تخطى المنافس الديمقراطي «جو بايدن» حاجز الـ270 صوتا في المجمع الانتخابي، فضمن الفوز بالرئاسة الأمريكية.
وأحدثت خسارة ترامب زلزالا؛ ترك توابع وتداعيات زادت من حدة العناد والتمسك بالبقاء في البيت الأبيض، ومثلت هزيمته خسارة لغيره؛ قادة ورؤساء دول شرقية وغربية، وقد عمت الفرحة بنهاية عصر ترامب وما يرمز إليه من فوضى وتهور وحماقة خلال سنوات حكمه الأربع، ولم يكن ترامب الخاسر وحده، فولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حقق أهم مكسب قبل فضيحة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول عام 2018. وكان انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني؛ المبرم في 2015..
وعلى العكس اتخذ ترامب موقفا خشنا من الرئيس الصيني «شي جين بينغ» وظهر ترامب كأكثر الرؤساء الأمريكيين عدوانية ضده، وضيق على الصين بالجمارك والرسوم العالية على منتجاتها الواردة إلى الولايات المتحدة، ووضع قيودا على تصدير التقنيات الضرورية للصناعات الألكترونية والرقمية الصينية، وقوض ترامب قواعد تحالفات ما بعد الحرب العالمية الثانية، واعتبرتها الصين مكبلة لطموحاتها الجيوسياسية، وكان ذلك أمرا حيويا خفف عن بكين. لكن ترامب هز أمريكا وحلفاءها بالخروج من المعاهدات والاتفاقات الدولية، واتجه للعزلة بشعار «أمريكا أولاً».
وتمكن الرئيس الصيني من التعامل مع الفراغ الناشئ عن الانسحاب الأمريكي، خاصة في مجالي التجارة والمناخ. وصرح مسؤولون صينيون بأن القيادة الصينية كانت تفضل بقاء ترامب!!، واعتراها قلق من سعي الرئيس المنتخب لإقامة جبهة دولية تواجه الصين؛ أكثر قدرة في الضغط على بكين.
ومن المتوقع أن يؤثر غياب ترامب عن المشهد العالمي في التباعد بين واشنطن وبكين، حسب رأي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة «ناجينغ تشو فنغ» وقد طرح سؤالا: «هل ثمة من يريد أن يرى الصين والولايات المتحدة تدخلان في حرب باردة؟ (يورونيوز: 21/10/2020) وأشار إلى التداعيات السلبية جراء فوز بايدن على صعيد العلاقات الأمريكية الصينية.
وفي تعليق على تصريح نائب وزير خارجية الصين «له يو تشنغ» بمجلة «غازيتا رو» الروسية (06.11.2020) بأن بكين الرسمية تعترف عمليا بفوز بايدن، وأشار إلى تصريحاته المتكررة عن العودة لنظام العلاقات الذي كان قائما في زمن أوباما، وكان بايدن نائبا له. لكن هذا لا يعني إطلاقا أن رياح العلاقات بين البلدين ستتغير في الاتجاه المعاكس، وكانت الصين قد علقت آمالا على تحسين العلاقات مع واشنطن، وفاجأ ذلك الباحث بافل زخاروف بالمعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، فأضاف: «إن برنامج بايدن لا يناسب الصين، وهو الذي أكد في خطاباته قبل الانتخابات أنه سيكون أكثر خشونة مع بكين من ترامب، وأضاف زخاروف: «كل السياسيين الأمريكيين المهتمين تقريبا، يتحدثون عن محاربة الصين، وهذا تيار سائد، ومن السابق للأوان القول بأن بايدن سيُحسن العلاقات مع بكين».
وبالنسبة لروسيا، حسب نفس المصدر، فإن تطبيع العلاقات بين بكين وواشنطن لا يعني شيئا جيدا. ويرجح فلاديمير فاسيليف أن يقدم بايدن بعض التنازلات للصين لإبعادها عن روسيا. وتقليص علاقاتها التجارية والاقتصادية والعسكرية مع موسكو، واتخاذ موقف أكثر برودا من ذي قبل من روسيا، وفلاديمير بوتين واتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية 2016، والتحقيقات الرسمية في الاتهام، وصدور تقرير من 448 صفحة عنه، وصب تشكيك ترامب في جدوى حلف شمال الأطلسي، وانتقاد دول أعضاء في الحلف كألمانيا، وصب إضعاف الحلف الأطلسي؛ في قناة عمل عليها الروس كثيرا، وكان معنى فوز ترامب استمرار الضغط على الحلف، في وقت لم يحصل فيه الرئيس الروسي على ما كان يتطلع إليه من ترامب، وهو رفع العقوبات، والحد من التسلح، ولا يتفاءل الروس بإمكانية ذوبان الجليد الذي يغطى العلاقات الروسية الأمريكية، وفوز بايدن لا يعيد الدفء إلى ما كانت عليه العلاقات إبان عهد الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين.
موقف الحزب الديمقراطي الأمريكي متحفظ وضاغط على مصر في ملفات حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية، والتعاون الأمني، والمساعدات الاقتصادية والعسكرية
والموقف التركي ورجب طيب أردوغان؛ فاق موقف السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان في الاعتماد على ترامب، في توفير حماية سياسية زائفة، وأردوغان، حسب موقع «يورونيوز» استفاد من ترامب في تعطيل قرار الكونغرس بتوقيع عقوبات على أنقرة؛ بسبب شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسيS- 400، وساهمت العلاقات الخاصة بين أردوغان وترامب في سحب القوات الأمريكية من المناطق الكردية في شمال سوريا؛ وتمكين قوات تركيا من السيطرة على تلك المناطق، واتخذ ترامب قراره دون الرجوع للبنتاغون، وتخطى حلفاء واشنطن في حربهم ضد «داعش»؛ بريطانيا وفرنسا، ودعا بايدن لتوقيع عقوبات على تركيا، وكان داعما لأحزاب تركية معارضة، وهناك الكثير الذي تخسره تركيا بعد ترك ترامب للبيت الأبيض!!
وقد تكون خسارة الدولة الصهيونية فادحة، ووضع بنيامين نتنياهو متصدع، وكان بايدن قد أعلن أعتناقه للصهيونية من سنوات، من على منبر مجلس الشيوخ في ثمانينيات القرن الماضي، وانحيازه المطلق للحركة الصهيونية، وهناك إجماع بأنه لن يكون بحماقة أو رعونة ترامب، وأكثر توازنا، وقلق نتنياهو من بايدن إذا ما أحيا الاتفاق النووي الإيراني، وكان ترامب قد قطع الطريق على غلاة الصهاينة، وقدم للحركة الصهيونية والمستوطنين اليهود ما لم يفعله رئيس أمريكي آخر.
وهو الذي منح الولاية والسيادة للدولة الصهيونية على هضبة الجولان السورية، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس باعتبارها عاصمة أبدية للدولة الصهيونية، وقرارات غير شرعية لضم الأراضي الفلسطينية، وبحق استيطان باطل في الضفة الغربية؛ هذا إلى جانب حماس عائلته، ورعايتها وتشجيعها لدول الجزيرة العربية والخليج على الولوج في حظيرة التطبيع والصهينة.
وموقف كوريا الشمالية، ورئيسها كيم جونغ أون من بايدن لم يتضح بعد، وإن بدا في اتجاه التوتر؛ بعد استمتاعه بفترة فارقة مع ترامب في العلاقات بين البلدين النوويتين، وبعد جولات من التهديدات والإهانات الموجهة من ترامب إلى «أون» في بداية ولايته، وبقدرة قادر تحولت لودّ من طراز فريد، وتكرر لقاء الرجلين لثلاث مرات، في أربع سنوات، وتبادلا أكثر من عشرين رسالة، ووصفها مراقبون بالمثيرة والمريبة، وخروجها عن حدود المعقول، ومع ذلك فشلت واشنطن في نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، زد على ذلك أن «أون» جرب في العاشر من الشهر الماضي (أكتوبر 2020) إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، ومن المحتمل أن يكون حاملا لرؤوس نووية متعددة، وأعلن بايدن أنه لن يلتقي «أون» دون شروط مسبقة، مما قد يؤجل رفع العقوبات على بيونغ يانغ السارية منذ عقدين!!.
وعن اعتياد ترامب على وصف «المشير السيسي» بـ«دكتاتوري المفضل» وسؤاله المتكرر عنه، وكانت العلاقة أشبه بالعلاقات العاطفية؛ قوامها الإعجاب المتبادل بين «المشير» وترامب، وإن أثار انتقادات وجدل، والمهم أنها حققت الهدف؛ وضمنت استمرار «المشير» في كرسيه والتزامه بـ«خطة ترامب»؛ المعروفة بصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، وما دام تعزيز علاقة القاهرة بتل أبيب، ومد الجسور بين الحكومات العربية ورئاسة الحكومة الصهيونية، فالأهداف الصهيونية وتنفيذ خططها محقق!!
وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية بأيام أفرج الأمن المصري عن 600 محبوس ومعتقل؛ «عربون» مساهمة في إنجاح ترامب. وتخفيفا للضغط الواقع على مصر بسبب الملف الحقوقي والإنساني، ومدّ ترامب يد العون في أزمة «السدّ الإثيوبي» ودَعَم «دكتاتوره المفضل» وأيده في طلب ضمانات قانونية وعملية ملزمة؛ لا تضر بحقوق مصر في مياه النيل.
وموقف الحزب الديمقراطي الأمريكي متحفظ وضاغط على مصر في ملفات حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية، والتعاون الأمني، والمساعدات الاقتصادية والعسكرية. وهناك اتجاهان داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي؛ أحدهما محافظ على استعداد للتعاون في المسائل ذات الاهتمام المشترك؛ في مجالات التطبيع والصهينة، وفي العلاقات العربية الصهيونية، والتعاون في تصفية القضية الفلسطينية، وبحث ملفات الصناعة والزراعة والسلاح، والثاني يوصف باليساري؛ أكبر وأكثر تمثيلاً للديمقراطيين في الكونغرس. وكان مُمَثلا على نطاق أوسع في إدارات البيت الأبيض، ووزارة الخارجية، ومجلس الأمن القومي، إبان رئاسة باراك أوباما، واستمرت حبال الود بين «المشير» والحزب الديمقراطي، وبين الرئيس المنتخب؛ استمرت مُقطعة.
كاتب من مصر
امريكا محتاجه لمصر اكثر من احتياج مصر لأمريكا
مصر القوية المستقرة عنوان النجاح للمصريين
ومصر فى الوقت الحاضر والأيام القادمة سوف
تكون فاصله للسياسة الامريكية فى الشرق الأوسط
مصر بوزنها أمامها خيارات كثيرة اذا غيرت امريكا
سياساتها ضد مصر اهمها توسيع تعاملها مع روسيا والصين وهذا يسبب فزع لأمريكا ولاسرائيل
وخاصة ان امريكا خسرت كثيرا بسبب سياساتها الخاصة التى تعتقد ان الشرق الأوسط غير مهم لها
مثل سابق العصر الماضى