تنظيم سري ضد بايدن وإدارته.. هل ستجتاز الولايات المتحدة خطر الترامبية في الأيام المقبلة؟

حجم الخط
1

تمنعنا المسافة والانشغال بالمشاكل الداخلية من إدراك عمق المأساة الأمريكية وحجم المخاطر التي تواجه الولايات المتحدة والمجتمع الأمريكي هذه الأيام. فرفض الرئيس المنصرف ترامب قبول نتائج الانتخابات، ونشره مئات الرسائل الكاذبة والتحريضية عبر الشبكات الاجتماعية، وبالأساس حملة التحريض التي دفعت الجماهير إلى تلة الكابيتول – كل هذا سيؤثر على المجتمع الأمريكي، حتى في الأيام ما بعد تنصيب بايدن.

ثمة مصادر موثوقة في الولايات المتحدة تتحدث عن وجود تنظيم سري منظم جيداً يواصل العمل تحت السطح والتخطيط لخطواته التالية. هذا العنف يهدد الديمقراطية في الولايات المتحدة. يبدو أن ثمة من يخشى على حياة الرئيس المنتخب هذه الأيام، وعلى حياة فريقه وحياة أعضاء الكونغرس ممن يساعدون في محاولات عزل الرئيس المنصرف ترامب.

إن لموجات العنف التي تعصف بالولايات المتحدة، ولعجزها في معالجة وباء كورونا والأزمة الاقتصادية العميقة، حالياً وفي المستقبل أيضاً، تداعيات على العالم بأسره. هذا الوضع يجب أن يقلق الجمهور الإسرائيلي أيضاً، الذي لا يهمه سوى مسألة يطرحها المحللون بلا انقطاع: هل سيكون بايدن جيداً أم سيئاً لإسرائيل.

كل من تابع حياة بايدن السياسية، منذ عهده كسناتور شاب وحتى هذه الأيام، يعرف أنه صديق حقيقي لإسرائيل. مهما يكن من أمر، فإن كل حكومة تتشكل في إسرائيل بعد الانتخابات سيتعين عليها أن تعمل بكد على إصلاح العلاقات مع الحزب الديمقراطي. وكون بايدن صديقاً لا يعني أن عليه تلبية كل أمانينا وأحلامنا.

مشاكل عديدة وعسيرة تتراكم على طاولة الرئاسة. وهذه تحتاج إلى العناية العاجلة والنزيهة. مطلوب أولاً رأب صدوع الشعب الأمريكي قدر الإمكان. فالترامبية ستستمر حتى بعد ترامب. أما المواضيع الخارجية، مثل أزمة المناخ، والعلاقات مع روسيا والصين، والنووي الإيراني، ومشاكل الشرق الأوسط –عليها أن تنتظر أياماً أفضل.

أما أولئك ممن يؤمنون بأن الحل العادل للنزاع بيننا وبين الفلسطينيين يسبق توسيع علاقاتنا مع العالم العربي، فعليهم أن ينتظروا بصبر. فقلب بايدن في المكان الصحيح. الفريق المتصدر، المسؤول عن مجالات العمل المختلفة هو من أفضل أصدقاء إسرائيل، ومع حلول الوقت سيكون ممكناً الاستنتاج بأن إسرائيل ستعود إلى طاولة المداولات كجزء من سياسة خارجية أمريكية سوية وأكثر نزاهة، تنسجم مع أنماط السلوك الدولية. حتى ذلك الحين، نأمل بأن يؤدي الإجماع العالمي بالنسبة لحل الدولتين إلى تعزيز مؤيدي السلام في أوساط الإسرائيليين والفلسطينيين. وفي هذه الأثناء تعالوا نصلي لسلام أمريكا.       

بقلمكوليت افيتال

نائبة ودبلوماسية كبيرة سابقة

عضو لجنة التوجيه في مبادرة جنيف

 معاريف 25/1/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح //الأردن:

    *سبحان الله فيكم يا أمريكان..!!! ؟؟؟
    عندكم اكبر أجهزة العالم بالمخابرات
    (خارجي وداخلي) وتشكون.

إشترك في قائمتنا البريدية