بينما كان العالم مغمورا بضجيج التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، كان هناك تنمّر دبلوماسي صامت يحدث في الجوار وتمارسه دولة عربية كبرى وغنيّة على دولة إسلامية كبرى، لكن فقيرة ومأزومة.
في الساعات التي سبقت إعلان واشنطن وأبوظبي وتل أبيب ميلاد التطبيع الإماراتي الإسرائيلي للعالم، كانت السلطات السعودية تصد أبواب قصورها في وجه ضيف غير مرحَّب به، هو قائد الجيش الباكستاني، العميد قمر جاويد باجوا.
جاء باجوا إلى الرياض يبحث عن حل يلطّف الأجواء الملبدة بين البلدين، إثر موقف دبلوماسي غير محسوب اتُهم به وزير الخارجية الباكستاني. لكنه عاد خائبا بعد أن رفض الملك سلمان استقباله، وكذلك ولي العهد.
كل شيء بدأ عندما أحسَّت باكستان بالمرارة من تكاسل الدول الإسلامية في الوقوف معها في أزمتها المستجدّة مع الهند بسبب كشمير. راهنت إسلام آباد على منظمة التعاون الإسلامي، ومقرها في السعودية، لتتخذ موقفا داعما لها. طال انتظارها ولم يصدر الموقف المأمول.
لم يحتج الباكستانيون، وهم العارفون بخبايا اللعب الدبلوماسي والاستخباراتي المعقّد في هذا الجزء من العالم، إلى جهد خارق ليعرفوا أن منظمة التعاون تحت السيطرة المطلقة للسعودية، وأن الأخيرة مرتبطة بمصالح تجارية واستراتيجية، بعضها حديث العهد، مع الهند تمنعها من اتخاذ موقف علني معاد لها.
في تلك الأثناء نُسب إلى وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قرشي، تلويحه بالدعوة إلى قمة إسلامية خارج مظلة المنظمة النائمة في الرياض.
صدر كلام الوزير قرشي، امتعاضا وغضبا، بعد أن امتنع مَن في رأس السلطة بالرياض عن الرد على اتصالات رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان.
كان خان يريد أن يشتكي لقادة المملكة قرار الهند إلغاء مادة دستورية (عمرها 66 سنة) تمنح كشمير وجامو وضعا خاصا، وشنِّها حملة قمع استهدفت الرافضين للقرار، وحجتهم أنه يكرس قبضة الهند على الإقليم المتنازع عليه.
لو خذلت السعودية باكستان في أي موضوع آخر غير الهند، لمرَّ الأمر بلا ضجيج. لكن المزاج الباكستاني يختلف عندما يتعلق الأمر بالهند.
لم يخطر ربما ببال وزير الخارجية الباكستاني أنه تجاوز الخطط الحمراء ووضع العلاقات الهشّة التي تربط بلاده بالسعودية في مأزق. ولم يحسب حساب أن كلامه قد ينسف جهود رئيسه عمران خان في الحفاظ على توازنات إقليمية معقّدة تحاصر من كل زاوية بلاده المنهكة بالأزمات.
ليس لدى المسؤولين السعوديين ما يقارعون به باكستان سوى القروض والعمالة الباكستانية في المملكة. لذا استعملوا سلاح الغني على الفقير، ووظّفوا أسوأ نقاط ضعف حكومة خان
مثلما فهِمَ الباكستانيون بسرعة أن السعودية لا تكتفي بالتخلي عنهم، بل تمنع الآخرين من مساعدتهم، فهمَ السعوديون بسرعة أن تلويح باكستان بقمة إسلامية دولية خارج منظمة التعاون الإسلامي، يعني التهديد بقطر وتركيا وإندونيسيا وماليزيا وإيران. وهي مجموعة دول إسلامية تجتمع فيها القوة والتأثير الاستراتيجي والثروة، وتوحدها الخلافات مع الرياض بسبب دبلوماسيتها الهوجاء.
وأدرك السعوديون كذلك أن استنجاد باكستان بهذه الدول، إذا ما أثمر شيئا على الأرض، سيكون سابقة خطيرة قد تشكّل بداية نهاية منظمة التعاون الإسلامي، إحدى الأذرع الدبلوماسية للرياض.
لهذا ردّت السعودية بسرعة وقوة، وبإصرار على إهانة باكستان، لتلقّن الآخرين درسا من خلالها.
لجأت الرياض فورا إلى سلاحها المفضل: المال، فأمرت باكستان بردّ قرابة ثلاثة مليارات دولار كانت قد استلمتها من المملكة قبل وقت قريب، وجمّدت عقودا تتضمن تسهيلات نفطية قيمتها 3.2 مليار دولار جرى الاتفاق عليها في 2018.
