تهنئة إماراتية بـ«استقلال» إسرائيل!

حجم الخط
33

نشرت سفارة الإمارات العربية المتحدة في إسرائيل تغريدتين، واحدة بالعربية قالت فيها: «نتمنى لمواطني دولة إسرائيل عيد استقلال سعيدا» والثانية بالانكليزية تكرر جملة «عيد استقلال سعيد» بالعبرية ولكن بأحرف لاتينية: Yom ha’atzmaut sameach!، وهو فعل أفرح قلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرد قائلا: «شكرا لكم من جميع مواطني إسرائيل»!
صنعت سفارة أبو ظبي في دولة الاحتلال الإسرائيلي بهذا التصريح فعلا سياسيا غير مسبوق في التاريخ العربي الحديث، وهو يتجاوز، بذلك، ما يعنيه «اتفاق سلام» مع إسرائيل، باعتباره وقفا للأعمال العدائية العسكرية والأمنية.
كانت اتفاقيات السلام العربية، لمصر والأردن، واتفاقات أوسلو الفلسطينية (السابقة على «اتفاقيات أبراهام») خيارا أقرب للاضطرار وذلك بعد عقود من أفعال الحرب التي تجري بين أعداء، وتلك الاتفاقات، بإيقافها العمليات العسكرية بين الطرفين لم تحوّل الأعداء إلى أصدقاء، ناهيك عن كونها لا تعني الإقرار باحتلال إسرائيل لأراض عربية، ولا يُعقل أن تتحول إلى تحالف مع إسرائيل ضد الفلسطينيين، أو ضد دول عربية أو إسلامية.
تعلم السفارة الإماراتية، بالتأكيد، أن عيد «استقلال» إسرائيل هو نكبة احتلال فلسطين، وهي بذلك لا تقوم بتهنئة نتنياهو و«مواطني إسرائيل» بنشوء الدولة العبرية ولكنها تقوم أيضا بنكء جروح الفلسطينيين والإساءة لمشاعرهم بالغضب والألم من نشوء الكيان الإسرائيلي على أرضهم، وتهجير مئات الآلاف منهم إلى بلدان اللجوء والنزوح، وإهالة التراب على المعاني الرمزيّة التي تجمع العرب والمسلمين.
تحصل هذه التهنئة في أول أيام رمضان، الشهر الإسلامي المبارك، وهو الشهر الذي يتوقع فيه المسلمون الود والخير من أشقائهم في دولة الإمارات، أو التضامن في وقت تتابع فيه إسرائيل مشروعها الاحتلالي، فتقوم كل يوم بإعلان بناء مستوطنات جديدة على أراض أقرّت المنظومة الدولية و«اتفاقيات السلام» حقوق الفلسطينيين فيها، وتقوم هذه الأيام بمنع فلسطينيي الضفة من الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة، وشن غارات على غزة، وتستمر في اضطهاد المقاومين والأسرى، وقتل الأطفال وهدم القرى والبيوت.
كان من الطبيعي أن تثير هذه التهنئة في ذكرى نكبة فلسطين الـ73 سخطا عربيا وإسلاميا واسعا، وقد هاجم ناشطون الخطوة الإماراتية، واعتبر كثيرون أن أبو ظبي وصلت إلى مستوى غير مسبوق في التنازل عن الثوابت العربية والإسلامية.
من المخجل والمسيء أن نشهد وقتا يصبح فيه ممثلو دولة عربية كالإمارات متعاطفين مع إسرائيل ومتنكرين لحقوق أشقائهم في الدين والقومية والأحلام والآمال، ولا سبب، سياسيا أو غير سياسي، يمكن أن يبرّر هذا الفعل الشنيع.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول علي ح .:

