيت اسمها- تبعد حوالي 100 كيلومتر عن الحدود السورية.
■ والصليبيون.. ما القواعد الجوية التي يستخدمونها؟
□ بعض الطائرات الأمريكية والفرنسية تقلع من قاعدة الأمير حسن الجوية، وقاعدة موفق السلطي الجوية. بعض الطائرات الأمريكية أيضا تقلع من تركيا.
■ كيف يتم تنسيق الطلعات الجوية؟
□ هناك قواعد أمريكية في قطر، حيث يتم التخطيط للطلعات الجوية، واختيار الأهداف، وتوزيع المهام. إنهم يحددون دور كل بلد مشارك قبل يوم واحد من الهجوم. الأطراف المشاركة يتم إعلامها بمهامها في الساعة الرابعة في اليوم التالي. الأمريكيون يستخدمون قناصة جويين، وأقمارا صناعية، وجواسيس، وطائرات بدون طيار تقلع من دول الخليج لتحديد ودراسة الأهداف. ويتم إعطاؤنا خرائط جوية وصورا من الأهداف.
■ هل التقيت بالصليبيين الأمريكيين؟
□ بالطبع. هناك حوالي 200 أمريكي في قاعدة موفق السلطي الجوية، من بينهم نحو 16 طيارا أمريكيا، بينهم امرأة، ويعمل بقية الـ200 كفنيين ومهندسين وفي أدوار دعم أخرى. الأمريكيون أحيانا يتناولون العشاء معنا، ويأكلون المنسف (أرز ولحم) الذي يحبونه كثيرا. حديثهم (معنا) لا يشمل تفاصيل حول العمليات لأسباب تتعلق بالسرية والأمن.
■ هل قُتل أي من الطيارين الأمريكيين في هذه الطلعات؟
□ في أوائل ديسمبر/ كانون الأول، أقلع أحدهم من قاعدة موفق السلطي الجوية باتجاه العراق حيث يتجمع العديد من طائرات التحالف في الجو لتشكيل أسراب الهجوم، وتلته طيارة أخرى أقلعت في نفس الاتجاه. الطائرة الثانية فشلت في إعادة العجلات بعيد الإقلاع، وسأل الطيار الطائرة الأولى أن تعود إلى الخلف وأن تؤكد وجود المشكلة. أكد الطيار الأول وجود المشكلة في عجلات الهبوط. ومع الضباب الكثيف تحطمت إحدى الطائرات في الأردن، وتوفي الطيار في هذا الحادث.
■ هل شاهدت تسجيلات مصورة أنتجتها الدولة الإسلامية؟
□ لا، لم أفعل.
■ سوف نحرص على أن يتيح لك السجانون الفرصة للاطلاع عليها، «رغم أن الكفار يكرهونها».. هل تعرف ما الذي ستفعله الدولة الإسلامية بك؟
□ نعم، سيقتلونني.