ليس لدى المسؤولين السعوديين ما يقارعون به باكستان سوى القروض والعمالة الباكستانية في المملكة. لذا استعملوا سلاح الغني على الفقير، ووظّفوا أسوأ نقاط ضعف حكومة خان وأكبرها: حاجتها لدعم مالي ضروري لقوت الباكستانيين وبقائهم على قيد الحياة (موضوع العمالة الباكستانية كان سيُستغل لاحقا لو ذهبت الأزمة أبعد).
في يوم صدور القرار السعودي، كان الاحتياطي القومي في البنك المركزي الباكستاني أكثر قليلا من 12 مليار دولار، أي ما يكفي واردات ثلاثة أشهر.
لا تخلو طريقة الانتقام السعودية من صبيانية وتهوّر يحملان بصمات وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان. هناك طرق أخرى لـ«معاقبة» باكستان، لكن المسؤولين في الرياض فضّلوا كسر باب مفتوح، وسارعوا إلى سياسة العصا الغليظة في شكل العقاب (رفض استقبال مبعوث باكستاني موشح بالنياشين والأوسمة العسكرية) ومضمونه (الإصرار على دفع القروض فورا).
تناسى المسؤولون السعوديون، في فورة غضبهم، أن باكستان لن تكون الخاسر الوحيد.
في الساعات التي أعقبت إعلان صدور «العقاب» السعودي، قفزت الصين لتعبئة الفراغ. مدّت بكين خط حياة باتجاه إسلام آباد، واقترحت دفع القروض المترتبة على إسلام آباد.
اغتنمت الصين الفرصة كعادتها منذ أن احترفت سياسة ملء الفراغ الذي تتركه العقوبات الغربية على دول العالم، أو الذي يترتب عن أزمات طارئة.
مثلما حدث مع قطر ودول عربية وإفريقية، سيدفع الغضب السعودي المبالغ فيه باكستان بسرعة إلى أحضان الصين. ليس لأن المسؤولين الباكستانيين يريدون ذلك، وإنما لأنهم بلا خيارات قوية أخرى تساعدهم على تجاوز الضائقة الاقتصادية التي تخنق بلادهم.
وإلى جانب الصين، هناك تركيا التي تعلمت هي الأخرى اقتناص الفرص وملء الفراغات. فلا غرابة أن الأتراك موجودون في باكستان وقريبون منها دبلوماسيا في أزمة كشمير. كان الوجود التركي بباكستان متواضعا، لكن التهور السعودي منحه فرصة ليتسع أكثر.
كاتب صحافي جزائري
“ليس لدى المسؤولين السعوديين ما يقارعون به باكستان سوى القروض والعمالة الباكستانية في المملكة. لذا استعملوا سلاح الغني على الفقير”
نامل فقط ان يجف النفط قريبا ويعود رعاة النياق الى عملهم الاصلي…حتى لا يتمخترو على اخوتهم من الدول الاسلامية
ا ليس غريبا و عجيبا أن حكام السعودية لم يتعظوا من اخطاءهم ،،لقد فقدتم احترام العالم أجمع و ما زلتم تتخبطون بمنتهى الحماقة
لقد صارت السعودية بفضل سياسات ابو منشار دولة منبوذة يحرص الجميع على الابتعاد عنها
لم تعد السعودية تهتم لا بالإسلام ولا بالمسلمين مسلمي كشمير الروهينغا الإيغور كلهم حسب سياسة السعودية بزمن ولي عهدها سيجلب مصائب كبيرة للمسلمين وما تنمرها على باكستان وعلى كشمير الا ارضاءا لترامب الذي أعلنها مرات أن كاره للإسلام ولو يهمهم الاسلام والمسلمين لدعموا كدولة مثل باكستان الدولة الإسلامية التي تمتلك قوة نووية التنمر على الدول الإسلامية مثل تركيا وباكستان وماليزيا لن ينفع السعودية وسياستها بعدما يطرح موضوع الاشتراك في حماية الحرمين الشريفين لان السعودية غير أمينة عليها بعد تصرفاتها بحق الدول الإسلامية الأخرى وهل تستطيع السعودية بعدما دفعت 460 مليار لترامب لاعتقادها بأن سيحميها أن تستعيد مكانتها بين الدول الإسلامية بعدما ينصرف ترامب الاسلام في السعودية وضعه في خطر على يد هذا المتهور.
Ignorants with money , is a toxic mix
Saudi Rulers are eventually losers
by ignoring lessons of history
Coming time will certainly prove that their future is bleak
Indeed they don’t learn from experience and history as German philosopher Hegel famous quote: What experience and history teach us is that people and governments have never learned anything from history, or acted on principles deduced from it
George Hegel
Saudi rulers past experience and policies with Arab countries have been complete failure disasters indeed there is no love lost for them among majority of Muslims and Arabs