    أيها العرب , لماذا تبكون على اللبن المسكوب و أنتم الذين
    سكبتموه ؟ .
    لماذا تبكون على الشرف المهان و أنتم الذين أهنتموه ؟ .
    لماذا تذرفون الدمع على فلسطين و هي التي تذبح كل يوم
    على أيديكم و أيدي قادتكم ؟ .
    و كل ذلك عندما حاربتم و نيابة عن الصهيونية و أمريكا
    وحلفائهما أمة الجهاد و المقاومة في كل مكان , في سوريا
    و لبنان و العراق و اليمن , ما كانت هذه المرحلة الجديدة
    من الخيانات العربية أن تتم لولا المؤامرة الكبرى على سوريا
    و التي كان من أهدافها إنجاز شامل لما تُنفذ اليوم من مؤامرات ,
    و لما هزمت المؤامرة على سوريا في تحقيق أهدافها الصهيونية
    شرعوا في انجاز شيء منها و هو عمل اليائس المهزوم .
    هذه الخيانات التي تتم اليوم على أيدي السفهاء من الحكام العرب
    هو نصر للأمة لأنها تسقط آخر ورقة من أوراق التوت التي
    كانوا يدارون بها عوراتهم التي كانت في الأساس مكشوفة للشعوب
    التي لابد أن تثور عليهم و تثأر لكرامتها منهم ” إن موعدهم الصبح
    أليس الصبح بقريب ” .

  2. يقول تدحرج و ليس هرولة:

    الإمارات سبّاقة دائما إلى تحقيق الأرقام القياسية، حتى في السقوط.

  3. يقول سلام عادل(المانيا):

    الامر لا يخرج عن المجاملات الدبلوماسية فهل الاردن ومصر لا يهنئون اسرائيل باعيادها الوطنية كما هي تقدم لهم التهاني بتلك المناسبات

    1. يقول Dr Arabi,UK:

      كن عادل يا سيد سلام عادل،هنالك مجاملات وهنالك مجاملات،هنالك مجال المجاملات الدينيه مثلا،ام أن تقوم الإمارات بتهنئة الكيان الصهيوني بعيد استقلاله،الذي هو يوم النكبة على الشعب العربي الفلسطيني والذي أدى إلى تشريد هذا الشعب واحتلال أرضه بالقوه،فهل لا زلت تقول انها مجامله،واذا كانت كذلك المفروض ان تقوم دويلة الإمارات بمجاملة الشعب الفلسطيني في نفس المناسبه هذه وأن تتمنى له النصر على العدو الصهيوني واستعادة الاراضي الفلسطينيه المحتله.

    2. يقول استسلام غير عادل:

      قطعا!! لم تقم أي دولة عربية سابقا بتهنئة الكيان الصهيوني الغاصب بعيد إحتلاله لأراضي فلسطين وتشريد أبنائها.

  4. يقول الصوفي الجزائر:

    وماذا عن الممتنعات وهن الراغبات
    اقصد من يهنؤون تحت الطاولة

  5. يقول Farid Furat:

    الفاعل السياسي الإماراتي يبني خطواته وتوجهاته حسب منهاج النظام المالي العالمي! التساؤل عن قيم العروبة والإسلام في غير نصابه لأن الممارسات الإماراتية تعتمد على مبدأ الاستثمار والربح.

  6. يقول ابوالسعيد:

    البلاغه فى التعقيب هو عدم التعقيب.

  7. يقول محمد .ع.:

    قليل ما قال فبكم الشاعر مظفر النواب

  8. يقول سلام عادل(المانيا):

    Dr Arabi,UK
    التعليق لا يعني تاييد الامارات او اي دولة للتطبيع مع اسرائيل فموقفي من القضية الفلسطينية معروف من خلال تعليقاتي الكثيرة ولكن البعض ممن دولهم لها علاقات دبلوماسية واتفاقيات وتعاون مع اسرائيل ينسى الموضوع ويتهجم على الامارات والامر كله يخص تركيا او الاخوان المسلمين فاما ان ندين الكل او لا ندين احد

    1. يقول Dr Arabi,UK:

      تحياتي لك ،طبعا كل من يطبع مع العدو الصهيوني مدان، على جميع الدول العربيه مقاطعة هذا الكيان طالما هنالك احتلال اسرائيلي لشبر من الأراضي العربيه،لكون هذا الكيان باطل وغير شرعي، أما الإمارات فينطبق عليها المثل الذي يقول: كانت في جره وطلعت بره.

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية